كشفت نتائج بحث أجرته المندوبية السامية للتخطيط أن الغالبية العظمى من الأسر المغربية، وبالضبط 87,8 %، ترى أن أثمنة المواد الغذائية قد عرفت ارتفاعا خلال 12 شهرا الأخيرة، وتظن 11,6 % منها أنها عرفت استقرارا فيما تعتقد 0,6 % أنها قد انخفضت. أما بخصوص التوقعات المستقبلية لتطور أثمنة المواد الغذائية، فتتوقع 78,7 % من الأسر استمرار ارتفاعها في المستقبل مقابل 19,8 % التي ترجح استقرارها، في حين 1,5 % من الأسر تصرح باحتمال انخفاضها. وأكدت المندوبية أن المؤشر العام لثقة الأسر قد سجل خلال الفصل الأول من سنة 2015، تراجعا ب 0,4 نقطة بالمقارنة مع مستواه خلال نفس الفصل من سنة 2014. وقالت المندوبية إن مؤشر ثقة الأسر خلال الفصل الأول من العام الجاري استقر في حدود في73,7 مقابل 74,1 نقطة خلال نفس الفصل من السنة الفارطة. وحسب نتائج البحث، فإن 74,3% من الأسر المغربية تتوقع ارتفاعا في عدد العاطلين خلال 12 شهرا المقبلة مقابل 9,1 % التي تتوقع عكس ذلك. وهكذا استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي قدر ب 65,2- نقطة . من جهة أخرى اعتبرت قرابة 58,3 % من الأسر المغربية أن الوقت غير مناسب لاقتناء السلع المستديمة، في حين أن 21,3 % تعتقد العكس. وبلغ رصيد هذا المؤشر 37- نقطة، مسجلا تراجعا ب 5,7 نقاط مقارنة مع نفس الفصل من السنة الفارطة. وبينما اعتبرت 56 % من الأسر أن مداخيلها تغطي نفقاتها، أكدت 38,2 % في المقابل أنها تضطر للجوء إلى الاستدانة لتغطية نفقاتها، وتبقى نسبة الأسر التي تتمكن من ادخار جزء من مداخيلها لا تتجاوز 5,8 % . وبذلك استقر رصيد مؤشر الوضعية المالية الحالية للأسر في مستوى سلبي وصل إلى -32,4 نقطة، مسجلا تدهورا سواء بالمقارنة مع الفصل السابق (-1,8 نقطة) أو مع نفس الفصل من سنة 2014 (-1,1 نقطة). أما بخصوص التطور الماضي لوضعيتهم المالية، فقد عرفت آراء الأسر تحسنا ب 2,2 نقاط مقارنة مع الفصل السابق وتدهورا ب 5,7 نقاط مقارنة مع نفس الفصل من 2014. و قد عرفت آراء الأسر بخصوص التطور المستقبلي لوضعيتهم المالية نفس التوجه، حيث تحسن رصيد هذا المؤشر ب 4 نقاط مقارنة مع الفصل السابق وتراجع ب 1,1 نقطة مقارنة مع نفس الفصل من 2014. وأبدت الأسر المغربية تشاؤما ملحوظا في ما يخص قدرتها على الادخار في المستقبل، حيث صرحت 84,9 % من الأسر بعدم قدرتها على الادخار خلال 12 شهرا المقبلة مقابل 15,1 % منها التي تتوقع عكس ذلك. وبذلك استقر رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي يصل إلى -69,8 نقطة، مسجلا تحسنا ب 1,3 نقطة مقارنة مع الفصل السابق وتدهورا ب 3,2 نقاط مقارنة مع نفس الفصل من 2014. وتبين من خلال البحث أن ارتفاع تكاليف المعيشة أنهك معظم الأسر المغربية التي لم تعد لديها أية قدرة على الادخار ، حيث عبرت عن آراء أكثر تشاؤما في ما يخص قدرتها على الادخار خلال الشهور القادمة. و صرحت بعدم قدرتها على الادخار خلال 12 شهرا المقبلة مقابل قلة تتوقع عكس ذلك. وقد دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، خلال الشهور الماضية، معظم الاسر المغربية الى التعبير عن تذمرها من ارتفاع أثمنة المواد الغذائية عما كانت عليه في السابق . وهيمن التشاؤم على نظرة المغاربة المستقبلية بخصوص تطور أثمنة المواد الغدائية، إذ يتوقع أكثر من ثلاث أسر من كل أربع ارتفاعها في المستقبل .