قال محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، إن الفعل الإرهابي تكمن خطورته في ما يدعمه من أفكار سطحية ومقولات خاطئة وتصورات مارقة، تشكل في مجملها الخلفية المحركة للجماعات الإرهابية للقيام بأعمالها الدنيئة في تدمير الحياة. وأضاف الدرويش، في كلمة افتتاحية للندوة الدولية حول «المجتمع الدولي وسؤال الديمقراطية والإرهاب» التي نظمتها مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، أمس بالمكتبة الوطنية بالرباط، أن ما ينبغي أن الاهتمام البالغ به هو البنيات الذهنية المختلة التي يتعين على كل الفاعلين، حكوميين وسياسيين وأمنيين ومدنيين التعبئة من أجل معالجتها وتصويب مضامينها وإصلاح أعطابها المختلفة، باعتبارها بنيات منغلقة لا تستطيع، بفعل عقمها، إنتاج سلوكات متحضرة ومواطنة، بل إنها لا تفرز إلا التطرف والتعصب المؤدي إلى العنف في تجلياته المتنوعة: سياسية كانت أم اجتماعية أم ثقافية أم دينية. شدد في هذا السياق على أنه من هذا المنطلق، فإن أخطر أنواع الإرهاب تتمثل في الإرهاب الفكري الذي لا يكتفي بالمجال الفردي الخاص، بل يتعداه إلى خلق جيل معطوب لا يقوى على المبادرة المتحررة والبناء الجماعي، والإسهام في تطور ونماء المجتمع الديمقراطي المتطور. ويرى الدرويش أن ضرورة ترسيخ الفكر الديمقراطي، باعتباره مسلكا مهما من مسالك التنمية المجتمعية القائمة على حرية الرأي والتعبير والمشاركة الجماعية في تدبير الشأن العام والتعايش بين كل الاتجاهات الفكرية الحية، مبرزا أنه إذا كان الفكر الإرهابي رديفا للانغلاق والتعصب والهدم والموت، فإن الفكر الديمقراطي ، على النقيض من ذلك تماما، يمثل فسحة الأمل أمام المجتمعات والشعوب لبناء مستقبل واعد أساسه حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة والتنمية المستديمة. وسجل الدرويش بنفس المناسبة أن الفكر الديمقراطي يشكل بديلا حاسما للقضاء على الإرهاب وكل أشكال العنف، شريطة الالتزام بترسيخ قيمه في مختلف الفضاءات العمومية وتكريس آلياته التدبيرية بين الفاعلين المجتمعيين من خلال مداخل متعددة : أمنية وسياسية وتنموية واجتماعية وثقافية وإعلامية. وسجل أيضا رئيس المؤسسة، باعتزاز، انخراط المغرب في أنشطة المنتدى العالمي لمحاربة الإرهاب والذي يشكل دعامة من الدعامات الأساس التي يعتمدها المغرب بكل مستوياته في محاربة كل أنواع العنف والإرهاب، ثم نجاعة الاستراتيجية الوطنية المتعددة الأبعاد لتجفيف منابع هاته الظاهرة اللاإنسانية، الشيء الذي انتهى إلى انتخاب المغرب وهولاندا الخميس الماضي بالدوحة رئيسا للمنتدى العالمي لمحاربة الإرهاب خلفا للولايات المتحدة الأمريكية وتركيا منذ 2010 إلى التأسيس. ويذكر أن هذه الندوة الدولية يشارك فيها عدد من الفعاليات والاساتذة الباحثين والسياسيين والأمنيين من دول متعددة المغرب، اسبانيا، فرنسا، الجزائر تونس ليبيا وموريتانيا، بلجيكا الكوت ديفوار، البنين ، مالي وبوركينا فاسو، تشادوبريطانياوالعراق والنيجر وجنوب افريقيا. وستتناول الندوة بالدراسة والتحليل سؤال الديمقراطية و الإرهاب، في عدة محاور كالإرهاب والعنف العابر للقارات، وتطور آليات العنف وتقنياته في مجتمعات التواصل الاجتماعي، ثم العنف في دوائر النوع الاجتماعي، تجلياته وتبعاته ، فضلا عن محاور تهم