جريدة «الاتحاد الاشتراكي» تزور القلعة الاتحادية التي رفعت شعار الوطن قبل الحزب

حملنا أسئلتنا وأخذنا طريقنا الى كلميم، باحثين عن الحقائق ، متجاوزين تخصص بعض الاقلام في استهداف أشخاص بأساليب نعرف لغة المركز فيها، خصوصا عندما تملى الفقرات كاملة على المحررين الخطائين، وتلك مسألة أخرى لنا بابها فيما نكتب تعليقا ونقدا ومتابعة للمتسربين الى دربنا خلسة أو توجها.
وسط هذه الأجواء توجه عقلاء اقليم كلميم يتوسطهم رؤساء التدبير المحلي الذي يشكل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قلبه النابض، نحو التنمية، مشمرين على سواعدهم بحلم قاد مشاريعهم الاستراتيجية منذ 2003، غير آبهين بتجار الوجيبة، ولا بنوم الحكومة في المركز، باحثين عن نقط الضوء في المؤسسات التي خاضت المعركة التنموية في الإقليم بالتشارك الايجابي غير آبهين بمؤسسات آخرى تريد أن تعرقل بالمنهج النابع من التفكير الضيق الذي يلف «دماغها « ، ليبنوا إقليمهم في واجهاته الحضرية والقروية محزمين بقناعات حزبهم أن الوطن أكبر من الحزب وان خدمة قضيتنا الأولى لها ركائز إن على المستوى الداخلي أو الخارجي ، وأهم ركيزة هي العمل التنموي والتشاركي وأن ممارسة السياسة لا تعني الانتصار للذات ضد قضايا البلاد الكبرى.
ولأنهم قادرون على النحت في الصخر، فإن الواقف على مشاريع كلميم المدينة والجماعات القروية المجاورة يقف مشدودا الى قوة التدبير المحلي بأياد نظيفة جعلت المتخندقين في الذات والمصطادين في الماء العكر يضعوا أسلحتهم بعدما تعبوا من خدش جمال المنطقة المحفور في كافة الممرات والدروب لتقف كلميم اليوم صامدة في وجه طبيعة حملت غضبها بعدما زهقت أرواح الشهداء بأخطاء من أدى القسم لحماية البشر والحجر والشجر هناك، لكن غضب الطبيعة لم ينل من صمود السور الذي يشكل بالفعل ذراعي من وضعوا كلميم في عقولهم وقلوبهم،باحثين عن التشارك في كافة الواجهات الحكومية والمؤسساتية وفي كافة المبادرات، غير آبهين بالعراقيل التي توضع أمامهم باسم الممارسة الخاطئة للسياسة..
كنا في إقليم كلميم في المنطقة الفاصلة بين شمال المغرب وجنوبه والملقبة باب الصحراء وهو الاقليم الذي يضم عدة جماعات محلية، منها فقط جماعتان حضريتان.(كلميم و بويزكارن) والباقي من الجماعات القروية منها جماعة افران الاطلس الصغير، تاغجيجت ، تيمولاي، تاكانت، أداي، فاصك، اسرير، امطضي، ابينو، تكليت،تولين ، تاركة وأساي، تكليت ،وبدأنا عملا وسنواصله بالمتابعة عن قرب لكل جديد في قلعة الوفاء للوطن ولمبادئنا وقيمنا الاشتراكية الحداثية الديمقراطية.
