نفت وزارة الداخلية نفيا قاطعا «الادعاءات» التي تداولتها بعض المواقع الالكترونية، ومفادها أن الشاحنة التي اصطدمت بحافلة الركاب بمدينة طانطان، يوم 10 أبريل، هي من نوع «شاحنة صهريج وأنها تستعمل في عمليات تهريب المحروقات، وأنها كانت مزودة بخزان إضافي يحمل كمية كبيرة من مادة البنزين». وأكدت الوزارة، في بلاغ لها ، أن «الأمر يتعلق بشاحنة مخصصة للنقل الدولي للبضائع تعود ملكيتها لشركة بمدينة الدارالبيضاء». وذكر البلاغ بأن مصالح الدرك الملكي فتحت تحقيقا لتحديد ملابسات هذا الحادث المأساوي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وبذلك يؤكد بلاغ الوزارة ما ذهب اليه بلاغ للكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي ، بخصوص نوع الشاحنة وكذلك اللعب القذر بإقحام مسؤول حزبي في النازلة. وقد سجل بلاغ الكتابة الحهوية للاتحاد ، الاستمرار في نفس المغالطات التي انتهجتها لوبيات الفساد، حيث تواصل خفافيش الظلام لعب الأوراق القذرة تجاه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مستعملة مواقعها الاخبارية وصفحات التواصل الخاصة بمسؤوليها الوطنيين والمحليين في التفنن في الكذب والبهتان والتضليل من أجل تغطية فشلها الذريع في تدبير الشأن العام محليا ووطنيا.» وأضاف البلاغ أن « تلك اللوبيات الفاسدة والفاشلة قد توجت خرجاتها القذرة باستغلال لا إنساني لأجساد متفحمة لأرواح بريئة كانت ضحية لفاجعة كبرى لم نستيقظ بعد من هولها، مما شكل صدمة كبيرة للمغرب والمغاربة ولكافة من تابعوا أحداث هذه الكارثة الإنسانية التي أفجعت القلوب وأدمعت العيون، وذلك بإقحام اسم الكاتب الجهوي للحزب ورئيس بلدية كلميم في خانة المسؤولية عن هذه الكارثة الكبرى، بأسلوب ينم عن رغبة تحريضية موجهة بأساليب دس الفتنة في شوارع أقاليمنا الجنوبية، وبدوافع تجهل الغاية منها، في الوقت الذي دعت فيه أعلى سلطة في بلادنا الى فتح تحقيق في النازلة». وأدان البلاغ« بشدة هذا السلوك غير المسؤول لجهات نعرف أهدافها في ضرب حزبنا في المنطقة، والتي تستعمل فيه وسائل قذرة وغير مسؤولة » محتفظا بحق الحزب« في الرد بكافة الوسائل التي يضمنها لنا القانون بما فيها التوجه الى القضاء»، خصوصا وقد تم رصد رسائل تحريضية موزعة من هاتف لرقم تعودنا منه هذا السلوك المتكرر في محطات سابقة مختلفة وغامضة أهدافها، مما يشكل خطرا كبيرا على استقرار المنطقة، ونية مفضوحة في إثارة الفتن القبائلية، واستعمال كافة الطرق الكفيلة بخلق مواجهة بين أبنائها». ونبهت الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بكلميم «الى هذا التوجه الخطير لدى لوبيات فاسدة متحالفة، في بعض أحزاب الأغلبية، ومسؤول غير مأسوف عليه عجز عن التحكم في مصير المنطقة جراء يقظة كل شرفاء الوطن»، ودعت« كافة الجهات المعنية لتحمل مسؤوليتها تجاه هذا المنحى الخطير الذي يترصد بالمنطقة من باب استهداف الأوفياء للوطن وقضاياه الكبرى». إلى ذلك، علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر طبية أن الفتاتين «نهيلة» (12 سنة) والتي أصيبت بحروق على مستوى اليدين والوجه، الى جانب «م. س» وهي طالبة جامعية ( 24 سنة) من ضحايا الحافلة المحروقة بإقليم طانطان قد غادرتا قسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش صبيحة يوم السبت 11 ابريل، فيما لاتزال الفتاة «حسناء» والبالغة من العمر 13 سنة تحت العناية الطبية بقسم جراحة الحروق بجناح الرازي. هذا وقد تم استقبال الفتيات عشية الجمعة بعدما تم تنقيلهن جوا عبر مروحية تابعة لوزارة الصحة الى المركز الاستشفائي الجامعي، لمتابعة حالتهن من تحت إشراف فريق طبي متخصص في الحروق نتيجة الإصابات البليغة التي تعرضن لها على خلفية مأساة الحافلة التي أودت ب 33 ضحية، أغلبهم من الأطفال المتمدرسين. البروفسور هشام نجمي مدير مستشفى ابن طفيل أكد لوسائل الاعلام أن كل التحضيرات كانت على أتم الاستعداد من وسائل وتجهيزات طبية وفريق متخصص، إضافة الى سيارات إسعاف متخصصة لنقل المصابين. وطبقا لتعليمات جلالة الملك، فقد قام والي مراكش عبد السلام بيكرات رفقة وفد رسمي، بزيارة الضحايا والسهر على تتبع حالتهن الصحية والوقوف على مختلف الترتيبات بالمستشفى المذكور. يذكر أن طلبة كلية الطب لايزالون على هول صدمة كبرى جراء فقدان زميلتهم في الدراسة « حليمة هابيل» والتي تتابع دراستها في السنة الرابعة بذات الكلية. مجموعة كبيرة من الطلبة يستعدون للوقوف دقيقة صمت ترحما على زميلتهم وعلى باقي ضحايا فاجعة طانطان بداية الأسبوع.