قام المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء بزيارة لمخيمات تندوف والجزائر العاصمة، وذلك في إطار جولته الثانية إلى المنطقة، بعد الأولى التي تمت في فبراير الماضي. وكان المكتب الإعلامي للأمم المتحدة أكد أن زيارة روس تشمل كلا من الرباط، نواكشوط، تندوف والجزائر العاصمة، كما يتوقع أن يقوم روس بزيارة إلى موسكو ولندن في تاريخ لم يعلن عنه بعد. وتميزت هذه الزيارة على غرار الزيارة الأولى بتكتم شديد من طرف الأممالمتحدة، كما أن روس استنكف عن الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام، على عكس ما كان عليه الأمر في زياراته السابقة غير أن مصادر متطابقة أكدت أن قيام روس بجولتين في ظرف شهرين إلى المنطقة، وهو أمر لم يحدث في السابق، يأتي في إطار محاولة لإيجاد توافق بين الأطراف المعنية على إطلاق جولة جديدة من المفاوضات المباشرة التي ترعاها الأممالمتحدة، والمتوقفة من 2012، ليسجل بذلك إنجازا يتضمنه التقرير الذي سيرفعه إلى مجلس الأمن نهاية شهر أبريل القادم. ومعلوم أن المغرب سبق له أن أعلن عن عدم الدخول في جولة جديدة من المفاوضات بالشكل الذي كانت تسير عليه في السابق، حيث لم تشهد خمس جولات منها، إحراز أي تقدم يذكر بفعل تصلب الطرف الآخر الذي لم يقدم تصورا واقعيا ومقنعا يساعد على التوصل إلى حل سياسي للنزاع، واكتفى بالتقوقع حول مقولات متأكلة أكدت التطورات عدم قابليتها للتحقق على أرض الواقع. وفي هذا الإطار ذكرت مصادر متطابقة أن روس قدم مقاربة جديدة لإحياء المفاوضات، ترتكز على تخلي البوليساريو عن أطروحة الانفصال، وتقديم المغرب لمقترح يذهب أبعد من الحكم الذاتي، لكنه يحفظ له سيادته على أقاليمه الجنوبية. وإذا كانت الأممالمتحدة أو العواصم المعنية لم تعلق على ما نشرته وسائل إعلام متتبعة للموضوع، فقد كان لافتا مسارعة قيادة الانفصاليين إلى تكذيب هذه الأنباء على لسان منسقها مع المينورسو، امحمد خداد، كما أن تصريحات الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل ،عقب لقائه بالمبعوث الشخصي ، لم تزد سوى تكرار الادعاء الجزائري بدفاعه عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، الأكذوبة التي دحضتها المواقف الجزائرية المناهضة لحق شعب كوسوفو وشعب الشيشان في تقرير مصيرهما بفعل تحالف الطغمة العسكرية الجزائرية مع صربيا وروسيا. ومعلوم أن مجلس الأمن سيناقش النزاع المفتعل حول الصحراء الشهر المقبل .