تجعل القوات المسلحة الملكية من مناورات الأسد الإفريقي هذه السنة أكبر مناورة عسكرية في إفريقيا. المناورات التي بدأت مرحلتها الأولى رسميا من أكادير تشارك فيها كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية الحليف التقليدي للمغرب بالاضافة إلى كل من ألمانيا وبريطانيا وتونس وموريتانيا والسنغال، وكذا بمشاركة كل من بلجيكا وهولاندا. وتتكون مناورات هذه السنة من مرحلتين ترتكز على الأولى على دعم وتطوير قدرات المخابرات العسكرية وتنظيم قيادة مشتركة من قوات التحالف الدولية من أجل مواجهة أزمة كبيرة. وحسب بلاغ لقوات المارينز فإن هذين التمرينين سيمتدان على مدى الأسبوعين الأولين من فبراير الجاري ويشكلان موضوع ورشة عمل مشتركة بين كافة القوات العسكرية المشاركة في المناورات. وستمهد هذه المناورات للمرحلة الثانية والرئيسية من مناورات الأسد الأفريقي التي سيتم تنظيمها في منتصف شهر ماي بالجنوب المغربي. تركيز هذه المرحلة على الاستخبارات العسكرية يأتي في ظرفية تصاعد فيها المد الارهابي، ويعتبر المغرب شريكا إفريقيا أساسيا للولايات المتحدةالأمريكية في الحرب على الارهاب. وتعتمد مواجهة الارهاب عبر العالم على تبادل المعلومات الاستخباراتية، بحيث يظهر المغرب كحلقة أساسية باعتبار تجربته في هذا المجال خاصة على مستوى شمال إفريقيا وتمكن من توفير عدة معطيات ومعلومات عن شبكات التجنيد المنتشرة في المنطقة والتي تعمل على استقطاب مقاتلين وانتحاريين لفائدة تنظيم «داعش»، هذا بالاضافة إلى مراقبة عملية تحرك العتاد والسلاح الذي غنمته الارهابية في المناطق التي تخوض فيها حربا ضد الجيوش النظامية خاصة في ليبيا والجنوب الجزائري وشمال مالي ونيجيريا. وبذلك تمثل المعلومة الاستخباراتية مفتاح أي تحرك عسكري لمواجهة الجماعات المسلحة الناشطة في شمال إفريقيا ودول الساحل والصحراء. وسيشترك في المرحلة الثانية بشكل عملي حوالي 2500 عسكري مغربي وأمريكي ومن الدول الأجنبية المستضافة بالمغرب. وستدور هذه المنتاورات على شكل سيناريو يرتكز على تدبير المساعدات الانسانية وعمليات الانقاذ في حالة الكوارث ثم تأمين المناطق. وسينضاف إلى هذه العمليات مناورات بحرية. وستشارك أيضا قوات جوية من الجيش المغربي والمارينز في مناورة تحت اسم «النسر المهيب» سيتم خلالها التدرب على تقنيات التزود بالوقود خلال الطيران والدعم الجوي ومناورات تضم طائرات F16. يذكر أن مناورات الأسد الإفريقي التي تعد أضخم مناورة إفريقية هذه السنة دأب المغرب على تنظيمها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية كل سنة وتوقفت سنة 2013 بسبب مسودة القرار التي طرحتها الولاياتالمتحدةالأمريكية للتصويب في الأممالمتحدة والقاضية بتوسيع مهمة المينورسو في الصحراء المغربية وهي المسودة التي تم سحبها بعد احتجاج المغرب. وكان الجنرال دو كور دارمي بوشعيب عروب قد قام بزيارة للولايات المتحدةالأمريكية في نونبر الماضي بدعوة من نظيره الأمريكي تم خلالها تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا التي تهم تعزيز التعاون العسكري بين البلدين خاصة في مجال التكوين وتنظيم المناورات ودعم التجهيزات العسكرية.