أفادت مصادر طبية أن الصيدليات المغربية ستتوصل، قريبا، بنوع جديد من الأدوية الخاصة بمكافحة مرض "باركينسون"، استجابة لطلب جمعية المرضى والأطباء الاختصاصيين في أمراض الدماغ والأعصاب، الرامي إلى جلب أدوية حديثة تساعد على الرفع من جودة حياة المصابين. بعض أعراض الإصابة بمرض باركينسون (أرشيف) وذكرت مصادر "المغربية" أن الأدوية، المسماة "سطاليفو"، تتميز بفعاليتها في حث الدماغ على إنتاج مادة "الدوبامين"، عبر مفاعلات تصل إلى أعصاب الدماغ، تتكون من 3 تركيبات دوائية، بما أن داء باركينسون، من الأمراض، التي تتسبب في مجموعة من اضطرابات النظام الحركي، الناتجة عن خسارة خلايا الدماغ المنتجة لمادة "الدوبامين". وأشارت المصادر إلى افتقار المغرب لإحصاءات رسمية حول عدد المصابين بهذا المرض، إلا أن الأطباء الاختصاصيين يعدونه السبب الثاني لإعاقة الشباب في المغرب، وثاني سبب للإصابة باضطرابات فكرية لدى الأشخاص المسنين، وبأنه يمس الرجال أكثر من النساء لأسباب ما زالت غير معروفة. ويقدر عدد المصابين بداء باركينسون في المغرب بحوالي 80 ألف شخص، بينما يرتقب أن يشهد المغرب تسجيل 4 آلاف إصابة جديدة سنويا، حسب هشام شفيق، اختصاصي في أمراض الأعصاب والدماغ بالمستشفى الجامعي في مراكش. وقال شفيق، وهو رئيس سابق ل"جمعية أصدقاء الأشخاص ذوي الحركة غير العادية"، ل"المغربية"، إن الشباب في المغرب أكثر إصابة بداء باركينسون، بخلاف ما هو سائد في العالم، إذ تسجل أعلى الإصابات وسط فئة المسنين فوق 55 سنة، وبرر إصابة الشباب بوجود عوامل وراثية. وأبرز الاختصاصي ذاته أن عددا من الأدوية الخاصة بعلاج الداء غير متوفرة في المغرب، ويجلبها المرضى بطرقهم الخاصة من دول أوروبية قريبة من المغرب، بينما يعول الأطباء على تسويق دواء "سطاليفو"، للرفع من جودة حياة المصابين، لنجاعته في محافظة الدماغ على مادة الدوبامين، مؤكدا عدم توصل العلم والأبحاث إلى أدوية شافية نهائيا من المرض، مع وجود أدوية وقف الأعراض السريرية للداء، مثل وقف الرعاش. وتحدث الطبيب ذاته عن إمكانية اللجوء إلى استعمال نوع من البطاريات الطبية لحث الدماغ على إنتاج مادة الدوبامين، إلا أنها تبقى الوسيلة الأخيرة المتاحة للأطباء، بسبب كلفتها المرتفعة التي تصل إلى 25 مليون سنتيم، علما أنها تحتاج إلى تجديد بعد انتهاء صلاحيتها. ويصف الاختصاصيون داء باركينسون بأنه مرض خطير، يعجل بإعاقة المصابين، إلا أن شريحة عريضة من المواطنين في المغرب يجهلونه، ما يؤخر اكتشاف إصابتهم. وأبرزت المصادر أن أغلب مرضى باركينسون في المغرب لا يستفيدون من التغطية الصحية، ويتعذر عليهم استرجاع مصاريف العلاجات الموازية للمرض، من قبيل الاستفادة من حصص الترويض الطبي، وتصحيح النطق للتغلب على إعاقتهم. ويحدث مرض باركينسون بسبب تراجع عمل خلايا الدماغ الواقعة في النواة الرمادية الوسطى للدماغ، ومن أعراضه، مواجهة المريض صعوبات في الحركة بسبب الاضطرابات، والرعشة في الأطراف العليا بشكل بارز. وتوجد أعراض يسميها الأطباء بالمضللة، مثل تكرار الإصابة بحالة الاكتئاب النفسي، والشعور بآلام حادة زائفة في المفاصل دون دواع صحية مقبولة. وتفيد الدراسات العلمية العالمية أن ذوي البشرة السوداء أكثر تعرضا للإصابة بالداء مقارنة بالبيض، ويمس المرض بشكل أكثر الأشخاص فوق سن 55 سنة، ويقدر الاختصاصيون أنه ببلوغ السنة 65 من العمر، يصاب شخص واحد من بين 100 بالمرض، واثنان من 100 ممن تجاوز عمرهم 70 سنة.