أمام رداءة إنتاجات رمضان تألق حسن الفد مرة أخرى بالغياب هذه السنة عن شبكة "الضحك الرمضاني على الذقون"، وقد توج هذا الغياب بتألق جديد من خلال وصلة للتوعية في موضوع الوقاية من حوادث السير، أبدع فيها حسن الفد وطاقمه بتناول جدي في قالب هزلي لموضوع يخلف يوميا ضحايا بالمئات عبر كافة طرقات الوطن الصالح منها والطالح كل رمضان تتكرر نفس الجريمة الموصوفة في حق الجمهور المغربي من لدن قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وصورياد دوزيم، وكل سنة تصمت الجهات المسؤولة ولا تتحرك مسطرة المحاسبة والمساءلة في ربطهما بالمسؤولية، من لدن مختلف السلطات المغربية المعنية، رغم أن المال العام هو الضحية. وتنساب شهور السنة ليعود رمضان مجددا وتعود نفس الممارسات ويتم استغفال الجمهور مرة أخرى وتواطؤ المسؤولين عن الإنتاج وصرف الأموال العامة على أعمال تافهة تتكرر بذات الصفات مع سبق الإصرار والترصد. وتنهال الانتقادات على الضالعين في الجريمة الذين يعودون بصفاقة ويستولون ظلما وعدوانا على ملايير الدراهم وتستمر الناعورة في الدوران، وهكذا... حتى اكتسب المستفيدون من ريع تفاهات رمضان حصانة شاملة. واستثناء تنفلت بعض الأعمال من الرداءة والتي تشكل بيضة الديك كل سنة، وقد شكلت حلقات " الكوبل" لسنتين متتاليتين عنوانا مشرقا لهذا الاستثناء، ولكن الرداءة لم تكتف بنفسها، بل اتخذت هذه السنة عنوانا آخر هو "كوبيي كولي copier coller، حيث لم تتورع بعض السنطيحات الفاشلة عن "النقيل والبلاجيا" حيث أحصيتُ مثلا ثلاث ثنائيات مارست "كوبيي كولي" عن كوبل حسن الفذ وبوتازوت، وهي "بين جوج" و "ف الصالون" و"نجمة و قمر". وقد تفاوت منسوب الرداءة بين هذه الكوارث الثلاث. وأمام شلال رداءة رمضان 2015، استمتعت بغياب حسن الفد، لأنني كنت استرجع ذكرياتي مع مشاهد من الكوبل في نسختيه الأولى والثانية للسنتين الفارطتين هروبا من رداءات 2015، وقد حاولت القناة الثانية الهروب من سقطاتها هذه السنة بإعادة بت حلقتين كل يوم من سلسلة الكوبل قبل الإفطار بعد أن انفضحت إنتاجاها هذه العام مع مرور أسبوعين من رمضان، وهو اعتراف فصيح بكارثة ما مولته دوزيم هذه السنة من إنتاجات تستبلد المغاربة وتبدد أموال دافعي الضرائب. إذن أمام هذه الرداءة تألق حسن الفد مرة أخرى بالغياب هذه السنة عن شبكة "الضحك الرمضاني على الذقون"، وقد توج هذا الغياب بتألق جديد من خلال وصلة للتوعية في موضوع الوقاية من حوادث السير، أبدع فيها حسن الفد وطاقمه بتناول جدي في قالب هزلي لموضوع يخلف يوميا ضحايا بالمئات عبر كافة طرقات الوطن الصالح منها والطالح.. أبدع حسن الفد في إنتاج مولته الوزارة المكلفة بالتجهيز والنقل الوصية على اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير. وقد أتى عمله ليخفف من فظاعة حوادث سير إنتاجات رمضان الفائقة الرداءة والبشاعة. وإذا كان خارقو قانون السير يحاسبون ويعاقبون فإن مرتكبي حوادث سير رمضان التلفزيوني لا يُسائلون مطلقا عما بددوه من أموال طائلة، بل يقبضون ويعودون في السنة الموالية ليبددوا أموال دافعي الضرائب ثانية وثالثة ورابعة...دون أن يحاسبهم أحد، ودون أن يحاسب المكلفون بصرف هذه الأموال ومالكو حق التوقيع على أمر الصرف، الذي يرمي الملايير في قنوات الصرف التلفزيوني (أو بالأحرى الصرف الصحي). وقد كان الأمر قد يبدو هينا لو اقتصر على تبديد الأموال بل ترافقه / جنحة نشر الرداءة وتعميم الجهل والبلادة، التي لن تخفيها، أو تهون منها نسب المشاهدة المخدومة والمزعومة، لأن أطروحة" الجمهور عاوز كدة" لم تعد تنطلي على أحد. فهنيئا لحسن الفد الذي تألق بالغياب، والله يلعن اللي ما يحشم، ويا لله نحاسبو اللي كيصرف المال العام ويرميه في بحر الرداءة ونشر الجهل الفني والأدبي والأمية الفرجوية، لأن الفرجة الحقيقية ليست هي ما شاهدناه هذه السنة من أشباه الفنانين ومن الطفييليين/ات وما أكثرهم/ن، ومن سماسرة البت الرمضاني في سوق التلفزيون. * مريد سابق بالأندية السينمائية التي منحتني مناعة ضد الرداءة المتخفية وراء العمل التلفزيوني والسينمائي