الديمقراطية وقيم الحوار والتعاون، النيات التنظيمية والدعائية للحركات الجهادية. وستتواصل أشغال هذه الندوة على مدى يومي 14 و 15 ماي برحاب المكتبة. تزامن هذا مع ما كشفت عنه العديد من الكتب (انظر ملخصات الكتاب الابيض حول الارهاب) والوثائق والدراسات، التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي«. وفي هذا السياق ، كشفت المعطيات المنشورة منذ ضربات 2003 أو قبلها بقليل أن المغرب كان حاضرا في أهم محطات الارهاب، حضوراعن كثب. وقد ورد في كتاب عن تيارات الاسلام السياسي و16 ماي لصاحبه أحمد شعراني أنه "ابتداء من يناير 2002، وصل أعضاء من "الديستي" المغربي إلى قاعدة كامب ديلتا في غوانتانامو وحضروا استنطاق المعتقلين الاوائل من بين افراد القاعدة في افغانستان على إثر الهجمات التي ضربت أمريكا وردت عليها بضرب دولة الملا عمر وحليفه اسامه بن لادن". وقال كتاب عن الحركية الاسلامية في المغرب، وهو دراسة عن الفترة ما بين «11 شتننر 2001 الى حين القيام بتفجيرات الدار البيضاء في 16 ماي 2003»، ان فريق الديستي المغربي تولي ملف الذراع الايمن لابن لادن ابوزبيدة. واذا كان صاحب الكتاب قد كشف أن الاستنطاقات مكنت من تفكيك خلايا عديدة في دول عديدة فقد كشف بالمقابل أن جهاز«لادجيد» كان بدوره يتوفر علي عناصر تابعين له يعيشون في محيط بن لادن بافغانستان.. ومنهم حسن دابو، التابع للادجيد الذي نجح في اختراق القاعدة وأخبر رؤساءه بالتخظيط لصربة كبيرة، تم تسليم تقريره الي الامركيين قبل 11 شتنبر 2001 من طرف الاجهزة المغربية.. الأخبار التي تم الحصول عليها في غوانتانامو كانت وراء الزيارات التي قام بها مسؤولون في الاجهزة السرية الامريكية ابتداء من فبراير 2002، ومنها الزيارة التي قام بها وزير الخارجية كولن باول وقتها والذي اعتبر أن امريكا «تضع المغرب في مستوى جد عال في علاقاتها الخارجية وأنه هو بدوره على اتصال بجلالة الملك على الدوام.. وفي السياق ذاته نذكر الرحلة التي قام بها فريق من عشرة أفراد في المخابرات المغربية، في بداية دجنبر 2001 الى إسلام اباد من أجل «استعادة» 8 افغان مغاربة وترحيلهم الى المغرب.... وقد علم المغرب من بعد أن «الافغان المغاربة الجدد» قد اعقتل منهم 11 شخصا تم ترحيل 8 منهم الى غوانتانامو ، وقد كشف احدهم ، في دجنبر 2001 أن القاعدة تخطط لعملية في المغرب.. ومن المعلومات التي سنعرفها من بعد هو ما نشرته الجزيرة يوم 20 فبراير 2002 حول تواجد مدير السي اي اي، جورج تينيت في المغرب. وبحوزته نتائج الاستنطاقات الاولى لعناصر القاعدة في غوانتانامو ومن بين هذه المعلومات أن القاعدة وضعت افرادا لها في المغرب بدون تحديد المكان بالضبط. والمعلومة الوحيدة هي اسم احدهم "زهير" وقد وعد المغرب الامركيين بالعثور عليه.. الى جانب آخر، ما اصبح معروفا الان هو أن أول شخص تم اعتقاله في سياق البحث عن مرتكبي ضربات نيويورك وواشنطن كان المغربي زكريا الموساوي، والذي اعترف بمعرفته باعضاء من خلية محمد عطا، وعلاقته مع محمد الشيخ، العقل المدبر للضربات التفجيرية. وقد كان اعتقال زكريا المساوي الملقب أبوخالد نتيجة المعلومات التي قدمها المغرب ، في الوقت الذي كانت الصدمة لازالت سائدة في تحركات الأجهزة الأمركية خصوصا والغربية عموما.. ونفس الشي سيحصل مع