وجه الأمير طلال بن عبد العزيز (84 عاما)، الأخ غير الشقيق للعاهل السعودي الملك سلمان بن العزيز، انتقادات لعهدي الملك الحالي سلمان والملك الراحل عبد الله على خلفية »قرارات ارتجالية« صدرت عنهما، في إشارة إلى اختيار ولي العهد وولي وولي العهد في عهد الملكين. وكان الملك سلمان أصدر أمرا ملكيا بتعيين الامير محمد بن نايف وليا للعهد بدلا من الامير مقرن بن عبدالعزيز الذي أعفي من منصبه، كما عين نجله الامير محمد بن سلمان وليا لولي العهد بعد حصوله على غالبية أصوات هيئة البيعة. كما أعفي وزير الخارجية الامير سعود الفيصل الذي قاد دبلوماسية بلاده طوال أربعين سنة، لأسباب صحية، وعين مكانه سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير. وأجرى الملك أيضا مجموعة واسعة من الاعفاءات والتعيينات التي من شأنها أن تغير بشكل جذري وجه الادارة السعودية.وهي ثاني دفعة من التغييرات الكبيرة منذ اعتلاء الملك سلمان سدة الحكم خلفا لأخيه الملك عبدالله في يناير. وجاء هذا في بيان نشره على حسابه الرسمي الموثق بموقع التواصل الاجتماعي »تويتر«، واحتوى على اعتراضات »ضمنية« على قرارات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز باختيار الأمير محمد بن نايف وليا للعهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد. واعتبر طلال القرارات دون أن يسميها «مخالفة للشريعة الإسلامية وأنظمة الدولة»، في إشارة إلى نظام »هيئة البيعة« التي أصدر العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله قرارا بإنشائها في أكتوبر 2006، لتتولى اختيار الملك وولي العهد مستقبلا. وقال طلال بن عبد العزيز في بيانه: »فوجئت عند نهاية العهد ما قبل الحالي (عهد الملك عبد الله) وهذا العهد (عهد الملك سلمان) بقرارات ارتجالية أعتقد بعد التوكل على الله أنها لا تتفق مع شريعتنا الإسلامية ولا أنظمة الدولة«. وتابع: »وسبق لي أن ذكرت في هذا الموقع أنه لا سمع ولا طاعة، وبالتالي لا بيعة لمن خالف هذا (الشريعة الإسلامية) وذاك (أنظمة الدولة)«. ودعا الجميع إلى »التروي وأخذ الأمور بالهدوء تحت مظلة نظام البيعة الذي وبالرغم من مخالفته لما اتفق عليه في اجتماعات مكة بين أبناء عبد العزيز، لا يزال هو أفضل المتاح رغم أن الأمر الذي اتفق عليه في مكة أن ينظر في تعديل بعض المواد، إذا وجد ذلك ضرورياً، بعد سنة من إقراره، الأمر الذي لم يتم وللأسف«. وأردف: »وبالتالي فإنني أكرر أنه لا سمع ولا طاعة لأي شخص يأتي في هذه المناصب العليا مخالفا لمبادئ الشريعة ونصوصها وأنظمة الدولة التي أقسمنا على الطاعة لها«. وتابع: »لذا فإنني أدعو إلى اجتماع عام يضم أبناء عبد العزيز وبعض أحفاده المنصوص عليهم في هيئة البيعة ويضاف لهم بعض من هيئة كبار العلماء، وبعض من أعضاء مجلس الشورى، ومن يُرى انه على مستوى الدولة من رجال البلاد، للنظر في هذه الأمور«. وكان الامير محمد بن نايف (56 سنة) اختير ليقود مستقبل المملكة عندما عين في يناير بعيد وفاة الملك عبدالله وليا لولي العهد في قرار حسم مسألة الانتقال الى «الجيل الثاني»، أي أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز. وأتى قرار إعفاء ولي العهد الامير مقرن الذي كان يفترض ان يكون آخر الملوك من «الجيل الاول»، ليسرع أكثر مسألة الانتقال الى الجيل الجديد من آل سعود. ومن المفترض أن يصبح الامير محمد بن سلمان، وهو في مطلع الثلاثينات من العمر، وليا للعهد عندما يصبح الامير محمد بن نايف ملكا. وبعد أن حكمت المملكة لعقود من قبل قادة متقدمين في العمر، باتت تحظى بقيادة شابة نسبيا.