جاء على لسان وزير الصحة « الإجهاض السري غير المأمون, ووضعية النساء اللواتي يتعرضن له والحمل غير المرغوب فيه أو غير المبرمج، «يشكل فاجعة بالنسبة للمرأة غير المستعدة لتحمل تبعاته، خاصة في حالة الاغتصاب أو زنا المحارم، ما قد يؤدي إلى سلوكيات تترتب عنها مضاعفات خطيرة ومميتة أحيانا تساهم في الرفع من نسبة وفيات الأمهات مع ما يترتب عن ذلك من آثار اجتماعية واقتصادية سلبية. الإجهاض بالمغرب يعتبر مشكلة صحية عمومية ومن أولويات الوزارة لما لها من عواقب وخيمة على مرض ووفيات الأمهات ، كاشفا عن مضاعفات الإجهاض التي تتسبب في حوالي 4.2% من مجموع وفيات الأمهات و5.5% من وفيات الأمهات الناتجة عن التعقيدات المباشرة للولادة. ففي مطلع هذا الفصل ، رحّب الشّعب المغربي بالمبادرة الملكية في معالجة إشكاليّة «الإجهاض السري» على شكل مقاربة فكريّة تشاركية شاملة, علما أن مثل هذه القضايا تحتاج لدراسات مدققة، عميقة و مسؤولة بالتنسيق مع المجلس العلمي الأعلى والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ووزارتين أساسيّتين ذات الصّلة بالموضوع «, العدل والحريات الأوقاف والشؤون الإسلامية». ووضع الملك لهذا المشروع الاستعجالي توجهات هامة تتعلق ب» احترام تعاليم الدين الإسلامي الحنيف» و»التحلي بفضائل الاجتهاد»، و»التماشي مع تطورات المجتمع المغربي وتطلعاته» و»مراعاة وحدته وتماسكه وخصوصياته». وكجل المبادرات السّاميّة ذات الطّابع الإنساني ,فإن المبادرة الملكية في معالجة إشكاليّة «الإجهاض السري» تتجلّى على أساس الحوار البنّاء و المتكامل في تنزيل على أرض الواقع مبادئ كرامة المرأة المغربيّة في ظل التحديات المطروحة حاليا و التطورات المتجددة مع مراعاة, بالدرجة الأولى القيم الدينية الأصيلة و وفقا لحقوق الإنسان المتعارف عليها محليّا ودوليا اتجاه المقومات الدستورية الثابتة مع إعطاء مكانة خاصة تحسيسية و تكوينية قصد الوقاية من الحمل غير المرغوب فيه. من المنظور الصحي إن رفع الحواجز المضبوطة نظريا و تطبيقيا على الإجهاض للحفاظ على الصحة البدنية والنفسية للأم وفي حالات الاغتصاب وزنا المحارم والتشوهات الخلقية للجنين، ستكون له آثار إيجابية على البلاد. والملاحظ أن الإجهاض السري غير المأمون يتم غالبا في ظروف غير صحية والتي لا تحترم أبسط قواعد السلامة. مجموعة من الضحاياّ يلجأن إلى وسائل بدائية أو أدوية خطيرة للإجهاض على حياة أو صحة الأم. لا زال يسبب الإجهاض غير الآمن قلقا على الصحة العامة نتيجة لارتفاع معدل الإصابات وشدة المضاعفات المرتبطة به، مثل الإجهاض غير المكتمل، وتعفن الدم، والنزيف، والأضرار التي تلحق بالأعضاء الداخلية. ويُذكر أن الإجهاض غير الآمن، على الصعيد العالمي، يتسبب في نحو 13 % من مجموع وفيات الأمهات. فلسفة الإجهاض عبر العالم من ويكيبيديا الموسوعة الحرة، غالبا ما تقود مناقشات الإجهاض، وخاصة المتعلقة بقانون الإجهاض، جماعات الدعوة إلى واحد من هذين الموقفين. في الولاياتالمتحدة، نجد المؤيدين لمزيد من القيود القانونية المفروضة على الإجهاض، أو حتى الحظر الكامل له، غالبا ما يصفوا أنفسهم بالمواليين للحياة (pro-life) بينما نجد الرافضين للقيود القانونية على الإجهاض يصفون أنفسهم بالمؤيدين للاختيار (pro-choice). يدعي الموقف المؤيد