يحظى كل من عبد القادر بنعلي، ومصطفى ستيتو، وحفيظ بنبوعزة، ونعيمة بزاز، بشهرة كبيرة في الأوساط المثقفة الهولندية باعتبارهم كتابا مغاربة ناطقين بالهولندية. ولم تتحقق سمعتهم بفعل الصدفة بل يرجع ذلك جزئيا إلى «النقلة» التي أحدثتها قبل بضع سنوات «مؤسسة الهجرة» التي تأسست أواخر سنة 1980 من قبل زوج مغربي هولندي. ومن أجل تكريم هذه المؤسسة، التي تعتبر فضاء للنهوض بالفن والثقافة العربية في هولندا، تم يوم الأربعاء الماضي تنظيم لقاء نشطه الكاتب المغربي فؤاد العروي والجامعية الهولندية مرجان نييبورغ حول دور الهجرة في المشهد الأدبي الهولندي. وأوضح فؤاد العروي، الحائز على جائزة الكونغور لسنة 2013 عن مؤلفه «القصة الغريبة لسروال الداسوكين»، الدور المتنامي للمؤسسات الأدبية مثلما هو الحال بالنسبة ل»مؤسسة الهجرة» في ظهور إبداعات الكتاب والشعراء والفنانين بالرجوع إلى تعريف عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو حول «حقل الإنتاج الثقافي» حيث لا يتم تحديد نجاح الكاتب فقط من خلال عمله، ولكن بعوامل تعريف حول نماذج الإنتاج من قبل المؤسسات الأدبية. وقال الروائي المغربي، الذي فاز سنة 2014 بالجائزة الكبرى جان جيونو عن نفس المؤلف، ، إنه «إذا ذهب هؤلاء الكتاب الشباب من الجيل الثاني للمهاجرين في تلك الفترة للبحث عن ناشر، فإنهم ربما لن يجدوه»، مؤكدا على دور «مؤسسة الهجرة» في ظهور أدب هولندي يكتبه المغاربة بشكل «جيد للغاية». وأضاف العروي أن «مؤسسة الهجرة» تساهم منذ 20 عاما في ظهور العديد من الكتاب المغاربة بمستوى عال ناطقين بالهولندية، مبرزا أن الأدب المغربي المكتوب بالهولندية هو دليل على الحاجة إلى خلق مؤسسات لتكوين مبدعين كيفما كان مجال نشاطهم. من جهته، قال رئيس «مؤسسة الهجرة» عبد اللطيف الشرايبي، في تصريح مماثل، إنه منذ إنشائها منذ ما يقارب 20 عاما، تعمل المؤسسة على النهوض بالأدب المكتوب باللغتين العربية والهولندية، مشيدا بالفائزين السبعة بالجائزة السنوية للمؤسسة والذين أصبحوا حاليا كتابا مرموقين في هولندا. واعتبر أن الكتاب المنحدرين من الهجرة المغربية نجحوا بشكل كبير في هولندا ويساهمون إلى حد كبير في تحسين صورة المجتمع المغربي. من جانبها، تطرقت مرجان نيبورغ، وهي طالبة في سلك الدكتوراه بجامعة أمستردام، إلى تطور «مؤسسة الهجرة» من مركز بسيط للكتب ثم فضاء للترويج للثقافة والفنون العربية قبل أن تتحول إلى نقطة انطلاق لكثير من الكتاب من المغرب إلى الفضاء الهولندي. وقالت إن أعمال الكثير من الفائزين المغاربة بجائزة «مؤسسة الهجرة» تم نشرها من قبل ناشرين هولنديين، مضيفة أن الأمور تغيرت كثيرا في منتصف سنوات التسعينيات من القرن الماضي. وكانت «مؤسسة الهجرة»، التي تأسست في أواخر سنة 1980 في أمستردام، شركة مخصصة لتعزيز الثقافة والفن في الدول العربية انطلاقا من هولندا. وإدراكا منها لقوة الفن والكتابة كوسيلة للاحتفال بجمال الثقافة العربية، قام مؤسسوها بتحويلها إلى جسر فني بين الثقافات المختلفة. كما أن المؤسسة تنظم جائزة سنوية لاختيار المواهب الأدبية الشابة، بالإضافة إلى تنظيم المحاضرات واللقاءات المختلفة.