انطلقت قناة الدوزيم في بث احد أعمالها الدرامية التي تراهن عليها بقوة في رشهر رمضان الجاري لاستقطاب أنظار المشاهدين بعيدا عن ما يسمى البرامج الكوميديا والفكاهة، وهو مسلسل «حبال الريح» للمخرج والفنان ادريس الروخ. ولعل «الشعبية» اللافتة التي حققها مسلسل «بنات لالة منانة» في جزأيه في الموسمين الماضين على نفس القناة، تجعل من هذا المسلسل الجديد، الذي يتموقع في نفس الدرجة و القيمة من حبث البرمجة والتوقيت.. في موقع صعب لتحقيق الرهانات التي حققها «بنات منانة»، لكن قيمة المشاركين في هذا المسلسل التاريخي التراثي، التي هي بالتأكيد أسماء ذات قيمة عالية من قبيل محمد خيي، عبد اللطبف الخمولي، محمد كافي، محمد الورادي، جواد العلمي، امال الثمار، السعيد أبو خالد، أحمد الشحيمة، وآخرين، وأمكنة التصوير، خصوصا بمنطقة الحوز الخلابة بطبيعتها وبنايتها المثيرة وكذا منطقة أسني الجبلية و مناطق أخرى.. وطريقة اللباس واللمسة الإخراجية المعروفة لدى الفنان إدريس الروخى الذي راكم تجارب درامية كبيرة وطنيا ودوليا.. ، تدفعنا، انطلاقا من مكوناتها وتركيباتها.. بأن نؤمن بأننا سنكون أمام عمل درامي تلفزيوني راق وجد محترم ، خصوصا وأن الإنتاجات التاريخية على الصعيد غالبا ما تركب «صهوة» والتشويق والإثارة... و«المزج» ما بين الواقع والخيال.. لكنه مع ذلك سيكون إيمانا مشوبا ب «الحذر» على اعتبار أن صناعة الإنتاجات التلفزيونية التاريخية تتطلب إمكانيات مالية ضخمة لإنجاحها، وكمثال التمويلات الخليجية والقطرية على الخصوص (مسلسل عمر.. وكذا سيناريوهات خاصة بالمرحلة والأمكنة والشخصوص.. تراعي فيها انتظارات المشاهدين بل تراعي ذكاءهم... يكشف من خلالها عن جوانب خفية من التراث المغربي الغني والمتنوع خصوصا الشفوي منه.. وهو تصور لا نعتقد أن الفنان والمخرج إدريس استبعده أثناء إنجازه هذا العمل، الذي نعتقد أنه تجربة فنية درامية أخرى ستغني رصيده الإخراجي المتميز، مسرحيا وتلفزيونيا، وآخرها المسلسل الاجتماعي «دار غزلان» الذي تبثه قناة «الاولى», أبان فيه عن حنكة وتمكن كبيرين من اللغة الإخراجية كما أبات عنها في فن التشخيص و الأداء في الكثير من الإعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية ولا أدل على ذلك برزوه اللافت أمام قامة سينمائية عالمية كبراد بيت في الفيلم السينمائي الامريكي «بابل» الذي صورت أحداثه بالجنوب المغربي وتمكن من أن يحصد على العديد من الجوائز العالمية..