محمد بلفقيه رئيس المجلس الاقليمي:
طبقنا سياسة القرب والمشاركة والتشارك فعملنا على بلورة برنامج طموح بأولويات لجماعات الإقليم
في مكتبه بكلميم أجاب البرلماني محمد بلفقيه عن أسئلتنا التي انصبت على إقليم كلميم واستراتيجية التدبير في منطقة تتطلب تكثيف الجهود لمواجهة كافة التحديات المطروحة، وقال عضو الفريق الاشتراكي : «منذ تولينا رئاسة المجلس الإقليمي لكلميم «انخرطنا بكل جدية ومسؤولية في الاستجابة لانتظارت الساكنة ومن خلالها للجماعات القروية والحضرية التابعة للإقليم،فعملنا على القطع مع الممارسات السابقة التي كانت تشتغل في فوضى ودون مخطط تنموي واضح، لهذا توجهنا للعمل باستراتيجية للمجلس الإقليمي بوضع مخطط تنموي يشمل كل الجماعات الترابية من خلال مشاريع مهيكلة تنشد تطبيق سياسة القرب والمشاركة والتشارك فعملنا على بلورة برنامج طموح سياسي ببرنامج الأولويات لجماعات الإقليم ، والذي ناهز غلافه المالي 45 مليار سنتيم وشارك فيه المجلس الإقليمي بمبلغ 12 مليار سنتيم واستطعنا تعبئة الشركاء الفاعلين السياسيين لإنجاز هذا المشروع الكبير ، والذي شمل 15 جماعة قروية وبلدية ببويزكارن وبشراكة مع وزارة الداخلية من خلال المديرية العامة للجماعات المحلية ووكالة التنمية للأقاليم الجنوبية وصندوق التجهيز الجماعي وولاية كلميم - السمارة والمجلس الجهوي لجهة كلميم - السمارة حيث شمل البرنامج البنيات التحتية للجماعات المعنية ( طرق - الماء الصالح للشرب - الكهرباء - ومنشآت رياضية - صحية و تعليمية ) وكذلك تخصيص 30 في المئة من هذا البرنامج الإقتصادي الإجتماعي إيمانا منا بضرورة الاهتمام بالعنصر البشري كعنصر أساسي في التنمية البشرية إلى جانب الإهتمام بالمجال،ونحن نسعى بذالك الى الوصول بالجماعات المحيطة بالمدينة إلى مستوى يضاهي المستوى الذي عرفته حاضرة واد نون من خلال خلق دينامية تستجيب لمتطلبات الساكنة ،والتي من شأنها تشجيع الإستقرار بالمناطق القروية وكذلك خلق فضاء للاستثمار بها في المجالات الفلاحية والسياحية والاقتصادية والاجتماعية ونحن اليوم ولله الحمد ، وصلنا إلى إنجاز ما يقارب 70 في المئة من هذا البرنامج والذي كان له تأثير إيجابي على نفوس الساكنة والمجتمع المدني والهيآت المنتخبة ونكون بذلك قد أسسنا لفكر ديمقراطي ذي بعد تنموي كبير استطعنا من خلاله التنسيق بين كل المجهودات التنموية وتدخلات في المجال بغض النظر عن الانتماء السياسي و القبلية التي حاول البعض الركوب عليها لنسف هذه التجربة الفريدة من نوعها على الصعيد الوطني، والتي كانت محل إلهام لباقي الأقاليم التي سارت على نفس النهج وهنا أود أن أقول إنه رغم الصعوبات التي واجهناها تبقى المردودية جيدة والتي مست شتى المجالات التنموية للأقاليم،وأفتح القوس لشكر كل الشركاء الذين شاركونا في تحقيق هذا الإنجاز الكبير،كما أوجه تحية لكل الهيآت المنتخبة بالأقاليم من برلمانيين ومستشارين ورؤساء الجماعات وفعاليات المجتمع المدني النشيطة وكل القطاعات العمومية التي انخرطت معنا في إنجاز وإنجاح هذا البرنامج».
مبارك النفاوي:
نهوضنا بجماعة أسرير مبني
على استراتيجية تنموية
حملنا أجوبة رئيس المجلس الإقليمي في حقيبة استطلاعنا الى أسرير وفاصك وأداي وأمطضي وإفران الاطلس الصغير وتلوين أساكا وتاركة واساي وأبينو وتكليت وتاكنت وتاغجيجت وكل الجماعات القروية من الاقليم، باحثين عن مقارنة في الواقع، بدأنا بجماعة أسرير وجدنا رئيسها المستشار البرلماني مبارك في انتظارنا صحبة فريقه، لم نفاجأ بقناعات الرجل فيما حققه لجماعاته طالبا منا أن نقوم باستطلاع لدى الساكنة بعدما سلمنا المنجزات - وأخرى في طريق الانجاز- التي تحققت منذ تولي الاتحاد الاشتراكي تدبير أسرير ضمن مخطط جماعي للتنمية فتحت فيه الجماعة الباب باستراتيجية وحكمة لتحقيق العديد من المشاريع في إطار الشراكة مع المجلس الإقليمي وولاية كلميم وشركاء آخرين ممثلين في وزارة الداخلية من خلال مديرية الجماعات المحلية و وكالة الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي لأقاليم الجنوب، وبعض القطاعات الحكومية في إطار الاتفاقيات الموقعة ، وهو التشارك الذي طبع العديد من المنجزات خصوصا في مخططات 2003 - 