البريطاني ريتشارد ريد ، صاحب النعال المفخخة الذي اعتقل في مطار دوغول بباريس وبحوزته متفجرات الولاياتالمتحدة الأمريكية أفضى التعاون مع الشركاء الأمريكيين، بعد معلومات على قدر كبير من الأهمية قدمها الطرف المغربي، في إطار التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، إلى اعتقال الفرنسي المغربي زكرياء الموساوي الملقب »أبو خالد«، والمواطن البريطاني ريتشارد ريد الملقب »أبو عيسى«، الذي اعتقل في مطار شارل دوغول بباريس، وبحوزته متفجرات. وتكمن أهمية الخيوط التي قادت إلى الصيد الثمين، أنها جاءت مباشرة بعد أحداث شتنبر 2001، في فترة سيطرت فيها الدهشة والترقب، بما يؤكد وضوح منهجية التقصي التي تعتمدها المصالح المغربية بهدوء ورصانة. وتسلمت المصالح الأمريكية في الوقت المناسب معلومات ميدانية هامة حول الشبكات العراقية المفككة في المغرب، ما قاد إلى اعتقال مئات المقاتلين للعمليات الانتحارية في العراق، في إطار عمليات رصد استندت إلى حقائق في ساحة الميدان، في وقت وقف فيه كثيرون يتفرجون في غياب الإمساك بدوائر وثنايا الاستقطاب متعدد الأطراف والأهداف. وقدم الطرف المغربي في غضون ذلك، خرائط تتضمن إشارات جغرافية محددة لمخيم »خالدن« في أفغانستان، الذي كان يؤرق قوات التحالف، الشيء الذي سمح لها بهدم ذلك الموقع الحيوي التابع لتنظيم »القاعدة«، الذي كان وجوده يحاط بسرية كاملة. وأسهمت المعلومات المقدمة من الطرف المغربي للمصالح الأمريكية عام 2002، في وضع الحليف الغربي في صورة البنية المركبة ل »القاعدة« في المنطقة الأفغانية الباكستانية. ولقيت هذه المساهمة ترحيباً قوياً من طرف القيادة السياسية الأمريكية. وحظيت فيه المملكة بإشادة قوية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي وصف المغرب بأنه شريك محوري في الحرب على الإرهاب، مؤكداً على أهمية دوره في التعاطي والأوضاع المنفلتة في منطقة الساحل وسوريا والشرق الأوسط. وجاء في البيان المشترك الصادر في أعقاب لقاء القمة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل المغربي الملك محمد السادس في 22 من نونبر 2013 بالبيت الأبيض، أن القائدين »سجلا شراكتهما على صعيد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، خلال السنتين الأخيرتين للنهوض بالسلم والأمن الدوليين، ولاسيما بمالي والساحل وسوريا وليبيا والشرق الأوسط«. ويمكن ملاحظة أن التركيز على التعاون في إطار مجلس الأمن يعكس حرص المغرب على دعم الشرعية الدولية، عدا أن مبادراته في لفت الانتباه إلى ما كان يتفاعل في منطقة الساحل، جاءت قبل احتدام الأزمة التي بلغت ذروتها لدى غزو تنظيمات مسلحة شمال مالي. فرنسا تجلت مظاهر التعاون والحدس الاستباقيين، في إجهاض مشاريع الفرنسي الذي اعتنق الاسلام روبير ريشار بيير أنطوان، التي كانت تستهدف تخريب منشآت حيوية، مثل خزان لقنينات الغاز في سانت سيبريان، ومخزونين للنفط في سانت شامون في منطقة سانت إتيان، ومصفاة للبترول في فايزين، ومصنع لتعبئة الغاز بمنطقة ليون، ومصفاة للبترول في مرسيليا وليل وشيربورغ، والموزعين الكهربائيين للمحطات النووية في فرنسا، خصوصا في كروزو وتريكاستان، وشبكات خطوط أنابيب النفط والغاز في مرسيليا - ليون، وليون - الحدود السويسرية وشيربورغ - باريس. عبر استقراء هذه