يشكل مقتل زعيم فرع تنظيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي ضربة للشبكة المتطرفة العالمية سيما انه كان الرجل الثاني فيها، ما يصب في مصلحة تنظيم الدولة الاسلامية «داعش». الا ان هذا الحدث وبالرغم من اهميته لا يخفف من الخطر العالمي الذي يمثله التيار الجهادي بحسب الخبراء. ووصف البيت الابيض مقتل الوحيشي بانه «ضربة قوية لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، اخطر فروع القاعدة، ولتنظيم القاعدة بشكل اوسع». ويجمع خبراء كثر على ذلك، خصوصا ان رجلين اساسيين آخرين في التنظيم المتحصن في اليمن قتلا بضربات نفذتها طائرات اميركية من دون طيار في ابريل وهما منظر التنظيم ابراهيم الربيش ونصر الانسي الذي تبنى باسم التنظيم الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الباريسية الساخرة مطلع السنة. كما يشكل مقتل الوحيشي بحسب المحللين ضربة للقاعدة على المستوى العالمي اذ شغل منذ 2013 منصب نائب زعيم القاعدة ايمن الظواهري الذي خلف اسامة بن لادن. وكان الوحيشي يقوم بحسب الخبراء بالتنسيق بين الفروع المختلفة للقاعدة في ما يتعلق بالتوجيهات «العملانية». وعلى مستوى المنطقة، صب اضعاف القاعدة خلال السنوات الاخيرة في مصلحة تظيم الدولة الاسلامية لاسيما في العراق وسوريا. وحتى في اليمن، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية في اذار/مارس اول عمليات له في هذا البلد، وهو يسعى لاستقطاب مزيد من المقاتلين. وقال استاذ الشؤون الاسلامية في جامعة تولوز الفرنسية ماتيو غيدير «كلما اضعفت القاعدة، ازداد التحاق المقاتلين المتطرفين بداعش (التسمية التي يعرف بها تنظيم الدولة الاسلامية). وفي المقابل، كلما استهدف تنظيم داعش سيكون هناك عودة للمقاتلين الى القاعدة». وبالتالي، رأى غيدير ان مستقبل القاعدة «متعلق بمصير تنظيم داعش». وفي هذا الاطار، يشكك خبراء في تاكيدات الادارة الاميركية بان مقتل الوحيشي «يزيل من ساحة المعركة قائدا ارهابيا محنكا، ويقربنا من اضعاف وهزيمة هذه الجماعات». وقالت مجموعة صوفان التي تقدم تحليلات استراتيجية حول الشؤون الامنية ان مقتل الوحيشي «سيزيد من مشاكل القيادة» في القاعدة، وهي مشاكل «تصبح اكثر وضوحا كلما ازداد صعود داعش في الاعلام وعلى ارض المعركة». واعتبرت المجموعة ان «القاعدة مهددة بان تصبح تجمعا مبهما لمجموعات محلية» ما يشكل «تحديا لل»بنلادنية»» بعد اربع سنوات على مقتل اسامة بن لادن في عملية اميركية في باكستان. الا ان الفرع اليمني للقاعدة لن يكون امام مشاكل كبيرة في الوقت الراهن ولو ان مقتل القياديين الواحد بعد الآخر يطرح تساؤلات حول مدى انتشار الاعضاء العملاء للمخابرات الاميركية. وقال المحلل اوليفييه غيتا المتخصص في الشؤون الجيوسياسية ان القاعدة في اليمن متجذرة بقوة «مقارنة مع الفروع الاخرى للقاعدة»، و»يمكن للتنظيم ان ينتعش مجددا ولو ان مقتل الوحيشي يشكل ضربة». واستفادت القاعدة من ضعف السلطة المركزية وانعدام الاستقرار وعززت حضورها بشكل خاص في جنوب اليمن وشرقه. وفي ابريل الماضي، سيطرت القاعدة على المكلا عاصمة محافظة حضرموت الشاسعة. وتستفيد القاعدة في اليمن ايضا من العلاقات مع قبائل سنية ومن الطبيعة القبلية للمجتمع عموما. وقد حسم التنظيم بسرعة مسالة خلافة الوحيشي مع تعيين قاسم الريمي زعيما جديدا لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. وقال ماتيو غيدير ان القاعدة في اليمن «باتت قوة من بين عدة قوى في المعسكر السني» وباتت ايضا تعتبر «معتدلة، وبالتالي يمكن التعامل معها، مقارنة ببربرية تنظيم داعش».