في ما يبدو أنه ثمرة تنسيق أمني ومخابراتي بين المغرب واسبانيا، وبتعاون مع الانتربول، تمكنت عناصر الحرس المدني الإسباني ما بين 21 يوليوز الماضي و4 غشت الحالي، من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في سرقة السيارات الفاخرة بأوربا وتزوير أرقام لوحاتها قبل تهريبها انطلاقا من ميناء الجزيرة الخضراء وطريفة تجاه ميناءي مدينتي طنجةوسبتةالمحتلة. الحملة أسفرت عن اعتقال 25 شخصا، لم يتم كشف هوياتهم بعد، واسترجعت 40 سيارة فاخرة جديدة كانت موجهة للترويج في المغرب، وباقي دول شمال إفريقيا، حسب ما أورده الحرس المدني الإسباني. وذكرت المصادر نفسها أن هذه المنظمة الإجرامية التي تم توقيف بعض عناصرها، في إطار استكمال التحقيق معهم، تنشط بشكل كبير بين إسبانيا وبلدان شمال إفريقيا من خلال استعمال الخطين البحريين الرابطين بين ميناءي الجزيرة الخضراء- طنجة، وميناءي طريفة- سبتةالمحتلة من أجل ترويجها وبيعها في السوق المغربية، وباقي بلدان شمال إفريقيا. عملية التفكيك كانت نتيجة الحملة المكثفة التي قام بها الحرس المدني الإسباني والأنتربول، ما بين 21 يوليوز و4 غشت الحالي، لمراقبة العربات التي تغادر التراب الإسباني صوب المغرب، خصوصا أن شبكة تهريب السيارات تستغل الاكتظاظ والازدحام، اللذين يُسجلان خلال العطلة الصيفية، إذ تعرف دخول أكثر من مليون مهاجر مغربي مقيم في الخارج، وأكثر من 300000 عربة، وذلك من أجل تمويه عناصر الأمن المرابطة بنقط المراقبة في الموانئ والحدود. من جهة أخرى وحسب المعلومات الأولية المتوفرة لدى عناصر الأمن المغربي، فإن أفراد احدى الشبكات التي تم توقيفها بالمغرب بشكل متواز مع عملية الحرس المدني الاسباني، تمكنوا من سرقة عشر سيارات فارهة، تعود ملكيتها لشركة متخصصة في كراء السيارات بباريس كانوا يكترون منها السيارات قبل أن يقوموا بالتبليغ عن اختفائها ضمن مخطط محكم حيث يتم تغيير لوحات السيارات والتي يتم ترحيلها الى المغرب خلال أوقات ذروة عودة المهاجرين لاستغلال حالة الاكتظاظ للمرور بسلام، وأسفرت الحملة عن توقيف 14 شخصا في ميناء طريفة ، و 26 فردا آخر في ميناء الجزيرة الخضراء، فيما لم تعط تفاصيل أخرى عن المعتقلين الأربعين. وقد باشرت مصالح »الديستي« الشهر الماضي حملات تمشيطية واسعة النطاق لاعتقال أفراد الشبكة، إذ تبين أن أفراد الشبكة لهم علاقة بمافيا دولية صدرت في حق عناصرها مذكرات بحث دولية من مقر الأمانة العامة للأنتربول ب»ليون«، والتي أرسلت للمصالح الأمنية قائمة تحمل أسماء مغاربة يشتبه في تورطهم في سرقة سيارات فارهة من عدد من الدول بأوروبا وإدخالها إلى التراب المغربي بوثائق مزورة أو بطرق مشبوهة، والتعامل مع شبكة لسرقة السيارات داخل المغرب وتفكيك أجزائها وإخراجها بطرق سرية إلى أوروبا. ومازالت الشرطة الجنائية بالبيضاء، تباشر أبحاثها في ملف البحث عن أفراد الشبكة الدولية المتخصصة في سرقة سيارات التأجير بعدد من الدول الأوروبية، وإدخالها إلى المغرب، بعد التصريح لوكالات كراء السيارات بتعرضهم للسرقة.حيث عولت منظمة الأمن الدولية كثيرا على مصالح الأمن المغربية لاعتقال المتهمين، خاصة بعد أن علمت شركة متخصصة أن السيارات موجودة بالمغرب بعد أن جرى تحديد موقعها بواسطة الأقمار الصناعية حيث تم ضبط بعضها معروضة للبيع .