المواقع، تبرز خطورة المخططات الارهابية التي كانت تروم ايقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، وتخريب الاقتصاد الفرنسي، ما يعكس اختيار منشآت حساسة لتكون أهدافا لأعمال ارهابية، إذ يلاحظ تراوح عمليات الاستهداف بين الرموز الدينية والمرافق الاقتصادية ذات الأهمية البالغة. على الصعيد ذاته، سيتم تفكيك خلية تابعة ل «الجماعة الاسلامية المقاتلة المغربية»، تضم قدماء المقاتلين في أفغانستان في عام 2004 بمنطقة »مانت لاجولي« بضواحي باريس، على خلفية معلومات قدمها الطرف المغربي، ساعدت السلطات الفرنسية في إحباط ذلك المخطط الارهابي. وجرى في غضون ذلك، اعتقال خلية ارهابية في باريس عام 2005 بزعامة المهاجر الجزائري شريفي الوسيني، المرتبط ب الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بحوزته متفجرات وأسلحة نارية وذخيرة ولباس للدرك الوطني الفرنسي، يعتقد أنه كان يعتزم استخدامه لاثارة البلبلة والالتباس وخلق أجواء من التشكيك. في ذات السياق، تم تفكيك خلية ارهابية ذات امتدادات دولية، مرتبطة ب »القاعدة« و»الجماعة السلفية للدعوة والقتال«، بزعامة التونسي محمد مساهل بن هادي، المعتقل في المغرب في مارس 2006. ومكنت عملية الإحباط من إجهاض مخططات كانت تستهدف الخط 14 للميترو في باريس ومحطة ميترو تقع في ساحة الدفاع بباريس، اضافة إلى مقر الاستخبارات الفرنسية السابق ومطعم مقابل له يشكل نقطة لقاء لموظفي مصلحة الاستخبارات الفرنسية. بلجيكا من نتائج التعاون المغربي البلجيكي في الحرب على الارهاب تفكيك خلية ارهابية مرتبطة ب الجماعة الاسلامية المقاتلة المغربية بماسيك في عام 2004، وهي أيضا تضم محاربين قدامى بأفغانستان مكلفين باستقبال المتدربين في مخيمات »القاعدة« في أفغانستان، وإجلاء الاسلاميين المبحوث عنهم في اطار تفجيرات السادس عشر من ماي 2003 من المغرب. في ماي 2006، تم تفكيك شبكة موازية لتجنيد ونقل المقاتلين إلى العراق والجزائر، بزعامة الارهابي لحبيب بن علي »المعتقل في المغرب«و ما سمح بإنذار الشركاء البلجيكيين حول مشاريعها الارهابية، التي كانت تستهدف مقر البرلمان الاوروبي وفندق »شيراتون« ببروكسيل الذي ترتاده شخصيات يهودية بارزة. وفي عام 2008، تم تفكيك بقايا الشبكة الارهابية لعبد القادر بلعيرج في بلجيكا التي تورط بعض أفرادها في جرائم دم، وحاولوا تحويل الفضاء البلجيكي إلى قواعد مبثوتة، في نطاق تصفيات شخصيات يهودية واسلامية، بطلب من تنظيمات راديكالية. ايطاليا سمح تفكيك خلية ارهابية بزعامة التونسي مساهل بن هادي، باستباق مشاريع عمليات انتحارية ضد الميترو والبزيليك »سان بيترونيو« لبولونيا. وكان توقيت هذه العمليات برمج في أبريل 2006، بتزامن مع الانتخابات الرئاسية في ايطاليا، يهدف الاطاحة بسيلفيو بيرلوسوني واعادة انتاج سيناريو تفجيرات الحادي عشر من مارس 2004 بمدريد. ساهمت المصالح المغربية أيضا في ايقا مغاربة أعضاء في شبكة ارهابية، كانت تخطط في دجنبر 2008، لتنفيذ تفجيرات ضد ثكنة للرماة، ومكتب شرطة الهجرة ومركز تجاري في ميلانو. في ذات السياق، وقع تفكيك شبكة ارهابية تحمل اسم »الجهاد الصحراوية« في نونبر 2010، لها ارتباطات بالتنظيم العالمي للارهاب في منطقة الساحل والصحراء وفي اليمن، ترتب عن ذلك إجهاض مشاريع ارهابية كانت