حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: o كيف كان الاحتفال بتلك الألقاب داخل القلعة العسكرية؟ n بكل تأكيد، كانت الفرحة عارمة في محيط الفريق العسكري، سيما أن الألقاب غابت عن الفريق منذ 1971 السنة التي أحرز خلالها الفريق على كأس العرش عندما واجه في مباراة النهاية فريق المغرب الفاسي بضربات الجزاء بعد أن آلت نتيجة اللقاء إلى التعادل بهدف لمثله. لم نكن نحتاج إلى أن يخصص لنا استقبال أمام مسؤولي الفريق، فالرئيس الجنرال حسني بنسليمان كان لا يفارقنا في مثل تلك المباريات، كان سندنا وداعمنا، إلى جانب الجنرال القنابي الذي كان بالنسبة لنا القائد والموجه والأب لكل اللاعبين. يا حسرة على تلك الأيام، وكيف كنا نعيش في أجواء أخوية صحيح تحضر فيها الصرامة العسكرية، والمساطر الضبطية، لكنها مع ذلك، كانت أجواء مغلفة أو مفعمة بالعلاقات الإنسانية النبيلة. داخل المركز الرياضي العسكري، كنا كلاعبين مقيدين بقوانين داخلية صارمة لا يعذر أحد بالإخلال بها ويواجه عقوبات في حالة الإخلال بالقانون الداخلي، هي عقوبات ممكن أن تصل لنفس العقوبات التي يتعرض لها عسكري أخل بالنظام داخل ثكنته. لم يكن، كما كان يشاع، يتم سجن اللاعب المخل بالنظام، إلى أن أقسى عقوبة له تتجلى في حرمانه مثلا من مغادرة المركز الرياضي في أوقات الراحة، ويتم منعه من الخروج للنزهة أو للذهاب لزيارة أسرته لفترة محددة، ويمكن أن يحرم كذلك من الاستفادة من منح الفوز والتحفيز. ماديا، كنا نتوصل مباشرة بعد أي نتيجة فوز، أكانت لحساب البطولة الوطنية أو لحساب منافسات كأس العرش بمنحة ثلاثمائة درهما ( 300 درهما)، وعند إحراز لقب البطولة نتوصل ب خمسمائة ألف درهم (5000 درهما)للاعب. صحيح المكافآت المالية كانت ضعيفة، لكننا كنا نتوصل بها في مواعيدها المحددة مسبقا، فبعد كل مباراة نجريها يوم الأحد، كنا نتوصل بمنحة الفوز يوم الثلاثاء الموالي مباشرة، كان المسؤولون يحترمون التزاماتهم، وفي ذلك احترام وتقدير لنا كلاعبين. بدورنا، كنا نبذل كل الجهد لتحقيق الفوز، ليس فقط للحصول على المنحة، بل لإرضاء المسيرين احتراما منا وتقديرا أيضا لما كانوا يبذلونه ويقومون به لصالحنا. وبين هذا وذاك، كنا بنتائجنا الجيدة، نقوم في نفس الوقت بإرضاء جمهورنا وأنصارنا الذين كانوا يشكلون أعدادا كبيرة في الرباط وفي كل المدن والمناطق المغربية.