قدمت البلدان العربية الشريكة في سياسة الجوار، منها المغرب، يوم الأربعاء ببيروت، للاتحاد الأوروبي "ورقة عمل مشتركة" حول مراجعة هذه السياسة. وقد سلمت "الورقة" للمفوض الأوروبي لشؤون سياسة الجوار ومفاوضات التوسع، يوهانس هان، من قبل وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقب اختتام أشغال المؤتمر الوزاري حول "مراجعة سياسة الجوار الأوروبية"، الذي شارك فيه وزراء الدول العربية الشريكة في سياسة الجوار الأوروبية، مع مسؤولين سامين من الاتحاد. وتتضمن الورقة، كما أكد باسيل، "رؤية عربية مشتركة وموقف مشترك إزاء مراجعة سياسة الجوار"، مشددا على أن البلدان المشاركة في هذا المؤتمر، وهي بالإضافة إلى لبنان والمغرب، تونس والجزائر وفلسطين ومصر والأردن، "اتفقت على أهمية وجود سياسة جوار جديدة تتضمن بعدا سياسيا شاملا وتراعي خصوصية الدول المعنية وتركز على التحديات الراهنة، ولاسيما تحدي الإرهاب الذي ينبغي التعاون في مكافحته واستئصاله فكرا ونهجا وعملا، حفاظا على تنوع هذه المنطقة وعلى تألقها الناتج أساسا عن تنوعها". وأضاف باسيل أن هذه البلدان شددت "على البعد الثقافي في سياسة الجوار، لما له من أهمية في ردم التباعد الفكري الذي يستغله البعض في الدفع باتجاه التصادم". وتنقسم الورقة إلى أربعة محاور، يتناول الأول "المبادئ والأهداف"، والثاني يخوض في "أولويات الشراكة" والثالث يخص "التعاون المالي والفني وأدوات التنفيذ" أما الرابع فأفرد ل"آليات التقييم والمتابعة". وجاء في الورقة، التي تأخذ بعين الاعتبار واقع وخصوصية الدول العربية الشريكة، أنها تأتي "استكمالا للمواقف العربية المعبر عنها في الاجتماع الوزاري غير الرسمي مع دول الجوار الجنوبي الذي عقد ببرشلونة يوم 13 أبريل الماضي حول عملية مراجعة سياسة الجوار". وذكرت الوثيقة أن الدول العربية المعنية بسياسة الجوار الأوروبية "تؤكد استعدادها المشاركة في كافة مراحل عملية المراجعة"، التي أطلقها الاتحاد في مارس الماضي، وذلك انطلاقا من "حرصها على أهمية اعتماد الاتحاد لسياسة جديدة تستفيد من تجارب الماضي، وتحقق التطلعات المشتركة وتؤدي إلى نقلة نوعية وملموسة في علاقات الجانبين، بما يراعي المصالح المشتركة". وقد مثل المغرب في هذا المؤتمر، الذي نظم باقتراح من لبنان، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امبركة بوعيدة. وبالإضافة إلى المغرب، شارك في المؤتمر وزراء خارجية تونس والجزائر وفلسطين ومصر وسفير الأردن لدى الاتحاد الأوروبي وأمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام الاتحاد من أجل المتوسط. وعن الجانب الأوروبي، وفضلا عن المفوض الأوروبي لشؤون سياسة الجوار ومفاوضات التوسع، يوهانس هان، شارك أيضا كبار المسؤولين في المفوضية الأوروبية وجهاز العمل الخارجي الأوروبي، ووزيري خارجية لاتفيا واللوكسمبورغ بصفتهما الرئيس الحالي والقادم للمجلس الأوربي، وممثل رئيس البرلمان الأوربي.