افتتح بخنيفرة المعرض الجهوي الرابع للصناعة التقليدية، تحت شعار «الصناعة التقليدية فاعل أساسي في التنمية المحلية»، والذي سيمتد إلى اليوم التاسع من هذا الشهر، وقد افتتح بكلمة غرفة الصناعة التقليدية في شخص مديرتها، فوزية اسبيلي، ذكرت فيها بمكانة الصناعة التقليدية كإحدى مكونات الشخصية المغربية المبدعة، ووجهت تحية حارة للجهود المبذولة في سبيل تشجيع المعارض باعتبارها جسرا تواصليا بين الصناع وغيرهم من الأطراف المعنية بقطاع الصناعة التقليدية. المعرض الجهوي الرابع بخنيفرة، الذي تنظمه غرفة الصناعة التقليدية لإقليمي خنيفرة وميدلت، بشراكة مع دار الصانع وتنسيق مع مندوبية القطاع، يأتي في أفق افتتاح المعرض الإقليمي الأول لميدلت تحت شعار «تنمية الصناعة التقليدية المحلية رهينة بجودة المنتوج»، والذي ستسهر غرفة الصناعة التقليدية لإقليمي خنيفرة وميدلت على تنظيمه أيضا، ويمتد على مدى أسبوع كامل، من 19 إلى غاية 25 يوليوز 2010، بساحة العلويين بميدلت، ومن المقرر أن يختتم المعرض الجهوي بخنيفرة بحفل متميز، حسب المنظمين. ويأتي المعرض الجهوي الرابع على خلفية نجاح الثالث منه العام الماضي، تحت شعار «الصناعة التقليدية المحلية تعبير حضاري وإبداع ثقافي»، ويندرج معرضا خنيفرة وميدلت، بحسب تصريحات متطابقة، ضمن برنامج المعارض التي دأبت غرفة الصناعة التقليدية بخنيفرة على تنظيمها إقليميا، من أجل تحصين المهنة والحرفة عن طريق التجمع والتواصل و تبادل الآراء وحث الصناع وتشجيعهم على المحافظة على الصناعة التقليدية، وتحسيس المجتمع بأهمية هذا الموروث المغربي وقيمته الإبداعية ودوره الأساسي في التنمية المحلية، وتهدف هذه المعارض إلى إبراز خصوصيات المنتوج المحلي وأصالته في جماليته ودلالته المحلية الأصيلة. الطبعة الرابعة من معرض خنيفرة يضم هذه السنة 50 رواقا ل 80 عارضا، يمثلون بالأساس جمعيات وتعاونيات ومقاولات من مناطق مختلفة من إقليمي خنيفرة وميدلت، ومن خارجها كمكناس والخميسات وتارودانت وآسا-الزاك والسمارة وطرفاية وتازة وآزرو، ليكون بذلك تظاهرة هامة بامتياز، سواء على مستوى دلالته وقيمته أو تنوع معروضاته، مثل النحت على الحجر والخشب، النسيج بكل أنواعه، الطرز والخياطة، الديكور، السيراميك، الحلي، المنتوجات الجلدية، ومن خلال أروقة المعرض يتأكد بجلاء غنى وتنوع ألوانه وأشكاله عبر ما يحمله الصانع المغربي من روح خصبة لكل ما هو جميل وخالد، علما أن الصناعة التقليدية تعتبر من أهم القطاعات الإنتاجية بإقليم خنيفرة لعوامل عديدة ناتجة بالخصوص عن توفر الموارد الطبيعية واليد العاملة المؤهلة، وبميدلت مثلا (عاصمة التفاح والمعادن) سيعرف معرضها الأول مستجدات حرفة النحت على الأحجار المعدنية التي يتم جلبها من المناجم المتوقفة بالمنطقة كميبلادن وأحولي وزايدة. ومعلوم أن إقليمي خنيفرة وميدلت يمتازان بصناعتهما التقليدية المتمثلة في الفخار والجلد والخزف والخيام والسروج والنسيج والطرز والخياطة والنقش على الخشب والأحجار، إضافة إلى القفطان والشربيل والحنبل وأبوقس وتاميزارت والقطيفة والحصير المصنوع من الدوم، ثم الزربية التي تبقى المنتوج البارز الذي يتداخل فيه الثقافي والاجتماعي على صعيد الإقليمين، مع ما تشكله الصناعة التقليدية عموما من مكانة أساسية في التنمية المحلية، وفي تنشيط الحركة الاقتصادية، سيما أن الصانع المغربي يُعرَف عربيا وعالميا بلمساته الفنية القادرة على تحصين مخزونه الحضاري واستقطاب سياح الداخل والخارج. كاتب الدولة لدى وزارة السياحة والصناعة التقليدية المكلف بالصناعة التقليدية، أنيس بيرو، الذي سبق له في وقت سابق أن صرح ب»أن المغرب مقبل على تأسيس المعهد العالي للصناعة التقليدية، بهدف تكوين مهرة في مختلف الحرف وتأهيلهم لمواصلة حمل مشعل الصناعة التقليدية»، لم يفته، أثناء حضوره افتتاح المعرض الرابع للصناعة التقليدية بخنيفرة، التصريح لوسائل الإعلام حول ما تشكله المعارض من «فرص هامة بغاية تسويق وتنشيط المنتوج المحلي»، والتشديد على أهمية الدور الذي تضطلع به الصناعة التقليدية في دعم الاقتصاد والوطني، بينما ركز المسؤول الحكومي على اهتمام وزارته ب»مضاعفة تنظيم تظاهرات وفضاءات قطاع الصناعة التقليدية في سبيل تشجيع الإقبال على غنى وتنوع الموروث الوطني الذي يحمله القطاع، والعمل المشترك على تسويقه وطنيا وعالميا»، والمؤكد أن جانب التسويق ما يزال جزء أساسيا من طموحات الصانع التقليدي بإقليمي خنيفرة وميدلت، والذي تعترضه العديد من الإشكالات والمعيقات.