فيما يتطلع العالم بأسره والقارة الأوروبية بشكل خاص إلى مراسم إجراء قرعة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 لكرة القدم خلال الحفل، الذي تستضيفه مدينة سان بطرسبرغ الروسية يومه السبت، سيكون الحفل فرصة مثالية جديدة ليخطف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مزيدا من الأضواء. وينتظر بوتين بداية مثيرة وذات مذاق خاص للأسبوع المقبل، حيث سيحضر الرئيس الروسي حفل مراسيم إجراء قرعة المونديال الروسي ثم يسافر في يوم الأحد إلى مقاطعة كالينينغراد لحضور عرض بحري. وأكد بيان صادر عن قصر الرئاسة (كرملين) في روسيا أنه "سيحضر (بوتين) حفل مراسيم القرعة". ولكن البيان لم يكشف عن الدور الذي سيلعبه بوتين في هذا الحفل، الذي يشهد مشاركة نجوم بارزين، مقابل اعتذار البرازيلي هالك، لاعب زينيت سان بيتطرسبوغ. وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أن قائد المنتخب الروسي السابق أليكسي سميرتين، سيشارك بدلا من النجم البرازيلي هالك في سحب القرعة. وأوضح الفيفا عبر موقعه على الإنترنت، أن هالك لن يتمكن من المشاركة في مراسم سحب القرعة، المقررة السبت بمدينة سان بطرسبرغ الروسية لانشغاله مع فريقه الروسي زينيت سان بطرسبرغ. وشارك سميرتين في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وكذلك في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2004) ويعد واحدا من أبرز اللاعبين في روسيا. وسيشارك سميرتين في مراسيم سحب القرعة إلى جانب رونالدو ودييغو فورلان وفابيو كانافارو وصامويل إيتو وأوليفر بييرهوف وألكسندر كيرجاكوف ورينات داساييف ومادجر وبريدراج رايكوفيتش ولكن من المقرر أن يلتقي بوتين، على هامش هذا الحفل، مع السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي يسافر إلى روسيا في أول رحلة عمل له خارج سويسرا منذ إلقاء القبض على عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين بالفيفا في 27 ماي الماضي، وذلك قبل يومين فقط من انتخاب بلاتر لفترة خامسة في رئاسة الفيفا. ولم يخف أي من بوتين وبلاتر من قبل احترامه للآخر. وبينما ألغى زيارته المقررة إلى كل من نيوزيلندا وكندا وعدم حضوره المباراة النهائية في كل من بطولتي كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) بنيوزيلندا وكأس العالم للسيدات بكندا، إضافة إلى عدم حضوره الاجتماع المرتقب للجنة الأولمبية الدولية، والمقرر في سنغافورة بعد أيام، سيشعر بلاتر بالاطمئنان في حضور قرعة المونديال بين أصدقائه في روسيا. ولم يكن حضور بلاتر لمراسم القرعة اليوم في سان بطرسبورغ محل شك في أي وقت. وأصبح بلاتر وبوتين هدفا لانتقادات وسائل الإعلام الغربية في الأسابيع الماضية، مع فارق واحد بين الشخصين، وهو سيطرة بوتين وإحكام قبضته على الحكم في روسيا، فيما اضطر بلاتر للدعوة إلى اجتماع استثنائي للجمعية العمومية (كونغرس) للفيفا من أجل اختيار من سيخلفه في رئاسة الفيفا. وفي ظل أهمية المونديال الروسي لبوتين، كان حرص الرئيس الروسي على حضور حفل مراسيم إجراء القرعة المقرر اليوم في مدينة بطرسبورغ مسقط رأسه. ويعتبر بوتين من أكثر الساسة تأثيرا في المجال الرياضي، فلم يفشل في عهده أي ملف روسي في طلب استضافة أي حدث رياضي، وكان من بين الملفات الناجحة في عهده كل من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، والتي استضافها منتجع سوتشي الروسي في 2014، إضافة إلى الفوز بحق استضافة أحد سباقات بطولة العالم لسيارات فورمولا 1، وذلك في منتجع سوتشي أيضا وكذلك بطولة العالم للسباحة التي انطلقت فعالياتها أمس الجمعة في مدينة كازان، وبطولة العالم لهوكي الجليد والتي تستضيفها موسكو وسان بطرسبورغ العام المقبل. لكن التتويج الحقيقي لروسيا في مجال استضافة بطولات العالم سيكون من خلال مونديال 2018، والذي تسبقه بطولة كأس القارات 2017 . وتمثل صور احتفالات الرياضيين والمشجعين فرصا جيدة دائما لأي بلد من أجل تحسين وتدعيم صورته عالميا ولا تختلف روسيا عن هذا. ومن خلال المونديال الكروي في 2018، يأمل بوتين في إقناع المستثمرين بتجاهل الاتهامات بوجود فساد والرهان بشكل إيجابي على مستقبل روسيا. ويدعي منتقدو الحكومة الروسية أن الأحداث الرياضية التي تستضيفها روسيا هي عملية أحادية الإدارة والفائدة ولكن الكرملين أشار إلى أن عمليات التجديد والإنشاءات في الطرق والسكك الحديدية والمطارات الناجمة عن استضافة هذه الأحداث الرياضية تسهم في خلق فرص عمل عديدة. وتستمتع 11 مدينة روسية من كالينينغراد إلى ييكاتيرينبرغ بالاستفادة من مشاركته في استضافة أحداث المونديال المرتقب. كما كشف المواطنون في روسيا عن حماسهم الشديد تجاه استضافة بلادهم لمونديال 2018، فيما وصف النواب في البرلمان الروسي هذه البطولة بأنها "النهضة الأخيرة لروسيا، إحدى القوى الرياضية العالمية" . وأعدت المدن المضيفة لمونديال 2018 بالفعل لوحات الدعاية لهذه البطولة، التي تستضيفها روسيا من 14 يونيو إلى 15 يوليوز.