أمام ما كان يعانيه سكان سيدي بنور والنواحي من مشاكل جراء تنقل العديد من المرضى المصابين بداء القصور الكلوي الى مراكز تصفية الدم بالجديدة، عملت بعض الفعاليات بسيدي بنور على تأسيس جمعية من المحسنين تمكنت من تخفيف معاناة الساكنة ولو بشكل جزئي .إذ من المنتظر أن يفتح مركز الامل لتصفية الدم بمدينة سيدي بنور أبوابه لتقديم خدماته المجانية لمرضى القصور الكلوي بالإقليم بعد انتهاء الاشغال به و التي تمت بفضل تظافر جهود عدد من المتدخلين. البداية لم تكن سوى فكرة بسيطة بين بعض المحسنين سرعان ما تطورت الى فكرة قابلة للتحقيق على أرض الواقع مباشرة بعد تأسيس الجمعية ولقاء المسؤولين الذين أبدو ا استعدادا كبيرا للمساهمة في تأسيس هذا المركز ، وهو ما تأتى خاصة وأن الفارق الزمني بين التأسيس و الاستعداد لاستقبال الفوج الأول من المرضى لم يتعد السنة. لبنة واحدة لتشييد مركز تصفية الدم تشييد المركز تم بمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و جهة دكالة عبدة و المجلس الاقليمي فيما ستتكفل الجماعات الترابية المشكلة لدائرة سيدي بنور بمصاريف التسيير من خلال منح سنوية، و سيشكل هذا "الصرح الطبي"، لا محالة، إضافة نوعية لقطاع الصحة بإقليمسيدي بنور حيث يعتبر الثاني من نوعه على صعيد المملكة الذي شيد و جهز بمواصفات دولية.و يضم 23 جهازا لتصفية الدم ذات جودة عالية تم استيرادها من الخارج ستضمن للمرضى سبل الراحة و الامان، كما ستوفر 46 حصة يوميا، و يضم هذا المركز قاعة لتصفية الماء مجهزة بأحدث التقنيات الدقيقة التي حرص طاقم الجمعية على إقتنائها بمواصفات لجنة خاصة ومتخصصة في مجال تصفية الكلي. الطبيب المشرف ، وكما عاينت الجريدة ، يتوفر على مكتب خاص للكشف عن المرضى وتقديم الاستشارات الطبية للمرضى الذين يتابعون حصص التصفية كما أنه تم إنشاء قاعة لاستقبال مرافقي المرضى الذين يخضعون لحصص التصفية، بالإضافة إلى مطبخ مجهز لتقديم وجبات صحية طبقا لحمية المريض الذي يخضع لتصفية الكلي و مرافق صحية أخرى . كما يضم المركز مقرا لاجتماعات الجمعية التي ستدبر شؤونه. وزارة الصحة وفرت طاقما طبيا مكونا من طبيب و ثلاثة ممرضين سيسهرون على راحة المرضى وتقديم الخدمات الطبية ومراقبة المرضى بدءا بولوجهم المركز وانتهاء بالوزن والمغادرة فيما ستتكفل الجمعية المسيرة بتوفير خمس ممرضات على نفقتها، و هو ما سيضمن عناية كاملة و شاملة لمرتادي هذا المركز . فكرة تتحول إلى مركز كبير جواد زكري رئيس الجمعية التي تشرف على تسيير شؤون المركز أكد في تصريح للجريدة، "أن إنشاء هذا المركز جاء في ظروف خاصة جدا تتمثل اساسا في الظروف الصعبة التي تعاني منها ساكنة سيدي بنور التي تعاني من الهشاشة وقلة الإمكانيات، إضافة الى المبالغ المالية التي تنهك كاهل الفقراء منهم والتنقل الى الجديدة في ظروف مرضية صعبة، كلها ساهمت في تكوين جمعية تعنى بظروف هاته الفئة من المرضى حيث ابتدأت العملية برمتها بفكرة وكبرت لتصير اليوم مركزا بمواصفات دولية ،مضيفا أن هذا المركز هو ثمرة تعاون بين مجموعة من المساهمين و هو مفخرة لمدينة و إقليمسيدي بنور و سيضمن التكفل الكامل و المجاني بالمرضى". و أضاف ، "أن عامل الاقليم كان له دور كبير في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود حيث أشرف عليه شخصيا و خلال جميع مراحله." مصادر خاصة أكدت أن منطقة سيدي بنور التي تعرف رؤوس أموال كبيرة تتمثل أساسا في عشرات الأثرياء من الفلاحين والمقاولات الفلاحية والشركات أحجموا عن تقديم أي نوع من الدعم سواء المادي أو المعنوي لهذا المشروع الانساني النبيل ،في الوقت الذي تهدر فيه أموال باهظة في الحملات الانتخابية والمواسم ومهرجانات الضحك على الذقون .