للأسف، إن ما يدون من تعليقات وردود أفعال .. على بعض مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام وكذا على بعض المنتديات الالكترونية في ما يتعلق بالإنتاجات الرمضانية التلفزيونية وخصوصا الكوميدية، أجمع على أن هناك «ضحايا» من جانبين، الضحية الأولى هو المشاهد المغربي الذي عكسه «الحظ» في متابعة أعمال هزلية تستجيب لانتظاراته، أو على الأقل عدم الاستخفاف بذكائه.. والضحية الثانية - وهو بيت القصيد في هذه الوقفة « التلفزيونية»- الممثل، الواجهة التي تبرز هذه الأعمال إلى الوجود، أي على الشاشة الصغيرة. فقد وجهت معظم محتويات التعليقات المذكورة النقد الشديد اللاذع، وأحيانا الجارح بحق بعض الممثلين بسبب الضعف البين الذي صاحب السلسلات التلفزيونية التي شاركوا فيها، وحملتهم وزر الاستخفاف يهم، ومن ثمة مسؤولية إهدار المال العام في ما لا يفيد ولا يقنع?? وهلم جرا من الأوصاف،، غير أن واقع الحال يقول عكس هذه التدوينات، التي ينبني جلها على أحكام مسبقة وغير صحيحة البتة تجاه هؤلاء الفنانين، مع تسجيل الفارق في هذا الإطار بين الممثل المبدع و المشخص فقط، باعتبار أن هؤلاء الفنانين الذين يكن لهم المغاربة كل الاحترام و التقدير مجرد أدوات تنفيذ ما يطلب منهم من أداء وتشخيص فقط لا غير.. وقد أبانت مجموع حلقات الدراما التلفزيونية الرمضانية عن علو كعب بعضهم حقا سواء في الأعمال الكوميدية و الاجتماعية و التاريخية إلى درجة الإبهار، وبالتالي كانوا من الجرعات المفيدة التي دفعت المشاهد المغربي لابتلاع بعض « السخافات» الهزلية.. ومن هذا الواقع التلفزيوني البئيس، فإن الذي ينبغي أن توجه إليه سهام النقد هو الأجهزة المشرفة على الإنتاج و تنفيذه، التي لم تستحضر في «صناعة» هذا المنتوج التلفزي الذي، بطبيعة الحال له عشاقه، كل القيل و القال وكثرة السؤال الذي صاحب هذه النوعية من البرامج في السنوات الفارطة، وكأننا أمام آذان صماء وعيون عمياء لا تسمع و لا تري ضعف محتوى الكتابة « الكوميدية» وافتقار المواقف الخلاقة التي تنتزع عادة الابتسامة في مثل هذه الانتاجات قبل بدء الانجاز ، ومن ثمة فإن ما يهم هذه الأجهزة وآلياتها التنفيذية إلا « الإنتاج» من أجل « الإنتاج» .. و المتلقي ممن لا تعجبه هذه « الطبخة» الرمضانية الثقيلة فليشر البحر للهضم عساه أن يهضم!!