عاشت ثانوية أبي القاسم الزياني التابعة لنيابة التعليم الحي الحسني بالدارالبيضاء، صباح اليوم الثاني لاجتياز امتحانات الباكلوريا دورة يونيو 2015 حالة من الفوضى، بعدما رفض عدد من المترشحات والمترشحين اجتياز اختبار مادة الرياضيات بدعوى تسريبه في الساعات الأولى من صباح نفس اليوم وتداوله عبر الهواتف النقالة وصفحات موقع التواصل الاجتماعي، وفقا لما أكدته مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، الأمر الذي لم يتقبله عدد من التلاميذ من الجنسين، الذين احتجوا بشدة قبل أن يتطور الأمر إلى تخريب وإتلاف لممتلكات المؤسسة، إذ تعرض زجاج النوافذ للتهشيم وتم تخريب الطاولات وعدد من المعدات، في حين نقل 5 تلامذة إضافة إلى تلميذتين إلى مستعجلات مستشفى الحسني نتيجة إصابتهم بجروح متفاوتة، مع تسجيل حالات للإغماء في صفوف المترشحات والمترشحين، بفعل الأجواء التي عاشوها داخل المؤسسة التي تحولت في لحظات إلى ساحة للكر والفر، الأمر الذي استدعى انتقال مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والنائب الاقليمي، إضافة إلى المسؤولين الأمنيين وممثلي السلطة المحلية، وتم استدعاء تعزيزات أمنية للحيلولة دون تطور الأحداث، خاصة وأن الخبر انتشر كما تنتشر النار في الهشيم وهو ما عجّل بالتحاق أمهات وآباء للتلاميذ المجتازين لامتحانات الباكلوريا، الذين أبدوا سخطهم وغضبهم من فرضية تسريب الامتحان التي تم ترويجها بشدة، معتبرين أن هذا الأمر يضرب مبدأ تكافؤ الفرص، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تضاعفت حدته حين راجت أخبار تشير إلى تسريب اختبار مادة الفلسفة (شعبة الآداب) هو الآخر المقرر إجراؤه زوال نفس اليوم؟ من جهته نفى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالحي الحسني أن يكون الاختبار قد تم تسريبه، مؤكدا ل «الاتحاد الاشتراكي» على أنه لم يم ضبط أية حالات للغش ضمنها حالة تلميذ كان بحوزته الاختبار كما تم الترويج له، مشددا على أن الأمر لايتجاوز حدود الإشاعة التي انتشرت بشكل غريب، ولقيت صداها في صفوف عدد من المترشحين وذويهم، الذين حلّوا صباحا ورفضوا ولوج مركز الامتحان تحت هذا المبرر، معبرين عن سخط عارم تطور إلى فوضى طالت تداعياتها المؤسسة التعليمية، مؤكدا أن الأكاديمية الجهوية قد عملت على إشعار المصالح المركزية للوزارة بالواقعة وتفاصيلها. وبذل المسؤولون عن الشأن التعليمي بالمنطقة بمعية مديرة الأكاديمية مجهودا كبيرا لإقناع المترشحات والمترشحين بالعودة إلى أقسام الامتحان بعد نقاش مستمر امتد إلى حوالي الساعة العاشرة و 45 دقيقة، وهو ما أمكن تحقيقه بالفعل، وتم إخبارهم بإلغاء الاختبار وإعادته في توقيت لاحق. ولم تكن ثانوية أبي القاسم الزياني الوحيدة التي عاشت على إيقاع «الإشاعة» المذكورة، بل امتدت لتشمل مؤسسات مجاورة وأخرى بعين الشق ومراكز امتحان بآنفا كما هو الشأن بالنسبة لقسم بابن تومرت، لكن في عدد منها تم اجتياز الاختبار بعد إقناع التلاميذ، في حين عاشت أخرى حالة من الغليان والاحتجاج أمام واجهاتها.