2009 ، ناهيك عن القيمة الابداعية في استغلال ما يزخر به الاقليم كالتوجه مثلا لزراعة الصبار وإيجاد ممرات عبر التعاونيات لاستخراج الزيوت ومواد أخرى من اجل تشغيل نساء الجماعة وتحسين أوضاعهن ، ناهيك عن صناعات أخرى تنهل من المنتوج المحلي في صناعة الكسكس والدقيق المكلي ومشتقاته والزرابي وغيرها مما يشكل أرضية خصبة لمنطقة سياحية - تتوفر على بنية هامة في الكهرباء والماء والصرف الصحي - تعمل جاهدة من بوابة الجماعة للإطلالة على العالم مما يؤشر على الحاجة إلى مشروع وطني سياحي يرفع الحيف عن مثل هذه المناطق الخلابة التي تستقطب بعض العارفين بجمالها من الضفة الأخرى، وتلك هي الأحلام التي نفذت بالفعل بفضل الشركاء الأساسيين في التنمية والذين ذكرهم البرلماني محمد بلفقيه في جوابه عن سؤالنا، لكن بقي السؤال معلقا في ذهننا ونحن نبحث عن آثار حكومتنا الموقرة في جنوبنا الذي يدبر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أغلب جماعات بوابته، لم نجد من الأثر سوى ملفات المخططات الجديدة تنتظر تنفيذ الاتفاقيات وكأن شيئا بالفعل توقف منذ مجيء حكومة بنكيران، وتظل استراتيجية التدبير الحكيمة لرؤساء جماعاتنا هناك تبحث عن ممرات يقظة لبناء إقليم واعد جدا بنموذج فاعل في المنطقة ككل.
عبد الله أدوز:
حققنا مشاريع هامة لجماعة الفاصك ووقعنا اتفاقية لجلب السياح الى قلب الجماعة
بشأن سؤال التدبير المحلي و البرنامج الانتخابي المنجز منه والذي في طريق الانجاز، قال رئيس الجماعة عبد اله أدوز ان الجماعة تضم جغرافيا مركز فاصك والدواوير المجاورة المشكلة من تاوريرت وتايدالت والبرج ، مؤكدا أن الجماعة التي يسيرها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ 2003 حققت طفرة كبيرة استطعنا من خلالها تحقيق العديد من المشاريع في إطار الشراكة مع المجلس الإقليمي وولاية كلميم وشركاء آخرين ممثلين في وزارة الداخلية من خلال مديرية الجماعات المحلية و وكالة الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي لأقاليم الجنوب، وبعض القطاعات الحكومية في إطار الاتفاقيات الموقعة.وتذكيرا بالمشاريع المنجزة قال عبد الله أدوز لقد عملنا في إطار برنامج الأولويات الخاص بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على فك العزلة عن هذه المنطقة بإنجاز الطريق الرابطة بين تايدالت والبرج بمسافة 18كلم، كذلك الطريق الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 12 ودوار تايدالت.
وعلى مستوى شبكة الماء الصالح للشرب قمنا بتغطية كل الدواوير المذكورة.كما قمنا بتعميم مراكز التربية والتكوين بكل دواوير الجماعة ، وكذلك أنشأنا مركبات سوسيو رياضية، والتي عملنا فيها انطلاقا من إيماننا بثقافة القرب في إنشاء ملاعب بالدواوير بشركة مع المجلس الإقليمي ووزارة الشباب والرياضة.ناهيك عن الخدمات الصحية التي عملنا فيها بشراكة مع وزارة الصحة بتقريب الخدمات الصحية من المواطن ، كما كافة الخدمات الاخرى.
كما قامت الجماعة بشراكة مع وكالة الحوض المائي، بإنجاز دراسة للوقاية من الفيضانات للمركز وجميع الدوائر التابعة للجماعة، وفي هذا نشير إلى أن هناك مشروعا في طور الأشغال بالمركز لوقاية «فاصك» من الفيضانات، وهذا الانجاز الهام تموله الوكالة المذكورة مائة في المائة مشكورة.وفي ما يخص التأهيل الحضري فالاشغال قائمة بالمركز والدواوير التابعة للجماعة وتهم بناء الطرقات والارصفة والمساحة الخضراء و الانارة العمومية. وأضاف رئيس جماعة الفاصك «وحول سؤالكم بخصوص تعطيل قناة الصرف الصحي على مستوى جماعة فاسك أريد ان أشير إلى أن الدراسة التي قامت بها الجماعة سنة 2011-2012 قد قمنا في إطارها باتفاقية للإنجاز مع كل من المجلس الإقليمي لكلميم وولاية جهة كلميم سمارة ووزارة الداخلية ووزارة البيئة، والمكتب الوطني للكهرباء والماء ، وهي الاتفاقية التي شملت خمس جماعات هي جماعة فاسك وجماعة إفران الاطلس الصغير، جماعة أبينو ، جماعة تاكانت وجماعة تيمولاي. وفي هذا الصدد أشكر المستشار البرلماني ورئيس بلدية كلميم عبد الوهاب بلفقيه الذي كان له الفضل الكبير في إنجاز هذه الاتفاقية و التسريع في المصادقة علىها والتي نتمنى أن تباشر الأشغال فيها.
