حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: كانت الأجواء هادئة في الليلة التي سبقت مباراتنا أمام البرتغال. فكما قلت من قبل، ساعدت الألفة بين اللاعبين وانسجامهم على تجاوز ذلك القلق الذي يسبق عادة مباراة هامة كمباراة البرتغال، وأقول هامة لأننا كنا ندرك أن الفوز فيها كان يعني المرور للدور الثاني كأول بلد عربي إفريقي ينجح في التأهل للدور الثاني. إضافة إلى ذلك، كانت الأصداء القادمة من المغرب تشير إلى أن الجمهور المغربي بل وكل المغاربة كانوا يثقون في قدرتنا على هزم البرتغال والتأهل للدور الثاني، كان الجميع قد عبروا عن إعجابهم بالمستوى العالي الذي ظهر به المنتخب الوطني أمام بولونيا وأمام إنجلترا، صحيح البرتغال كان منتخبا صعب المراس وقوي جدا، لكننا كنا الأفضل وذلك ما تأكد يوم المباراة. o هل كنتم تتوقعون تلك الطريقة التي لعب بها المنتخب أمام البرتغال؟ n في الفندق، ليلة المباراة ويوم إجراؤها، كان فاريا كالنحلة ينتقل من هذا اللاعب إلى الآخر، يكلم هذا، يسأل الثاني، وكان في كل حواراته وأحاديثه مع اللاعبين، يلح على عدم التخوف والركن للخلف، ويوصي بالاندفاع للأمام في كل مرة كانت الكرة في ملكنا. اقتنعنا جميعا أننا لابد من التقدم للهجوم لو كنا نريد الفوز، وفي نفس الوقت، كان لابد من تحصين الدفاع واتخاذ الحذر الشديد من حملات اللاعبين البرتغاليين. حلت ساعة الانتقال إلى الملعب، كنا جميعا في الحافلة، ولا أخفيك أنني شعرت بنفس الشعور وكأني كنت سأدخل المباراة كلاعب رسمي. ومع تقدم الحافلة، وتقلص المسافة عن الملعب، ازدادت دقات القلب، ساد الصمت بعد فترة كنا خلالها نغني ونمرح، لحظات وسنكون في الملعب، بل نحن على وشط ولوجه، وأصوات وهتافات الجماهير تصلنا لتزيد من حالة التركيز التي عمت الحافلة. o وكان الفوز.. كيف استقبلتم ذلك وأنتم في المدرجات؟ n كنا نتابع المباراة من المدرجات أنا وزملائي دحان، لغريسي، هيدامو وخالد الأبيض، كانت قلوبنا ترتجف، مررنا بلحظات عصيبة تمنينا فيها لو كنا في الملعب كان سيكون أفضل لنا من متابعة المباراة من المدرجات. افتتح المنتخب الوطني أهداف المباراة حيث سجل كل من عبد الرزاق خيري هدفين و ميري كريمو هدف ، قبل أن يسجل البرتغال هدفه الوحيد خلال الشوط الثاني. و تأهل المنتخب المغربي إلى الدور الثاني من كاس العالم لأول مرة , وبدلك كان أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى هدا الدور الثاني. كان حلما وتحقق رغم خروجنا في الدور الثاني وبشرف إذ قدمنا عرضا كبيرا أمام منتخب ألمانيا وانهزمنا بصعوبة عبر هدف سجله نجم ألمانيا لوثر ماتيوس من ضربة خطأ مباشرة.