أعلنت غرفة الصناعة التقليدية لإقليمي خنيفرة وميدلت عن انطلاق المعرض الجهوي التاسع للصناعة التقليدية، المنظم بشراكة مع دار الصانع، وتنسيق مع المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، تحت شعار: «الصناعة التقليدية المغربية: تراث ثري وحضارة مرموقة»، وذلك في الفترة الممتدة من 5 إلى غاية 11 يونيو 2015 بفضاء ساحة أزلو بخنيفرة، حيث سيشارك فيه أزيد من 70 عارضا من مختلف المناطق المغربية، وذلك موازاة مع النسخة الثالثة ل «المهرجان الدولي للفنون والإبداعات الجبلية» الذي تنظمه «جمعية سكان جبال العالم» التي التزمت بجعل مهرجانها محطة سنوية. ويقام المعرض الجهوي للصناعة التقليدية على مساحة شاسعة، بمشاركة عارضين وعارضات من داخل الإقليم وخارجه، إلى جانب تعاونيات وجمعيات حرفية، حيث يعرف عرض إبداعات تقليدية من النسيج التقليدي، الطرز والخياطة التقليدية، الأزرار الحريرية، حياكة الأفرشة، المصنوعات الجلدية، الفخار، الحلي والمجوهرات الفضية (النقرة)، النحت على الأحجار، الصباغة على الزجاج والثوب، فن الديكورات السيراميك، النقش على خشب العرعار، المصنوعات النباتية (الحلفاء)، كما سيتم تخصيص بعض الأروقة للحلويات والكسكس والأعشاب الطبية وغيرها. ويأتي ذلك بعد إسدال غرفة الصناعة التقليدية ستارها، في الفاتح من يونيو 2015، على المعرض الإقليمي السادس للصناعة التقليدية بميدلت، الذي افتتح يوم 27 ماي المنصرم، أمام القاعة المغطاة بمدينة ميدلت، تحت شعار: «الصناعة التقليدية المغربية: تحفة فنية لمخيلة خلاقة»، وبينما سجل المعرض إقبالا ملحوظا على خلفية ما يميز المنطقة من حرف وإبداعات تقليدية، عرف مشاركة عدة عارضين يمثلون مجمعات من مختلف النشاطات التي أبرزتها أروقته، من حيث غنى وتنوع المنتجات والإبداعات التي أكدت من جديد ما يحمله الصانع المغربي من روح خصبة لكل ما هو جميل وخالد. كما يأتي المعرض الجهوي في إطار المجهودات التي تقوم بها غرفة الصناعة التقليدية، في سبيل إنعاش وتنمية الصناعة التقليدية، ومن أجل «تفعيل إستراتيجية تنمية القطاع ودعم الصناع الفرادى»، سيما بالسوق الداخلي، من خلال «المشاركة في المعارض التي تعمل على تمكين الصانع من التعامل المباشر مع الزبون وترويج منتوجه ومحاولة إكسابه نوعا من التجربة وانفتاحه على المحيط الخارجي»، وبالتالي ل»ربط علاقات تجارية وحرفية مع نظرائه وزبناء جدد من مختلف المراكز والجهات»، وفق ورقة في الموضوع. ويتميز معرض الصناعة التقليدية بخنيفرة بغنى وتنوع معروضاته وأشكاله التي تعبر عن مدى أصالة الإنسان المغربي وارتباطه بالتراث، ويطلع زوار هذا المعرض على ما يحمله الصانع المغربي من أصالة وإبداع وعمق حضاري، والمؤكد أن يساهم المعرض الجهوي في تقوية جسور التواصل مع الصانع التقليدي بغاية تحصين الموروث المغربي من تحديات العصرنة ومنافسات العولمة بالنظر لدوره الهام في تنشيط الحركة الاقتصادية ببلادنا، سيما أن الصانع المغربي يعرف عربيا وعالميا بلمساته الفنية القادرة على تقوية مخزونه الحضاري واستقطاب السائح الأجنبي. وعلاقة بمشاركة الغرفة في المهرجان الدولي للفنون والإبداعات الجبلية، الذي من المقرر أن تفتتح فعالياته بساحة آزلو بخنيفرة هذه السنة تحت شعار «المرأة الجبلية: تعدد الوظائف ونضال مستمر»، سيتم تنظيمه من طرف «جمعية سكان جبال العالم»، بشراكة مع وزارة الثقافة ومجلس جهة مكناس تافيلالت والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي لخنيفرة، وهي تظاهرة تتوخى أساسا إبراز الموروث الثقافي الذي تزخر به المناطق الجبلية والإسهام في تنشيط «الدورة الثقافية والاقتصادية» محليا وإقليميا، وتندرج بالتالي في إطار إستراتيجية تروم التحسيس بالتنوع الثقافي ببلادنا وربطها بمحيطها العالمي بغاية نشر قيم الانفتاح والحوار، ومن المبرمج أن يشهد المهرجان مشاركة فرق فنية وفولكلورية من المغرب، السينغال، الفلبين، الكونغو برازافيل، وفرق للفروسية والتبوريدة، كما سيتم تكريم عدد من الفاعلين المرموقين على المستويين الإقليمي والوطني. ويأتي معرض الصناعة التقليدية بعد أقل من شهرين من تنظيم غرفة الصناعة التقليدية ل «مهرجان الزربية» بمريرت، تحت شعار: «الزربية المغربية: حضارة متجذرة في أعماق التاريخ»، حيث نجحت فعالياته في استقطاب عدد من صانعي الزربية من مختلف مناطق إقليمي خنيفرة وميدلت، لعرض منتجاتهم المتنوعة، وقد افتتح هذا المهرجان بكلمة لرئيسة الغرفة المنظمة عبرت فيها عن أملها في أن يتصدر الصانع التقليدي الموقع الذي يستحقه على الساحة الوطنية والدولية، في حين لم يفتها التعبير عن قلقها إزاء السياسة الجديدة للدولة التي قررت تحويل غرفة الصناعة التقليدية من غرفة إقليمية قائمة الذات إلى غرفة جهوية، ما قد يهددها بالكثير من الاكراهات والتحديات.