وفيما يخص الجانب الاقتصادي والاجتماعي فقد انفتحنا على المجتمع المدني والتعاونيات الحرفية الحاملة للمشاريع المدرة للدخل وذلك بإنجاز شركات معها تهم بالخصوص التنمية السياحية وكذلك المنتوجات المجالية والتنشيط السياحي. وعلى ذكر السياحة فنحن بصدد إعداد مشروع لتأهيل الحامة المعدنية بفاسك وإنجاز المدارات السياحية التي تكشف بالفعل عن المؤهلات السياحية الهامة بالمنطقة.وفي مايخص المجال الرياضي فقد عملنا على إصلاح وتأهيل ملعب كرة القدم لخلق الظروف المناسبة لاستقبال فريق الجماعة المنضوي تحت عصبة سوس قسم الهواة، وتهيئ الظروف لاستقبال باقي الفرق في إطار مباريات الدوري.كما أننا بصدد استقبال الآليات الكفيلة بجمع النفايات الصلبة بالمركز وباقي الدواوير»
هاشم مساعد عن جماعة أداي:
شعارنا هو خدمة الساكنة والشفافية والمصداقية
وفي استقباله لنا بمقر جماعة أداي قال نائب الرئيس هاشم مساعد إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يسعى عبر تسييره لجماعة اداي إلى نهج سياسة القرب والإنصات في تدبيره للشأن المحلي . ولعلى المنجزات التي تحققت والتي هي في طور الانجاز اكبر دليل على عقد شركات سواء مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية وصندوق التنمية القروية ومديرية الجماعات المحلية ووكالة تنمية الواحات وشجرة الأركان وكذ جميع المصالح الخارجية الإقليمية ،
دون أن ننسى مجهودات المجلس الإقليمي في مواكبة مشاريع الجماعة. كل هذه الشركات انعكست بشكل ايجابي على حياة الساكنة من ناحية التعليم والتطبيب والبنية التحتية بالإضافة إلى وعي المجلس بضرورة إشراك المجتمع المدني و الاهتمام بالعنصر النسوي من خلال مواكبة تعاونيات نسوية و في اقتراح المشاريع ومواكبة إنجازها ، وما انجاز المخطط الجماعي الا تتويجا لذلك . إن الأغلبية المريحة لحزبنا ومصداقية الرئيس لدى المكونات السياسية الأخرى وقدرته على تدبير الخلافات جعل اتخاذ القرارات يكون بشكل توافقي ، كل ذلك يصب في خدمة ساكنة جماعة اداي كالمساهمة في بناء الطريق الإقليمية رقم 1317 الرابطة بين اداي وايت اللول على طول 6 كلم، وأصلاح دار الجماعة، وبناء الاسوار، وبناء السكن الوظيفي، بناء الطريق الإقليمية رقم 1317 الرابطة بين اداي وجماعة افران أ/ص عبر تيمولاي للاملوكة على طول 32 كلم.
ابراهيم الناصحي:
نحن على الدرب سائرون بعمل القرب في تنمية المنطقة
استقبلنا ابراهيم الناصحي بقلب جماعة تلوين أسكا بهندام الخيالة وهو يجمع ركاب الخيل في المناطق المجاورة، شاركناه لحظات العشق الكبير لركوب الخيل والتدريب على التبوريدة في منطقة زادها اخضرار الربيع بهاء، اختار الاتحادي ابراهيم الناصحي أن يذكرنا بكابوس الوالي السابق لكن بالمقابل قال إن الإتحاد الاشتراكي ملتحم بوطنه رجاله مدونون على صخرة الشهداء في قلب الجماعة والاقليم، مؤكدا أن ركوب «الخيل» و»الخيالة «في هذه المنطقة يؤشر على ركوب الصعاب من أجل جماعة في مستوى تطلعات المواطنين، ونحن نعمل على ذلك مع كل الشركاء في الإقليم وكافة المؤسسات المعنية .وأن هذه الجماعة الحديثة التي وجدت في 1992، ويسيرها اليوم الاتحاد الاشتراكي هي اليوم تابعة لكلميم بعدما كانت في تراب تزنيت وقد تعاقب عيها الاستعمار، لهذا هي اليوم صامدة بالعمل على مشاريع أنجز بعضها والأخرى في طريق الانجاز بشراكة مع الاقليم والمجلس ووكالة الحوض المائي ومبادرة تنمية أقاليم الجنوب ،كما هي متشبثة بالدفاع عن كافة الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة من أجل أن تكون جماعة تلوين أسكا نموذجا لعمل القرب، في كافة الواجهات.
