يحل اليوم بالعاصمة الرباط، رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في زيارة مكوكية يلتقي فيها بالأساس بجلالة الملك محمد السادس، حسب قصر الماتينيون. وتحمل زيارة مانويل فالس هاته، التي لن تتجاوز يومين حسب الوزارة الأولى الفرنسية، بالنظر لطبيعتها «السريعة،» إشارات سياسية أكثر منها اقتصادية. وقد سبق وأعرب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، بمعهد العالم العربي، خلال حفل توشيح ثلاث من ممثلي الديانات السماوية بفرنسا، عن فخره بحضوره بهذا المكان الراقي للثقافة من أجل الاحتفاء بالصداقة بين فرنسا والمغرب ، والتي تميزت بقوتها عبر التاريخ ومن خلال الروابط الدائمة على الرغم من بعض حالات سوء الفهم التي تم تجاوزها. وقال، خلال هذا الحفل الذي حضرته صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، «إن عهدا جديدا اليوم بصدد البناء في علاقاتنا الثنائية»، مضيفا أن هذا الحفل يشكل فرصة لتمرير رسالة سلام وتسامح. وتعتبر زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إلى الرباط، التي لم تتجاوز ساعات قبل أن يتوجه إلى البرتغال، مساهمة منه في عودة العلاقات المغربية الفرنسية إلى «وضعها الطبيعي» وتأكيدا على متانة العلاقات بين الرباطوباريس وتجاوز الازمة السياسية والديبلوماسية التي عاشها البلدان منذ أزيد من سنة، وامتدادا للزيارات السابقة لوزير الداخلية الفرنسي بيرنار كاسنوف ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. ويذكر أنه بعدما دخلت العلاقات المغربية - الفرنسية في أزمة سياسية وديبلوماسية لأزيد من سنة بسبب شكايات قضائية تم رفعها بفرنسا ضد مدير مديرية مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، بشأن اتهامات حول تورط مزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب، والتصريحات «الجارحة والمهينة» في حق المغرب التي نسبها الممثل الاسباني خافيير باردم الذي أنجز فيلما وثائقيا الى السفير الفرنسي في واشنطن، فرانسوا دولاتر. وتروم زيارة مانويل فالس الرباط، التي تعتبر الأولى من نوعها له يقوم بها إلى المغرب بصفته رئيس وزراء فرنسي، إلى دعم الدينامية الجديدة التي تشهدها العلاقات المغربية الفرنسية منذ نهاية فبراير الماضي في أفق الدورة الثانية عشرة للقاء القمة الفرنسي المغربي المتوقع في متم ماي أو بداية يونيو المقبلين ، وكذا زيارة وزير المالية الفرنسي ميشال سابان نهاية الاسبوع الجاري الى الرباط. وكان جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أكدا في بيان مشترك صدر عقب مباحثاتهما في فبراير الماضي بباريس، على حيوية الشراكة المتميزة التي تربط المغرب بفرنسا، مشيرين الى ان برنامجا مكثفا من الزيارات الوزارية سيمكن من التحضير للاجتماع رفيع المستوى المقبل بين الحكومتين. وأعرب قائدا البلدين ،أيضا، عن ارتياحهما لتوفر الظروف من أجل دينامية جديدة لتعاون وثيق وطموح بين فرنسا والمغرب في جميع المجالات. وللإشارة، فقد قد فرضت الأحداث الإرهابية التي عاشتها باريس شهر يناير الماضي على فرنسا والمغرب، استئناف تعاونهما القضائي وفي مجال مكافحة الإرهاب، واستعادة دينامية التعاون الأمني والقضائي الذي توقف بسبب تعليق التعاون القضائي بين البلدين. هذا، وينتظر قصر «ماتينيون» بفارغ الصبر، مصادقة البرلمان الفرنسي على اتفاقية تعديل اتفاقية التعاون الثنائي في المجال القضائي التي لم «تحل بعد على مجلس الدولة »بعد التوقيع عليها في وقت سابق بين وزير العدل مصطفى الرميد ونظيرته الفرنسية كريستيان توبيرا، وذلك تفاديا لكل «اصطدام» جديد بين الرباطوباريس.