تستهدف كاتبا مصريا مقيما في روما متهما بكراهيته للاسلام، وسلسلة ماكدونالد بنفس المدينة، والبابا السابق بنديكت السادس عشر، الاضافة إلى عبارة تربط بين الخط البحري «بيومبينو» وجزيرة «البابا»، وهو موقع يرتاده بكثرة السياح الاوربيون والامريكيون. اسبانيا مساهمة المصالح المغربية في التحقيقات حول تفجيرات الحادي عشر من مارس 2004، في مدريد، كانت حاسمة في تحديد المزرعة الواقعة في شينشون بضواحي مدريد، حيث تم صنع المواد المتفجرة، بالاضافة إلي الكشف عن مخبأ لوغانيس الذي لجأ إليه واضعو المتفجرات قبل الانتحار. وقد قدم الطرف المغربي للمصالح الاسبانية معلومات عملية قادت إلى تفكيك خلية ارهابية في أكتوبر 2004، كانت تخطط لتفجير مقر المحكمة الوطنية بمدريد. وساعدت مساهمة المصالح المغربية في تفكيك شبكة مقرها المنطقة الكاتلانية في العاشر والحادي عشر من يناير 2006، كانت متورطة في تجنيد مقاتلين »للجهاد« في العراق ومنطقة الساحل هولندا قدمت المصالح المغربية لنظيرتها الهولندية معلومات عملية، أفضت الى اعتقال أعضاء مغاربة في جماعة تطلق على نفسها اسم »هوفستاد«، مسؤولة عن اغتيال المخرج الهولندي تيو فان غوغ في نونبر 2004 السويد اطلع الشركاء السوديون بالخصوص على نشاط اعضاء الشبكة الاسكندنالية المرتبطة بالقاعدة، والتي تضم اسلاميين قادمين من المنطقة السورية - العراقية، وافريقيا الشمالية، بينهم مغاربة أفغان، بالاضافة الى معطيات دقيقة حول انتشارهم بين أوروبا والمنطقة السورية - العراقية. وتثبت انهم كانوا يمولون مشاريع إرهابية من تخطيط »القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي«، كما يدل على ذلك بالخصوص ارسال الاموال التي كانت يبعث بها الاسلامي المغربي، حامل للجنسية السويدية، فريد لمرابط، باتجاه اسبانيا وموريتانيا طوال سنتي 2005 و 2006، لتمويل مشاريع ارهابية تستهدف قوافل نقل الأموال والسياح في موريتانيا. وكانت هذه الشبكة الإرهابية تدعم مختلف الجماعات الاسلامية، الناشطة في المغرب العربي والساحل والصومال. وتميزت بخطواتها النشطة لتنسيق عملياتها مع الإسلاميين المقيمين في بلجيكا، خصوصا مع المغربي الذي تلقى تكوينا عسكريا بأفغانستان، موسى الزموري المعتقل السابق في غوانتانامو. وفي بريطانيا مع طارق درغول المعتقل السابق في غوانتنامو، وفي اسبانيا مع عبد الله أهرام المعتقل حاليا في المغرب. الدنمارك مكن تفكيك الفرع العراقي لخالد ولاد علي الطاهر في يناير 2007، من الكشف عن نشاط لفائدة »القاعدة« للمواطن العراقي، الحامل للجنسية الدنماركيةي، »ع.س« المقيم في الدنمارك، والذي يعتبر وسيطا لهذا الفرع هناك. بيد ان امتداد هذه القضية الى الدنمارك، سمح بكشف ان نفس الشخص، يدير شبكة لتجنيد مقاتلين الى العراق وتمويل انشطة الحركة «الجهادية» في هذه المنطقة المشتعلة، بنفس اسلوب وطريقة مواطنه محمد حميد، المقيم في كوبنهاكن الذي اعتقل في الثاني من ماي 2007 بسوريا. وقد امدت المصالح المغربية نظيرتها الدنماركية بمعلومات مباشرة، حول مشروع عملية انتحارية برعاية »القاعدة« كانت تستهدف رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت ويستير غارد، صاحب الرسومات المسيئة للرسول عليه السلام، والتي كان يفترض ان تنفذها المغربية ضحى ابو ثابت ومهنتها طبيبة.