تنظم شبكة القراءة بالمغرب بشراكة مع جامعة الحسن الثاني والمكتبة الجامعية محمد السقاط ودار النشر ملتقى الطرق يومي 23 و 24 ماي الجاري بالدار البيضاء ندوة وطنية حول القراءة والكتب بالمغرب. وأشار بلاغ للمنظمين الى أن هذه الندوة التي تدعمها وزارة الثقافة والبنك الشعبي تعتبر بمثابة دعوة لجميع الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين لفتح حوار وطني شامل حول قضية القراءة والكتاب بغاية بلورة ميثاق وطني لتعميم وترسيخ ثقافة القراءة ومعانقة الكتاب. وأوضحت الأرضية التوجيهية لهذه الندوة الفكرية أن هذه الأخيرة تعد مناسبة لتشريح أزمة القراءة والكشف عن أسبابها الحقيقة في المغرب وغياب الكتاب من اهتمامات المواطن المغربي معتبرة أن العامل الرئيسي في الظاهرة يتمثل في عوامل مركبة ومعقدة يقتضي الوعي بها ومعالجتها اقتراح حلول مركبة أيضا. وجاء في الورقة أن ضعف انتشار الكتاب في المغرب يعود إلى عدد من العوامل منها أساسا تراجع الأدوار الطبيعية للمنظومة التعليمية في مجال ترسيخ فعل القراءة ومعانقة الكتاب ضمن البرامج التعليمية/التعلمية و غياب مخطط استراتيجي دقيق، عملي ومتكامل لمعالجة معضلة القراءة وضعف انتشار الكتاب. وتمت الاشارة في نفس السياق إلى ضعف البنيات التحتية المحفزة على القراءة والاستئناس بالكتاب أو صعوبة الولوج للموجود منها من مكتبات عمومية ودور الشباب وفضاءات ثقافية عمومية وغياب دور الاعلام في التحفيز على القراءة والترويج للكتاب إلى جانب غياب قضايا القراءة والكتاب في برامج الهيئات السياسية والنقابية والمدنية عموم وتفاقم أزمة التأليف والنشر والتوزيع والتسويق. كما عزا المنظمون هذه الظاهرة إلى العوامل السوسيو-اقتصادية الأخرى كتدني القدرة الشرائية وضعف أدوار الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين في التحسيس والتحفيز على القراءة ومعانقة الكتاب وضعف أو انعدام ثقافة وتقاليد القراءة واقتناء الكتاب وتفشي الأمية داخل المجتمع. وأقروا بضرورة العمل المشترك لتحويل شغف القراءة ومعانقة الكتاب إلى نمط حياة وتحويل المعرفة إلى خيار استراتيجي في سياسة الدولة وحياة المواطنات والمواطنين مما يتطلب، في نظرهم، ضرورة إقامة شراكات استراتيجية بين مختلف المؤسسات بما في ذلك أجهزة السلطتين التشريعية والتنفيذية والهيئات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني للانخراط الجاد والمسؤول في هذا المشروع. ويتطلع المنظمون بهذه المناسبة إلى خلق صندوق وطني لدعم القراءة ونشر الكتاب واعتماد آليات فعالة ومرنة لتنزيل هذا المخطط ومتابعة ومراقبة وتقييم تنفيذ مضمونه وبرامجه. ويتضمن برنامج اليوم الأول لهذه الندوة جلسة عامة وجلسات محورية وورشات تكوينية في اليوم الثاني لفائدة الشباب في مجالات فن الحكي والكتابة للأطفال وتدريبا عمليا على الطريقة الكلية النسقية لتعلم القراءة وورشة للكتابة الإبداعية ولتحرير المقال الصحفي.