مرض «باركينسون» يصيب الجهاز العصبي ويعتبر المرض الانحلالي الخلوي العصبي الثاني عند البالغين الأكثر شيوعا بعد مرض الهالزيمر، وقد ثم تعريف هذا المرض بواسطة «جيمس باركينسون» سنة 1817 كشلل رعاشي، ويقدر عدد المرضى المصابين بالمرض بأربعة ملايين مصاب عبر العالم، ويصيب 1.5 من الساكنة بعد 65 سنة. وتبتدئ أعراضه في الظهور بين سن الأربعين و الستين سنة، وتزداد نسبة الإصابة به في المراحل المتقدمة من العمر. يحدث مرض «باركينسون» نتيجة لنقص مادة «الدوبامين» التي تقوم بإرسال الإشارات بين خلايا الدماغ وتفرز من خلايا منطقة العقد القاعدية بالمخ، وتعمل الدوبامين كموصل وهي مسؤولة على نقل الإشارات العصبية بين الخلايا ومناطق المخ المختلفة، وعندما تموت خلايا الدماغ التي تفرز الدوبامين يقع اضطراب في التوافق العصبي والعضلي مما يؤدي إلى الإضرار بالجهاز الحركي وحدوث الرعشة اللاإرادية المستمرة. وتقدر نسبة حدوث مرض «باركينسون» ب 44 حالة على 100000 من الساكنة وتصل هذه النسبة إلى 1000 حالة على 100000 من الساكنة بعد سن 90 سنة وتقدر نسبة الاستشفاء ب 70 حالة جديدة في السنة مع وجود حالات عائلية بنسبة 10 إلى 42 في المائة. على أن أسباب حدوث مرض «باركينسون» غير معروفة ومن عوامل الخطر الإصابة بهذا المرض هناك العوامل الوراثية والبيئية كشرب ماء الآبار، السكن في مواقع للصناعة الكيميائية، استعمال مبيدات الحشرات. ومن الأعراض السريرية لمرض «باركينسون» نجد الرعاش البطيء في الحركات عند الراحة، التصلب، اضطرابات التوازن، التصلب العضلي، الإعياء، بطء في الخطاب، صعوبة في الكتابة، اضطرابات في النوم، فقدان حاسة الشم، اضطرابات في التركيز والذاكرة. وتبدأ هذه الأعراض في الظهور بعد فقدان 30 إلى 70 في المائة من خلايا العقد القاعدية للمخ، ويتميز تطور المرض بحدوث المضاعفات تدريجيا بحيث تحدث بعد 5 إلى 10 سنوات من العلاج متلازمة العلاج ب « الدوبامين « المزمن مع حدوث حركات غير عادية مرتبطة بعلاج «بليفوديبا» وفقدان فعاليتها. كما تشير الدراسات إلى أن 40 إلى 80 في المائة من الأشخاص المصابين بمرض «باركينسون» سيصابون في مرحلة معينة من مسيرة المرض بخلل عقلي. ويقسم الخبراء تطور المرض إلى خمسة مراحل. تتميز المرحلة الأولى بالإصابة ذات الجانب الواحد، وتتميز المرحلة الثانية بالإصابة ذات الجانبين، وينضاف في المرحلة الثالثة خلل في التوازن مع خطر السقوط، أما المرحلتان الرابعة والخامسة فتشكلان بداية المعاناة من إعاقة مستديمة تصل بالمريض تدريجيا إلى ملازمة الفراش. ويعتبر 11 ابريل من كل سنة يوم عالمي لمرض «باركينسون» الذي يستغل من طرف الخبراء لتقديم نتائج أبحاثهم في مجال انتشار وتطور هذا المرض وتحسيس المرضى وعائلاتهم بأهمية التشخيص والعلاج المبكران لتحسين جودة الحياة عند المرضى . ويعتمد تدبير المقاربة العلاجية على دوائين أساسيين مضادات «الدوبامين» و»ليفودبا» وذلك حسب المرحلة المرضية بهدف تخفيف الأعراض السريرية، ويقدر عدد المرضى المصابين بمرض «باركينسون» في المغرب بحوالي 50000 شخص، مع إصابة سنوية تصل إلى 4000 حالة. وللتعرف على مرض «باركينسون» في المغرب أحيلكم على دراسة أنجزها المستشفى الجامعي ابن سينا على 117 حالة من أشخاص مصابين بحركات غير عادية على مدى ستة سنوات من 2005 إلى 2010 وهو ما يعادل 20 حالة جديدة في السنة، كما تبين في الدراسة أن السن المتوسط للمصابين يقارب 64 سنة، وسن بداية الأعراض 57.3 سنة. وبينت هذه الدراسة كذلك أن غالبية المصابين هم ذكور بنسبة 60.5 في المائة .وتعد الفاتورة العلاجية لمرض «باركينسون» في المغرب جد مكلفة بحيث يقدر «ليفيدوبا- بنسر» أزيد= 300 درهم، و «البيريبيديل» 140 درهم، بالإضافة إلى فاتورة الأدوية الأخرى مع الترويض الطبي . كما عرف العلاج الجراحي لمرض باركينسون تطورا ملموسا بحيث يتم العلاج الجراحي بالتحريض الدماغي للمرضى الذين يتطلب علاجهم هذا النوع من العلاج ويقدر ثمنه ب 300000 درهم والعلاج الجراحي مع الأشعة يصل ثمنه إلى 70000 درهم. وفي الختام يجب على المسؤولين إعداد برنامج وطني للتشخيص والعلاج المبكر لمرض «باركينسون» مع تزويد جميع جهات المغرب بالأطباء الاختصاصيين في الأمراض العصبية مع إلزام المؤمنين الصحيين على التكفل الكلي بهذا المرض .