احتفل المعرض الدولي "ميلانو إكسبو 2015"، اليوم السبت، بيوم المغرب، والذي تميز بتوجيه الملك محمد السادس، رسالة للمشاركين فيه، تلتها الأميرة للا حسناء، وركز فيها العاهل المغربي على ضرورة الرفع من الإنتاج الزراعي، بهدف تحقيق الأمن الغذائي العالمي. وقال الملك محمد السادس في رسالته، إنه "يتعين رفع الإنتاج الزراعي العالمي بنسبة لا تقل عن 70 بالمائة، خلال العقود المقبلة، من أجل مواكبة وتيرة النمو الديمغرافي"، مضيفا أن "الرهان الحقيقي الذي يجب كسبه اليوم، هو ضمان التغذية السليمة والمتوازنة لجميع الشعوب، وذلك بتحقيق تنمية مستدامة وفعالة، والتعاون في المجالين الغذائي والطاقي".. "وهذا هو التوجه الذي اخترناه لبلدنا، اقتناعا منا بضرورته وإيمانا بنجاعته"، يضيف الملك. وسجلت الرسالة أنه "لم يعد يخفى على أحد منا، ما يكتسيه موضوع توفير التغذية وتحقيق الأمن الغذائي لكل الشعوب من أهمية قصوى في عالم اليوم"، معتبرة أن "الأرقام الإحصائية الواردة في التقارير ذات الصلة تؤكد أن ما يناهز 850 مليون شخص يعانون اليوم من سوء التغذية، من بينهم 170 مليون طفل دون سن الخامسة، وأن ثلث القارة الإفريقية يعاني من انعدام الأمن الغذائي". وفي هذا السياق أوضحت الرسالة الملكية، أنه "منذ سنة 2008، وجهنا حكومتنا لإطلاق مشروع المغرب الأخضر، باعتباره استراتيجية وطنية، هدفها تحقيق تنمية فلاحية طموحة، تقوم على أساس جعل القطاع الفلاحي بالمغرب من أهم محركات تنمية الاقتصاد الوطني"، مشددة على أن "ذلك جاء بالانتقال من ممارسة زراعة تقليدية، إلى ممارسة عصرية أكثر ملائمة لجميع الفئات والجهات، من خلال تشجيع الاستثمار الخاص، وإدماج زراعة الأراضي الصغيرة في النسيج الوطني، بالاعتماد على نماذج التجميع التي برهنت على نجاعتها". ويتوخى هذا المشروع حسب الملك محمد السادس، "الرفع من دخل حوالي ثلاثة ملايين شخص بالعالم القروي، بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، بدون إقصاء أي نوع من أنواع الزراعات"، مؤكدا على ضرورة "الأخذ بمتطلبات التنمية المستدامة، كالحفاظ على مياه السقي، وترشيد استخدام الأسمدة، وتحيين المعايير البيئية". "وبموازاة مع هذه الاستراتيجية، حرصنا على دعم البرامج الوطنية في مجال التشجير، وتحويل بعض الاراضي إلى بساتين، حيث يتم غرس 13 مليون شجرة سنويا للحفاظ على التربة"، تقول الرسالة الملكية التي أكدت على أهمية، "تعزيز قدراتنا على احتجاز غازات ثاني أوكسيد الكاربون، وتقليص مخاطر الفيضانات وانجراف التربة في المناطق الجبلية، إلى جانب إحداث أحواض مائية إضافية لحماية مخزونات السدود، التي يبلغ عددها في المغرب اليوم 130 سدا مشغلا، فضلا عن تلك التي هي في طور البناء". وفي سابقة من نوعها على الصعيد العالمي تضيف الرسالة، "قمنا بإحداث الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان"، واصفة إياها بأنها "مؤسسة تهتم بمحاربة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنميته في مناطق الواحات". وحول مشاركة المملكة المغربية، في معرض ميلانو 2015، قالت الرسالة إنها مشاركة في "تظاهرة عالمية، ذات دلالة تضامنية فعالة، تتوخى الاهتمام في بناء مستقبل للإنسانية أكثر أمنا ورخاء"، مضفية أن "مشاركة المغرب في هذا المعرض، بوصفه عضوا في المكتب الدولي للمعارض منذ تأسيسه، لدليل على التزامه ضمن الأسرة الدولية بوضع تجاربه وخبرته في خدمة التقدم الإنساني، على كل المستويات". وسجلت الرسالة أن المغرب شارك، بصفة متميزة، في معظم المعارض الدولية، منذ المعرض العالمي الأول بباريس سنة 1867 إلى اليوم، وقد نالت هذه المشاركات المتعددة إعجاب كل الزوار والمشاركين، كما حصل بعضها على جوائز هامة، وكمثال على هذا التميز، مشاركة بلادنا في المعرض العالمي بإشبيلية سنة 1992، وذلك ببناء تحفة معمارية تجسد تقاليدنا الحضارية، ومهارات المغاربة الفنية، وقد اتخذت مؤسسة الثقافات الثلاث هذه البناية مقرا دائما لها.