في الصورة مشهد من مخلفات التفجيرات الإرهابية ل16 ماي 2003 أكد خبير مغربي متخصص في شؤون الحركات الإسلامية أن تنظيم القاعدة يستخدم المغرب كقاعدة خلفية لاستقطاب مسلحين في العراق وأفغانستان والصومال، وأنه ليس بلدا مستهدفا في حد ذاته. "" وتعليقا على إعلان السلطات المغربية تفكيك "شبكة إرهابية متخصصة في تجنيد انتحاريين لصالح تنظيم القاعدة في العراق ودول أخرى"، أشار الدكتور محمد ضريف في تصريحات خاصة لوكالة "قدس برس" ، إلى أن الاتهامات التي توجهها السلطات للخلايا التي يتم تفكيكها من تنظيم القاعدة هي في الغالب ذات علاقة بقضايا إقليمية ودولية ولا ترتبط بقضايا محلية داخلية. وقال ضريف: "تنظيم القاعدة منذ نشأته لم يكن يستهدف المغرب في حد ذاته، ولم يكن يضعه على أجندته، وإنما اتخذه قاعدة خلفية يمكنه أن يوفر دعما لوجستيا له". وأكد ضريف أنه عندما اضطر قادة القاعدة إلى انتقاد المغرب والتهديد بضربه قبل تفجيرات 16 مايو 2003 في الدارالبيضاء، كان ذلك على خلفية الأنباء التي أشاعتها وسائل الإعلام الأمريكية يومها عن أن بعض عناصر القاعدة الذين اعتقلتهم الولاياتالمتحدة يتم تعذيبهم في المعتقلات المغربية. وأضاف أن "الحديث عن وجود تنظيمات تخطط للمس بالمغرب وبأمنه واستقراره أمر مبالغ فيه"، مضيفا "نلاحظ منذ 2004 أن معظم الخلايا التي تم تفكيكها متهمة باستقطاب مغاربة لتوجيههم إلى العراق وأفغانستان والصومال". ورفض ضريف اعتبار استمرار تنظيم القاعدة في استقطاب عناصر جديدة إلى صفوفه عنوان فشل لسياسات وقوانين مكافحة الإرهاب في المغرب، وقال: "كل الدول تتوفر على قوانين جذرية، لكن وجود هذه القوانين لا يمنع نشوء جماعات تفكر بطريقة متطرفة، لذلك فتفكيك أجهزة الأمن لخلية جديدة أمس يأتي في سياق عام، وليس مرتبطًا بشكل مباشر بالتطورات الداخلية في المغرب". وأوضح الخبير المغربي أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تأسس من أجل تلبية حاجة القاعدة إلى مقاتلين لخوض حربها ضد القوات الأمريكية في العراق وقوات الناتو في أفغانستان. وأشار إلى أن تراجع القاعدة في العراق وتقدمها في أفغانستان من خلال تحالفها مع طالبان، حيث توجه ضربات موجعة لقوات الناتو في أفغانستان وباكستان، هو ما اضطر أمريكا لقصف مواقعهم عبر الجو، وهو ما قد تلجأ إليه أيضا في الصومال لمواجهة شباب المجاهدين. "تفكيك شبكة إرهابية" وكانت أجهزة الأمن المغربية قد أعلنت أمس عن تفكيك "شبكة إرهابية" متخصصة في تجنيد متطوعين لتنفيذ ما وصفته ب"العمليات الانتحارية" لصالح تنظيم القاعدة في العراق ودول أخرى، واعتقلت نحو 20 من أفرادها. وبحسب ما نقلته وكالة المغربي العربي للأنباء عن بيان وزارة الداخلية أمس الأربعاء ، فإن الشبكة التي تنسق أعمالها "مع إرهابيين في السويد وبلجيكا وفي سوريا والعراق جندت نحو عشرين مرشحا لتنفيذ عمليات انتحارية في العراق وأفغانستان والصومال، ودربت نحو عشرة إسلاميين محليين للغرض نفسه". وأضاف البيان أن المعتقلين "كانوا يخططون أيضا لتنفيذ أعمال إرهابية واسعة النطاق في المغرب، وكانوا يعدون لاستقبال متخصصين في شئون التفجير تابعين للقاعدة على الأراضي المغربية لتقديم خبراتهم في مجال صنع المتفجرات". ولقي نحو 45 شخصا مصرعهم في تفجيرات عنيفة في أماكن متفرقة من الدارالبيضاء في 16 مايو 2003، واعتقلت السلطات المغربية نحو 3000 شخص بعد هذه التفجيرات. ويقدر عدد المعتقلين الإسلاميين في السجون المغربية بنحو ألف، حسب تقديرات مصادر مغربية. وتقول الحكومة المغربية إنها فككت بعد تفجيرات الدارالبيضاء ما يزيد على 60 "خلية إرهابية" قام بعضها بتجنيد مغاربة للقتال مع القاعدة في العراق وأفغانستان، بحسب رويترز. وبعد تفجيرات مايو 2003 اتهمت الأحزاب العلمانية والليبرالية واليسارية وبعض الجهات الاقتصادية والأمنية التيارات الإسلامية السياسية ب"تهيئة الأرضية الفكرية والأيديولوجية بشكل غير مباشر للمتطرفين، من خلال انتقاد الواقع المنحرف سياسيا ودينيا، والحديث عن الشريعة الإسلامية والحل الإسلامي"، فيما عرف ب"المسئولية المعنوية" عن التفجيرات.