أكد فرع تنظيم القاعدة في اليمن في فيديو نشر على الانترنت مقتل زعيمه ناصر الوحيشي في غارة شنتها طائرة بدون طيار في اليمن معلنا تعيين القائد العسكري قاسم الريمي خلفا له. وجاء في بيان تلي في الشريط المصور الذي يحمل تاريخ 15 يونيو: «في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ننعي إلى أمتنا المسلمة الشيخ.. أبا بصير ناصر عبد الكريم الوحيشي، الذي قضى نحبه إثر غارة أميركية استهدفته مع اثنين من إخوانه المجاهدين». وقتل الوحيشي على الارجح في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموتبجنوب شرق اليمن في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار بحسب مصادر يمنية ووسائل إعلام أميركية. وكانت صحيفة واشنطن بوست أفادت مساء الاثنين أن طائرة أميركية بدون طيار استهدفت الوحيشي الاسبوع الماضي فيما أكدت «سي ان ان» أن الغارة أسفرت عن مقتله. ونقلت شبكة «سي ان ان» عن مسؤولين أمنيين يمنيين تأكيدهما ان الوحيشي قتل الجمعة في 12 يونيو في منطقة حضرموت في جنوب اليمن. وعين الوحيشي في 2013 نائبا لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. ويتزعم الوحيشي «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» منذ تأسيسه في 2009 نتيجة اندماج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة وتحصنه في اليمن. واستفاد التنظيم من ضعف السلطة المركزية في اليمن ومن طبيعة البلاد الجغرافية والقبلية اضافة إلى الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتوسيع انتشاره في البلاد. إلى ذلك، اعلن التنظيم الذي تعتبره واشنطن الفرع الانشط للشبكة المتطرفة عن تعيين قائده العسكري قاسم الريمي خلفا له. وجاء في بيان نعي الوحيشي أن الريمي عين قائدا للتنظيم خلال «اجتماع أكبر عدد ممكن من أهل الشورى في الجماعة». وجاء في البيان «على إثر هذا الحدث (مقتل الوحيشي) وبالرغم من انشغالنا في القتال ضد الحوثيين وأنصار المخلوع (الرئيس السابق علي عبدالله صالح) في أكثر من 11 جبهة في مختلف أنحاء اليمن وبالرغم من الظروف الامنية القائمة، الا أن الله يسر (...) اجتماع أكبر عدد ممكن من أهل الشورى في الجماعة وتم الاتفاق على أن خير خلف لخير سلف هو الشيخ الفضل أبو هريرة قاسم الريمي حفظه الله». وأضاف البيان «نحن بايعناه على ذلك». وتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مدرج على اللائحة الاميركية للمنظمات «الارهابية الاجنبية» وقد عرضت واشنطن 45 مليون دولار مكافاة لمن يرشدها إلى ثمانية من قادته وبينهم الوحيشي. وكان مسؤول يمني قال لوكالة فرانس برس الاسبوع الماضي أن طائرة بدون طيار أطلقت في 9 يونيو أربعة صواريخ على ثلاثة عناصر في تنظيم القاعدة أحدهم «قيادي» في التنظيم لم يسمه، وذلك في غارة استهدفتهم قرب مرفأ المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مؤكدا «مقتلهم على الفور». وفي أبريل استولى مقاتلون من القاعدة على مدينة المكلا مستغلين الفوضى التي تعم اليمن، حيث يشن تحالف عسكري تقوده السعودية غارات مكثفة على مواقع للمتمردين الحوثيين فضلا عن معارك يومية بين هؤلاء وخصومهم من انصار الرئيس عبد ربه منصور هادي. ورغم انعدام الاستقرار في اليمن، اكدت الولاياتالمتحدة عزمها على مواصلة محاربة تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. ناصر الوحيشي زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي قتل في غارة شنتها طائرة اميركية من دون طيار، كان في السابق مساعدا لاسامة بن لادن وقد شارك في عملية هرب مثيرة من سجن للمخابرات اليمنية في 2006. واكد التنظيم الذي نتج عن اندماح الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة في ،2009 مقتل الوحيشي وتعيين القائد العسكري قاسم الريمي خلفا له. ويشكل مقتل الوحيشي ضربة قوية للتنظيم الذي تبنى الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الساخرة في باريس مطلع 2015 والذي حاول في نهاية 2009 تفجير طائرة متجهة الى الولاياتالمتحدة فضلا عن محاولته ارسال طرود مفخخة الى هذا البلد في 2010. وكان التنظيم الذي تعتبره واشنطن اخطر فرع للقاعدة في العالم، في اساس استنفار امني عالمي واسع النطاق في 2013 شمل خصوصا إغلاق 25 بعثة دبلوماسية أميركية في العالم. ويبلغ الوحيشي الملقب بابي بصير، حوالى 37 عاما بحسب المعلومات المتداولة عنه. والتحق هذا اليمني بمعسكر الفاروق الذي أقامته القاعدة في أفغانستان لتدريب عناصرها، وذلك في نهاية التسعينات. وأصبح الوحيشي بعد ذلك مقربا من بن لادن وكان يساعده في ادارة شؤونه المالية وشؤون ممتلكاته، بحسب سيث جي جونز الذي الف كتابا عن القاعدة. وبحسب هذا الكاتب، فان الوحيشي فر بعد ذلك من أفغانستان عام 2002 وتوجه الى ايران حيث تم توقيفه ثم ابعد الى اليمن. واودع الوحيشي السجن في اليمن من دون توجيه تهمة له. وفي فبراير ،2006 تمكن من الفرار مع 22 عنصرا Bخر من القاعدة في واحدة من اكثر عمليات الفرار اثارة، اذ تمكن الفارون من حفر نفق بطول 44 مترا الى مسجد مجاور. واتاحت عملية الفرار تنشيط تنظيم القاعدة في المنطقة بعد ضربات متكررة تلقاها لاسيما مع مقتل القيادي البارز قائد سالم سنان الحارثي عام 2002 بضربة طائرة اميركية من دون طيار. ويعتقد ان الحارثي كان العقل المدبر للهجوم على المدمرة يو اس اس كول في ميناء عدن عام 2000 ما اسفر عن مقتل 17 بحارا اميركيا. وعام ،2007 بات الوحيشي زعيم القاعدة في اليمن.وتمكن التنظيم من تعزيز انتشاره في هذا البلد مستفيدا من ضعف السلطة المركزية ومن الطبيعة الوعرة. وفي ،2009 اندمج الفرعان اليمني والسعودي وتاسس «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، وبات الوحيشي زعيما لهذا التنظيم.