بعد وقوع فاجعة طانطان صباح يوم الجمعة 10 ابريل 2015 ،والتي ذهب ضحيتها 34 مسافرا من بينهم أطفال ، كانوا عائدين من ملتقى رياضي ، تداولت العديد من المنابر الإعلامية فرضيات عدة بشأن أسباب وقوع هذه المأساة ، علما بأن البحث مازال جاريا من قبل الجهات المختصة.جريدة الاتحاد الاشتراكي في اتصال بأحد السائقين الذي كان في رحلة الدارالبيضاء - العيون لنفس الشركة، والذي كانت رحلته مباشرة بعد رحلة الحافلة المنكوبة ، حيث كانت النيران لاتزال مشتعلة حوالي الساعة الثامنة من يوم المأساة، فكشف للجريدة عن حقائق عديدة منها :» الحافلة لم تكن تسير بسرعة فائقة، فحتى الطريق التي وقعت فيها الحادثة لا تسمح بتجاوز سرعة 70 كلم في الساعة، بالنظر لخطورتها ، وكل السائقين الذين يمرون منها يشتكون من ضيقها، كما أنها طريق مهترئة، ويظهر ذلك من الحافلة التي أتلفتها النيران وليس قوة »الاصطدام ، فلو كانت تسير بسرعة، يضيف المتحدث ، كما جاء في بعض وسائل الاعلام، لتبين ذلك في هيكل الحافلة أو لانقلبت الحافلة، كما وقع على بعد ما يقارب 30 كلم من موقع الحادثة حين انقلبت شاحنة مقطورة في نفس اليوم». وأكد السائق للجريدة «أن أسباب اندلاع النيران قد تعود ،غالبا، الى حمل الشاحنة لكميات من البنزين، في خزان خاص أو برميل من الحجم المتوسط في مقصورة السياقة للشاحنة، ولأن الاصطدام وقع مباشرة بين الشاحنة والحافلة تسربت كميات من هذا البنزين داخل الحافلة. علما بأن الاصطدام قد يتولد عنه تماس كهريائي ،ولأن البنزين تسرب الى الداخل اشتعلت النيران بالممر داخل الحافلة التي كل ما بداخلها يبقى قابلا للاشتعال : الكراسي والغلاف الداخلي للحافلة» «بونج وبوليستير». «أيضا هذا الاصطدام المفاجئ أقفل البابين أوتوماتيكيا ،وقبل الاحتراق كان هناك اختناق بسبب قوة الأدخنة مما تنتج عنه إغماءات تؤدي إلى عدم المقاومة ، مما يجعل قوة النيران تلتهم أجسام الضحايا». وفي ما يخص البحث الذي قامت به الجهات المختصة ،حسب إفادة بعض المصادر، فإن «هناك مؤشرات تفيد بوجود بنزين محمول، وقنينة للغاز بالشاحنة «. وأضاف المصدر ذاته « وخلافا لما صرح به الوزيران الرباح وبوليف بكون هذه الطريق «»واد اشبيكة« الرابطة بين مدينة طانطانوالعيون»، في حالة جيدة ولا تتسبب في وقوع الحوادث، فإنه في نفس اليوم وعلى بعد 30 كلم تقريبا، انقلبت »شاحنة صهريج««.و»للتذكير، يقول، فقد سبق لنواب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالبرلمان إثارة وضعية هذه الطريق بالذات والتي تفتقد جملة وتفصيلا لشروط السلامة، مؤكدين على ما تسببه من حوادث مميتة «. هذا وأكد مجموعة من السائقين المهنيين المستعملين لهذه الطريق للجريدة أن « الطريق جد ضيقة من مدينة تزنيت الى الداخلة، بالاضافة الى حالة حافتها المتآكلة والهشة، دون وجود الخط المتصل او المتقاطع، الذي يساعد السائقين -خصوصا بالليل - عدم وجود علامات التشوير وإشارات المرور بالشكل المطلوب - عدم وجود محطات للاستراحة كما هو منصوص عليه في مدونة السير 05.52 ،علما بأنه أحيانا تكون هناك كثل رملية وسط الطريق بشكل مفاجئ، هذا بالإضافة إلى تواجد قطيع من الإبل أحيانا وسط الطريق ، في غياب أي إشارة تنبه السائقين لوجود مرعى للجمال - دون إغفال عدم وجود أي إشارة للسلامة أو رقم للاتصال في حالة و قوع مشكل ، أو عائق ، وفي غياب ولو سيارة واحدة للإسعاف ،على طول المئات من الكيلومترات، أو مصحة للعلاجات الأولية أو أي شيء من هذا القبيل، وحتى عند الحاجة للماء فلا فلا وجود لأي محل للحصول ولو على قنينة بلاستيكية من الحجم الصغير ،علما بأن هناك ضرورة ملحة لوجود محطات الاستراحة تتوفر على كل المرافق الصحية ووسائل الراحة للمسافرين وفي مقدمتهم السواق «. واستغرب السائقون المتحدثون للجريدة عن أسباب «الغموض واللبس اللذين طبعا أجوبة الوزيرين - الرباح وبوليف - عن أسئلة البرلمانيين، والمغاربة كافة، وكأن الأمر يتعلق بطريق أخرى غير تلك التي شهدت حدوث المأساة والمعروفة بخطورتها؟ «بالنسبة للطرف الثاني في الحادثة، وهي الحافلة التابعة لشركة ستيام، يعتبر العدد الكبير للوفيات الذي خلفته حادثة 10 أبريل بطريق طانطان هو أكبر عدد في حوادث السير لحافلات هذه الشركة منذ تأسيسها سنة 1919، وحسب المعطيات التي أدلى بها السائق الذي عاين الحادثة ،وهو سائق تابع لهذه الشركة، فإن «الحافلة التي احترقت لم يمض على استعمالها سوى سنتين، وهي تتوفر على جميع شروط السلامة الطرقية»- فحص تقني - مراقبة يومية - توفر جميع اللوازم - إنارة - فرامل - وسرعتها محدودة لا تتجاوز 100 كلم في الساعة كباقي حافلات الشركة - مع التأكيد لكل سائق على أن لا يتعدى 80 كلم في الساعة في الطريق الوطنية و90 في الطريق السيار، وهناك مراقبة عن طريق جهاز »»جي بي إيس « ،وحين يقع التجاوز أحيانا يتم تنبيه السائق الى ذلك من الإدارة المركزية مباشرة - مع ضرورة وجود في كل حافلة سائقين في كل رحلة تتجاوز 500 كلم ، مع توفير »»كوشيط«« في الحافلة للاستراحة والنوم» . هذا وشدد السائقون في تصريحاتهم ، على ضرورة التعامل مع «تداعيات» هذه الفاجعة بالجدية المطلوبة ، «بعيدا عن لغة الخشب أو الخطاب السياسوي الضيق، مع استعجالية الاهتمام بوضعية»طريق الموت» التي تجعل الخطر يتربص بمستعمليها في كل لحظة وحين ، خصوصا بالنسبة لسائقي الحافلات والشاحنات المطالبين بعبورها يوميا ، وذلك تفاديا لحدوث، لا قدرالله، فواجع جديدة».