- أراسلكم بخصوص والدي. هو في الرابعة و الخمسين من العمر . أصيب منذ سنة بارتعاش مستمر على مستوى اليدين . و قد اعتقدنا في البداية أنه أمر عابر. لكن الوضع صار أكثر جدية . الطبيب أخبرنا أنه مصاب بمرض باركنسون . هل بإمكانكم أن توضحوا لنا الأمر ببساطة و دون ألفاظ طبية معقدة ؟ ( رشيدة م./ بني ملال ) في سنة 1817 ، قام الطبيبُ الإنجليزي جيمس باركنسون بوصف دقيق لأعراض هذا المرض الذي صار يَحمل اسمَه فيما بعد. ويَحدث مرضُ باركنسون غالبا في العقد الخامس أو السادس من العمر. و هو يصيب الرجالَ أكثر من النساء. وأعراضه الأساسية ثلاثة: الارتعاش المزمن والتصلب العضلي وانعدام المبادرة الحركية. - فأما الارتعاش المزمن فهو لا يصيب سوى طرف من الأطراف، في بداية الأمر، لكنه يمتد تدريجيا ليشمل مجموع الجسم. ومن خاصيات هذا الارتعاش أنه يَزول خلال النوم . كما أنه يتفاقم حين يحس المريض بالتعب أو بالانزعاج . - وأما التصلب العضلي فإنه يتجلى على مستوى السحنة بالأساس. و هكذا يصبح المريضُ جامدَ القَسَمات، بحيث لا يكتسي وجهُه أيَّ تعبير من التعابير. و عندما يمتد التصلب إلى باقي عضلات الجسم ، يصير المريضُ عاجزاً عن القيام بالحركات اليومية المعتادة، التي كان يقوم بها في السابق دون عناء. وعندئذ يصير ميالا للانحناء. كما أنه يمشي ببطء شديد و قد يفقد توازنَه بسهولة . و أثناء المشي، لا يتأرجح طرفاه العُلويان بالكيفية التي نراها عند الأصحاء. - أما فيما يتعلق بانعدام المبادرة الحركية، فإنها تتمثل في «جمود» المريض وفي غياب أي حافز حركي لديه . و بالإضافة إلى هذه الأعراض الثلاثة الأساسية ، يعاني المصاب بمرض باركنسون من غزارة العرق و من فرط إفراز اللعاب. كما أن حالات الاكتئاب تَكثر لدى هذا الصنف من المرضى. ويَنجم مرض باركنسون عن اعتلال نسيجي بمناطق الدماغ التي تتكفل بتنسيق مختلف حركات الجسم. أما على الصعيد البيولوجي، فإن هؤلاء المرضى يعانون من انخفاض شديد في مادة الدوبامين، التي تندرج ضمن ما يُعرف بالوسائط العصبية، ذات الدور الهام في وظائف الدماغ. وبخصوص العلاج ، يتوفر الأطباء حاليا على أدوية ذات فعالية جيدة ، خاصة إذا تم التشخيص مبكرا. علما أن هذا النوع من المرضى لا يحتاج للأدوية فحسب، بل هو في حاجة ماسة للرعاية النفسية والعائلية والاجتماعية.