ألم البرد الشديد،.. والأذى المتكرر.. ماذا أفعل كي أتحمل كل هذا الألم ؟ علي أن أتمرن على بعض الحركات الرياضية . لا رغبة لي في الحديث عن هذا الأمر بتاتا، كلما عدت إلى البيت تجمعت الأسرة حولي لاستراق النظر إلي هذا المخلوق القذر، إلى شعري .. إلى يداي، إلى هيكل جسمي وإلى لون عيناي وأضلعي التي .. أنظر إليهم مبهوتا مسمرا في تجاه واحدة الوالدة (الأم) هي الوحيدة المتلهفة لضمي إلى صدرها، الوالد (الأب) يبدو متعجرفا كعادته بعض الشيء لا يظهر اهتمامه أمامنا، هو هكذا، لكن رسائله مختلفة، رقيقة، مختزلة الكلمات تفضحه . لديه طابع فقهي يعجبني ذلك وأجيبه بنفس الطريقة التي يكتب بها نتفاهم وأحتفظ بالكثير من رسائله بين أوراقي ومذكراتي الكثيرة ... أما أمي فلا تكتفي بالنظر الي فقط بل تتحسس يدي وأناملي هل هي باردة أم .. وتسأل هل آكل جيدا ؟ أم أصوم.. ؟ من يرافقني في جولاتي.. ؟ في نومي ؟.. هناك أيضا، .يحيط بي الإخوة عما أتيت به أو أحضرته لهم . أختي الوحيدة الصغيرة تبحث عن خاتم او دملج بربري وبنت الخالة أيضا .. لا تكاد تمضي لحظات حتى تمتلئ بطني بما لذ وطاب ويتغير صوتي ولوني أقول لهم ضاحكا إني أحس بالفرحة والارتعاشة كلما شممت ريحة البلاد من نافذة الحافلة وعلى بعد خمسين كيلومترا يتغير في كل شيء.. أصبح خفيفا كالريشة ويطير النوم من جفوني. قلت في نفسي .. هل علي أن أكتب كل ذلك وكأني في المنفى، ما خبر أصدقائي هل هم مثلي، تتحلق الأسر حولهم ويحكون ويسردون مثلي..، أنا لا أمل من الحكي بعد الأكل وبعد شرب الشاي أضحك وأهمس لهم.. ماذا بوسع الرجل أن يفعل حين يكون وحده..؟ ... السكان في المنطقة كما يقول بعض أصدقائي الماكرين .. ب يشربون بأخبارنا الشاي، ويسلمون عليكم هههه ويضحك الكل وهم يتساءلون كيف تتجاوب مع الأطفال.. وما السر في ذلك وأحكي وأحكي.. ما يقع لي مع محماد واحماد وموح وفاطمه وفاظمه وكلثوم وماماس... أجد لذتي في قراءة نصوص روائية أحصل عليها من المدينة ترافقني في غربتي وبعض الجرائد والمجلات القديمة، أتلهف لقراءتها ومكتاباتها.. ههه أستثني هنا الكتب التي كنت أسرقها ولي في ذلك قصص طويلة .