من أجلك أبي يوم 14 ماي الذي يصادف ذكرى تأسيس القوات المسلحة الملكية، كتب جمال بدومة بجريدة »المساء« مقالا بعنوان: »كثرة الهم كتضحك«، سلط فيه سخريته السخيفة من المغاربة عامة، ومن الجيش المغربي خاصة، مبرزاً أن فشل الانسان المغربي أبدي وقدر محتوم، حتى وإن كان وزيراً لدفاع دولة اسرائيل! وضرب مثالا لهذا الفشل بسقوط الطائرة »إف 16« المغربية باليمن، مستخفاً بمشاعر أسرة الطيار الشاب، وكذا زملائه وأصدقائه وكافة الشعب المغربي، ودون أدنى احترام لحزن أمه، ومبرزاً أن ثمة لعنة تطارد المغاربة في كل الحروب التي يخوضونها. ولعل السؤال المحير هو: كيف يسمح شخص لنفسه بالإصرار على إهانة كل المغاربة، وخاصة جيشهم بهذه الطريقة المرضية، والحال أن المغربيات قد أنجبن من انتصر في الزلاقة والأرك ووادي المخازن وأنوال وبئر انزران وحرب الرمال وكلتة زمور وغيرها، ومن ساهم في دحر الجيشين النازي والفاشي، ومن يرابط اليوم على طول حدودنا في نكران للذات وبشجاعة نادرة لكي يتمكن مثل هذا الصحافي من النوم، قرير العين معانقاً زوجته. أفلا يعلم أن الدول تصرف الأموال الطائلة لتوظيف الكفاءات القادرة على تحطيم معنويات جيوش دول أخرى أو استقطاب من يقوم بهذه المهام القذرة، (...) سواء أثناء الحروب أو السلم. وأتساءل: هل كتب ذلك إرضاء لمسؤولي «فرانس 24» الذين يحكى أن أصول بعضهم من الجارة الشرقية؟ من أجلك أبي كتبت هذا المقال، لطالما كنت فخوراً عندما أراك ببذلتك العسكرية الأنيقة، وفخوراً بندوب آثار الرصاص الذي اخترق جسدك. كنت دائماً مخلصاً، وأنت الرجل القادم من عمق بدوي لمغربيتك وبحب استثنائي للوطن، لم تتقاعد برتبة ضابط كبير، لكنك لم تحقد على أحد، لأن الوطن أكبر من أن يحقد عليه من يلهث للحصول على بطاقة إقامة في باريس، ولو على حساب تغيير جلدته. ومن خلالك، فخور بكل أعضاء جيشنا الذين لهم كل اعتزازنا وامتناننا لشجاعتهم ووطنيتهم واحترافيتهم العالية، وكل عام وجيشنا بخير.