للحياة عموما أن الجنين هو كائن بشري له الحق في العيش، وأن الإجهاض بمثابة قتل له. يدعي الموقف المؤيد للخيار أن للمرأة بعض الحقوق الإنجابية، وخاصة في اختيار مواصلة الحمل من عدمه. نجد أن الحجج المقدمة لصالح أو ضد الإجهاض في القطاعين العام والخاص، تركز على الإمكانية الأخلاقية للإجهاض لجواز الإجهاض المتعمد، أو مبرر للقوانين التي تسمح أو تمنع الإجهاض. من ويكيبيديا الموسوعة الحرة، الإجهاض هو انتهاء الحمل بخروج أو نزع الجنين من الرحم قبل أن يصبح قادراً على الحياة. والإجهاض يمكن أن يحدث تلقائيا بسبب مضاعفات أثناء الحمل فيسمى الإجهاض التلقائي. والإجهاض المستحث للحفاظ على الحالة الصحية للحامل يعرف بالإجهاض العلاجي، في حين أن الإجهاض المستحث لأي سبب آخر يعرف بالإجهاض الاختياري. ويشير مصطلح الإجهاض غالبا إلى الإجهاض المحرض. معظم حالات الإجهاض التلقائي تحدث في وقت مبكر جدا من الحمل، ففي معظم الحالات، يحدث في مرحلة مبكرة جدا من الحمل لدرجة أن المرأة لا تكن على علم بأنها حامل. ينخفض خطر الإجهاض التلقائي بحدة بعد الاسبوع العاشر من آخر فترة حيض. أما الاجهاض المتعمد يتوقف اختيار الطريقة أساسا على حجم الجنين وعمره يتم اختيار إجراءات محددة بناء على الشرعية والإقليمية، والأفضل للطبيب والمريض. تتميز أسباب حالات الإجهاض المستحث عادة إما بالاختيار أو العلاجية. ويكون الإجهاض عملية علاجية في الحالات التالية: * إنقاذ حياة المرأة الحامل * الحفاظ على صحة المرأة البدنية أو العقلية * تشوه الاجنة * انتقائية خفض عدد الأجنة للتقليل من المخاطر الصحية المرتبطة بتعدد الحمل. الإجهاض يشار إلى الاختيار عندما يتم بناء على طلب من امرأة «لأسباب غير صحية للام أو للجنين . يعتبر الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل تجربة صعبة للغاية. من مؤشرات الإجهاض المتأخر وجود نزيف حاد، وأحياناً انفجار كيس الماء. قد يصاحب ذلك آلام المغص الحادة التي تشبه ألم المخاض والتي تتطلب مسكناً للألم. يعتبر التعامل مع الإجهاض تجربة مؤلمة. ومهما كان توقيت الحدث مبكراً في الحمل، يبقى مسألة محزنة ومؤثرة تحتاج الكثير من الدعم والمساندة. عدم وجود الدعم الاجتماعي، الأمراض النفسية السابق التعرض لها، والنظرة المحافظة حول الإجهاض، تعد كلها عوامل تزيد من احتمال معاناة المرأة من مشاعر سلبية بعد الإجهاض. يذكر أن القوانين الحالية المتعلقة بالإجهاض متنوعة. حيث يستمر تأثير العوامل الدينية والأخلاقية والثقافية على قوانين الإجهاض في جميع أنحاء العالم. فإن الحق في الحياة، وفي الحرية، وفي الأمن الشخصي، وفي الصحة الإنجابية هي القضايا الرئيسية في مجال حقوق الإنسان التي تستخدم أحيانا لتبرير وجود أو عدم وجود قوانين السيطرة على الإجهاض. الإجهاض في قوانين الدول : إن للشريعة والعرف والثقافة وجهات نظر حول الإجهاض تتفاوت من بلد لآخر. هناك جدل في كثير من البلدان حول مدى أخلاقية وقانونية الإجهاض. يقوم الإجهاض والقضايا المتعلقة به بدور بارز في الحياة السياسية الوطنية في العديد من الدول وغالبا ما تنطوي على معارضة من جهة الحركات المعارضة للإجهاض، وتأييد من جهة مؤيدي حق المرأة في الخيار في جميع أنحاء العالم. * باحث وأستاذ جامعي في الدراسات الاقتصادية والاجتماعية