‹لم يعد الأمر يتعلق بسلوكات أو حالات معزولة، السلوك المنفلت لبعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بالصويرة تحول إلى ظاهرة حقيقية وأسس لثقافة جديدة لدى فئة من الجيل الجديد للسائقين وما فتئ يراكم في المقابل عناصر التوتر على مستوى علاقتهم بالمواطنين. الأمر بات يقتضي تدخلا جديا من طرف الجهات المسؤولة» صرح للجريدة سائق سيارة محتجا على خرق سافر لمدونة السير من طرف سائق سيارة أجرة بالقرب من مركب التكوين المهني بالصويرة. قانون « من يصل إلى الراكب أولا» أصبح موجها لقرارات وسلوكات فئة من سائقي سيارات الأجرة، وتراجعت بالتالي نصوص مدونة بالسير على سلم أولويات قواعد سلوكهم على الطريق، علما بأن هذه المهنة تقتضي من ممارسيها أقصى درجات الحكمة والرزانة والتحفظ والانضباط لقواعد السير حفاظا بالدرجة الأولى على سلامة المواطنات والمواطنين. مشاهد الخروقات تتعدد وتتكرر على طرقات الصويرة بشكل مستفز على مرأى ومسمع ، للأسف،من السلطات الأمنية والمحلية. تغيير لاتجاه السير بدون إشعار مسبق،وقوف فجائي وسط الطريق من اجل إركاب زبون، خرق لعلامة الوقوف و منع التجاوز،ضغط على المنبه بشكل مستفز وغير مبرر عند علامة قف تحريضا للسيارات الأخرى على استئناف السير ولو في ظل وجود خطر محدق... مشاهد من خروقات وغيرها يقوم بها بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بالصويرة بالنهار كما بالليل. « نحن نلاحظ منذ فترة حالة من التساهل مع خروقات سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بالصويرة إلى حد التظاهر بعدم الانتباه لها في أحيان كثيرة في مقابل التشدد مع أصحاب السيارات الخاصة. من سيحمي مستعملي الطريق والركاب على حد سواء من هذا النوع من السلوكات الخطيرة في هذه الحالة ؟ « تساءل مواطن بالصويرة. الملاحظ هو أن بعض السائقين يتملكون الطريق العام بشكل سلبي. فيمنحون لأنفسهم حقوقا وألوية لا مبرر ولا سند لها إلى حد السماح لأنفسهم بالتعامل بعدوانية وعنف مع احتجاجات مستعملي الطريق بل والركاب في أحيان كثيرة. « لقد تعرضت للتو لاعتداء لفظي من طرف سائق سيارة أجرة صغيرة توقف أمام سيارتي بشكل فجائي وسط الطريق من اجل إركاب زبونة. لقد استفزني الأمر بشكل كبير، فالسائق عرض حياتي للخطر في مرحلة أولى ثم اعتدى علي لفظيا في مرحلة لاحقة فقط لأنني قمت بالاحتجاج على سلوكه الخطير على الطريق...» صرح للجريدة سائق سيارة في حالة من الاستياء. بالنسبة للسلطات المحلية،لكل مواطن الحق في التقدم بشكاية إلى المصالح الأمنية في شأن سلوك غير ملائم لسائق سيارة أجرة بالصويرة. إذا لم يحدد هوية السائق يمكنه الاكتفاء فقط برقم سيارة الأجرة. بالنسبة لعزيز زعتر، رئيس جمعية المستقبل للأعمال الاجتماعية لمهنيي سيارة الأجرة الصغيرة بالصويرة، سلوك هذه الفئة من السائقين يجد مبرره في الاكراهات المادية التي تثقل كاهلهم دونا عن سواهم من الأطراف المتدخلة في القطاع. فالسائق هو ضحية في نهاية المطاف لاقتصاد الريع الذي لا يزال يعيق تطور وتنظيم المهنة. فالسائق ، حسب عزيز زعتر، مطالب بالحفر في الصخر من أجل تأمين مدخول يغطي واجب كراء السيارة الذي قد يصل إلى 300 درهم إلى جانب الكازوال. « السائق هو الحلقة الأضعف داخل حلقة قطاع سيارات الأجرة. فهو يشتغل بدون أية ضمانات مهنية أو مالية أو اجتماعية، في مقابل استفادة مطلقة ومضمونة لصاحبي السيارة والمأذونية» صرح للجريدة عزيز زعتر الذي نبه إلى عدم احترام شروط منح رخصة الثقة من طرف الجهات الوصية الشيء الذي فتح الباب أمام نفاذ عناصر غير مؤهلة للقطاع. فبالنسبة له لا شيء يمكن أن يبرر السلوكات غير المقبولة التي يقوم بها بعض السائقين ليلا... مثلا. مؤكدا في الآن ذاته على ضرورة تنفيذ القانون من طرف الجهات المسؤولة. رئيس جمعية المستقبل للأعمال الاجتماعية لمهنيي سيارة الأجرة الصغيرة بالصويرة الذي استعرض على الجريدة حالات اجتماعية لمهنيين يعانون أمراضا وأوضاعا اجتماعية صعبة لم تسعفهم ظروف مهنتهم على تحمل أعبائها،أكد على حاجة قطاع سيارات الأجرة إلى إستراتيجية مندمجة تعالج المشاكل والأسباب الحقيقية عوض التركيز على الأعراض والنتائج. كما طالب بإشراك المهنيين في أشغال واجتماعات اللجنة المكلفة بمنح وتتبع رخص الثقة من أجل تأطير أفضل للقطاع