تختتم يومه الجمعة المرحلة الثانية من مناورات «الأسد الإفريقي» التي تعتبر الأضخم في تاريخ إفريقيا. وعرفت نسخة هذه السنة مشاركة حوالي ثلاثة آلاف فرد موزعين على عناصر من القوات المسلحة الملكية المغربية وقوات المارينز الأمريكية، ووحدات من الجيش الألماني والبريطاني والتونسي والموريتاني والسنغالي، إلى جانب عناصر من القوات الهولندية والبلجيكية. وتم في هذه المرحلة استعمال طائرات حربية والقيام بتداريب عسكرية باستخدام الرصاص الحي. وعبر قائد سلاح الجو الأمريكي، الكولونيل بيير أوري، عن إعجابه بمستوى سلاح الجو المغربي، حيث جاء في أحد تصريحاته على هامش هذه المناورات: «يتوفر المغرب على طائرات مقاتلة حديثة من طراز إف-16 التي اقتناها سنة 2011. الطائرات التي شاركت بالفعل في عمليات حربية، وهذا أمر جيد.» وأضاف بالقول: « يتوفر المغرب على أكثر القوات الجوية كفاءة في القارة الإفريقية، ونحن مهتمون أشد الاهتمام بالاشتغال معها، وبلوغ أهدافها ومشاركة التجارب وبناء علاقات قوية معنا». وكانت قد تم تقليص حجم مناورات سنة 2014 بشكل متعمد، من أجل إعطاء دفعة قوية لمناورات هذه السنة، وهو ما برره المتحدث باسم المارينز حينها، تشاد ماكين، بأن «من شأن ذلك أن يمنح المشاركين فرصة لتكوين فكرة عن المناورات قبل رفع الوتيرة وإقامة تداريب مشتركة على أعلى مستوى». وشملت مناورات هذه السنة أيضا تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة خلال الكوارث، وعمليات القيادة والسيطرة، وتوحيد التخزين البحري، إلى جانب التدرب على التزود بالوقود في الجو، وتقديم الدعم الجوي. باشرت نخبة من أفراد القوات المسلحة الملكية المغربية يوم الإثنين الماضي المرحلة الأولى من مناورات «الأسد الإفريقي» بمشاركة وحدات عسكرية من قوات المارينز الأمريكية، ووحدات من الجيش الألماني والبريطاني والتونسي والموريتاني والسنغالي. وتندرج هذه التمارين في إطار المرحلة الأولى الممهدة لأضخم مناورات عسكرية في تاريخ القارة السمراء، والتي ستشهد، منتصف شهر ماي المقبل، إشراك مقاتلات «إف ? 16»، حيث سيكون هذا الموعد الأكبر في تاريخ هذا الطراز من المقاتلات الحربية المتطورة. وستتميز هذه المرحلة الإعدادية بإقامة ورشة عمل لبناء القدرات الاستخباراتية، وتشكيل «فرقة العمل المشتركة»، التي ستعد خطة لمواجهة «أزمة دولية»، سيتم تطبيقها في المناورات الضخمة بعد ثلاثة أشهر.