شهد حي الزيتون ليلة الأربعاء 22/7/2015 ، من الاستياء والتذمر والإستنكار الذي عبرت عنه ساكنة حي "لمعاركة" عقب الأضرار الجسمية التي طالت ممتلكات بعض المواطنين، والتي تتلخص في تكسير زجاج سبع سيارات وإلحاق أضرار جسيمة بها ،بالإضافة إلى العبث بمحتويات وسلع بعض الباعة المتجولين وتكسير الواجهة الزجاجية لأحد الجزارين بمكان الحادث و الاعتداء على الحارس الليلي وعلى بعض المواطنين بالحجارة. وقد قررت الساكنة رفع شكاية الى والي الأمن بالجهة ووالي جهة مكناس تافيلالت من أجل التدخل العاجل لوضع حد للتسيب الحاصل بالحي الذي يشهد حالة انفلات خصوصا بكل من ديور بادو، ازعير- الزيتون المعاركة - حديقة كلية العلوم- قرب أسيما - باب اكبيش- حيث سجلت بهذه المناطق العديد من الإعتداءات على المواطنين والمواطنات تمثلت في التهديد بالسلاح الأبيض والقذف بالحجارة مما أدى إلى إصابة البعض بجروح متفاوتة الخطورة وإحداث أضرار وخسائر مادية بواجهات المحلات التجارية :نموذج تكسير الواجهة الزجاجية لأحد محلات الخياطة والسطو ليلا على إحدى المؤسسات التعليمية وسرقة آلة تصوير متطورة وأدوات صوتية، ناهيك عن بعض السطو على المنازل بالحي، وهو الموضوع الذي تعرضت له الجريدة في مقالات سابقة تطرقت للاعتداءات التي تطال الطلبة والطالبات و سلبهم هواتفهم وحواسبهم المحمولة. فبرغم ما تبذله الدوريات الأمنية من مجهودات ميدانية لاحتواء الوضع والسيطرة عليه من خلال ايقاف الاظناء ، تظل منطقة الزيتون مع ذلك بؤرة للعديد من الممارسات الإجرامية بحكم اتساع الرقعة الجغرافية وانتشار أحزمة الفقر والهشاشة بها وغياب البنيات التحتية المؤطرة لجحافل الشباب، ففي ظل انعدام المركبات الرياضية ودور الشباب والمؤسسات التأطيرية يظل الشارع هو المؤطر للسلوكات الإنحرافية والإجرامية لشباب انسدت أمامه فرص الإندماج الإجتماعي والاقتصادي مما يغذي الشعور بالتهميش والإقصاء الدافع نحو الإنغماس في متاهات الإنحراف والإجرام بكل تلويناته. حي انتفت فيه سابقا فيه كل المظاهر الإجرامية وأصبح اليوم مع الأسف مجالا ومرتعا لكل أنواع الممارسات الإنحرافية بدءا من ترويج المخدرات إلى اعتراض السبيل والإعتداءات وظهور ممارسات (الفتوة) من طرف بعض المنحرفين الذين تملكوا آليات الترهيب والإنحراف والنشل والسرقة. فالأوضاع الحالية بالحي تتطلب تضافر جهود كل الجهات الأمنية والإدارية وفاعلي المجتمع المدني وكذا الإعلام الراصد لنبض المجتمع وانتظاراته لإعادة الطمأنينة المفتقدة لساكنة تعيش على هاجس الغارات.