احتفى المعرض الدولي الضخم "ميلانو إكسبو 2015 " الذي تشارك فيه 144 دولة ب"يوم المغرب" من بوابة الفلاحة الوطنية، حيث يختزل الرواق المغربي المقام على مساحة 2900 متر مربع، صورة مصغرة عن تنوع وغنى المنتوج الفلاحي بمختلف جهات المملكة . ويعول المغرب على أن يشد رواقه خلال ال 6 أشهر التي يستغرقها المعرض، انتباه نسبة هامة من العدد الإجمالي للزوار المنتظر أن يبلغ حوالي 20 مليونا. وافتتح يوم المغرب خلال هذا المعرض الذي ينظم تحت شعار " تغذية العالم، طاقة من أجل الحياة " بالرسالة الملكية المعبرة والقوية التي تلتها الأميرة للا حسناء، والتي اعتبرت مشاركة المملكة المغربية في معرض ميلانو 2015، الذي يعد تظاهرة عالمية، ذات دلالة تضامنية فعالة، تتوخى الاهتمام ببناء مستقبل للإنسانية أكثر أمنا ورخاء، مؤكدا أن مشاركة المغرب في هذا المعرض، بوصفه عضوا في المكتب الدولي للمعارض منذ تأسيسه، دليل على التزامه ضمن الأسرة الدولية بوضع تجاربه وخبرته في خدمة التقدم الإنساني، على كل المستويات. وقدمت الرسالة الملكية للمنظمين والمشاركين الأجانب في المعرض، فكرة عن مشروع المغرب الأخضر، باعتباره استراتيجية وطنية، هدفها تحقيق تنمية فلاحية طموحة، تقوم على أساس جعل القطاع الفلاحي بالمغرب من أهم محركات تنمية الاقتصاد الوطني وذلك بالانتقال من ممارسة زراعة تقليدية، إلى ممارسة عصرية أكثر ملاءمة لجميع الفئات والجهات، من خلال تشجيع الاستثمار الخاص، وإدماج زراعة الأراضي الصغيرة في النسيج الوطني، بالاعتماد على نماذج التجميع التي برهنت على نجاعتها، مضيفا أن هذا المشروع يتوخى الرفع من دخل حوالي ثلاثة ملايين شخص بالعالم القروي، بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، بدون إقصاء أي نوع من أنواع الزراعات، مع الأخذ بمتطلبات التنمية المستدامة، كالحفاظ على مياه السقي، وترشيد استخدام الأسمدة، وتحيين المعايير البيئية. وفي تصريح ل "الاتحاد الاشتراكي"، قال حسن أبو أيوب ، سفير المغرب بإيطاليا إن المشاركة المغربية في هذا المعرض متميزة بكل المقاييس ، سواء من حيث ابتعادها عن المظاهر الفلكلورية التي كانت تعتمد في السابق لتسويق صورة عن المغرب، أو من حيث انسجامها مع التيمة الرئيسية للمعرض ، التي تدور حول مضوع الأمن الغذائي والطاقة المستدامة. وقال أبو أيوب إن الرواق المغربي بمعرض "ميلانو إكسبو" نجح، في ظرف وجيز منذ افتتاحه، في أن يصبح ثالث رواق من حيث عدد الزوار والذي يناهز ال 12 ألف زائر يوميا: "..إنه الرواق الأكثر تعبيرا عن الهوية التاريخية للبلاد والتي يمكن للزائر أن يشعر بها في كلزاوية وركن من أركان الجناح الذي يبرز هوية مغربية غنية وأكثر سخاء". وأضاف أبو أيوب : "دون مبالغة يمكن القول إن هذا الرواق صمم ليتحدث تلقائيا عن بلدنا بحيث يجعل الزائر يحس كأنه يزور المغرب من شماله إلى جنوبه، بألوانه وعبقه وأجوائه ونكهاته ..ويشعر بهذا الزخم من التنوع والاختلاف داخل نسيج حضاري موحد." ويرفع جناح المغرب المتنوع في ميلانو اكسبو شعار الاكتشافات الحسية، من خلال تمكين الزوار من التعرف عن قرب على الأذواق المغربية عبر رحلة من النكهات ، إذ يمنحهم فرصة التمتع بالنكهات المغربية، سواء من خلال تذوق الأطباق المغربية التي أعدت بعناية، أو من خلال شراء منتجات ذات جودة عالية كزيت الأركان والزعفران والورد المجفف التمور العالية الجودة .. ويعرف "إكسبو" الذي يشرف عليه المكتب الدولي للمعارض، بالمعرض الدولي أو العالمي وهو معرض ضخم عام يتم تنظيمه كل خمس سنوات في إحدى مدن العالم، ويشترط على الدولة المضيفة أن تميزه عن المعارض التي أقيمت من قبل.