سماطي محمد:
حلمنا قد تحقق بأيادي شرفاء كلميم في التدبير المحلي
قال سماطي محمد عن جمعية تواغيل للتنمية بكلميم لم أكن «أتخيل أنه في يوم من الأيام سأرى مكان تلك البساتين الصغيرة حديقة بهذه الأهمية وهذه الشهرة.
أتذكر جيدا أنه في صغري كنت آتي إلى تلك البساتين لألعب رفقة أصدقائي، كنا نأتي في أيام العطل أو حين يكون لنا وقت فراغ، نأتي ونمرح مع بعضنا البعض لا شيء يجمعنا سوى براءة الطفولة وعنفوان الشباب والرغبة في قضاء أمتع اللحظات... مازلت أذكر ذلك اليوم حين رافقت أمي وجاراتنا لأنه كان مميزا جدا. إني أرى مشاهده ممثلة بين عيني كما ولو انه حدث البارحة، كنت ممسكا بثياب والدتي وأنا أتطلع في وجوه أولئك الأشخاص الذين سبقونا للمكان وأخذوا مواقعهم. نحن كذلك أخذنا مكاننا بينهم وأخرجت والدتي وجاراتها الثياب وبدأن بعملية الغسيل مثل زميلاتهن من خلال استغلال ماء المستنقع الذي تشارك فيه النسوة جميعا وغير بعيد عنا كان أحد الرجال ذي بشرة سمراء اللون ومميزة يقوم بمساعدة بهائمه على شرب الماء من الساقية. كان المشهد ذاك اليوم مشهدا رائعا ، نساء يقمن بفرك وغسل الملابس والزرابي أحيانا وغنم ترعى وتتجه صوب الساقية كلما احتاجت لشرب الماء ونساء أخريات يجلسن في جو عائلي يستمتعن بجمالية المكان وأطفال مثلي يلعبون هنا وهناك ... حقا إن الحنين إلى تلك الأيام لا يزال يعتريني كلما سرحت بخيالي وراء ذكريات الطفولة.
هذه ليست الصورة الوحيدة التي أحتفظ بها للتواغيل بذاكراتي. وهنا تحضرني كلمة « التواغيل» والتي تعني البساتين (جمع بستان) وسميت بذلك لكون المنطقة كانت عبارة عن مجموعة من البساتين الصغيرة. وبالحديث عن هذا الموضوع فالتواغيل - في نهاية الثمانينات - كانت مكانا غير مؤمن ومحاطا بالمخاطر إذ لم يكن سهلا على الناس الاقتراب من التواغيل ، وحين أقول التواغيل فإني أشير بكلامي إلى تلك البساتين الصغيرة التي كانت موجودة قبل إنشاء الحديقة العمومية التواغيل حاليا. على أي فالتواغيل كانت ملاذا للمشردين والسكارى ومدمني المخدرات حيث كان يصعب الاقتراب منها ليلا ، سواء الرجال أو النساء ، فالكل كان يخشى ان يلقى حتفه إذا اقترب من التواغيل ليلا ، فبسبب تلك السمعة السيئة الكثير من الناس لا يحبذون فكرة الاقتراب من التواغيل فظلت كما هي فضاء محفوفا بالمخاطر ومكانا تتجمع فيه كومات الأزبال والنفايات فبدأ حالها يسوء حتى عرفت في المدينة بالبقعة السوداء.
وهذا هو السبب وراء تأسيس جمعية التواغيل للتنمية يوم 08 غشت 1997، فكل مؤسسي الجمعية من أبناء المنطقة وخاصة حي التواغيل، وكان لهم حلم هو واحد مشترك يتلخص في خلق متنفس بيئي أخضر وفضاء تربوي تستفيد منه ساكنة حي التواغيل والأحياء المجاورة.
وعلى هذا الأساس كان اليوم التواصلي سنة 2007 والذي تم خلال تنظيم صبيحة تربوية وتحسيسية مع الساكنة حول مشروع حديقة التواغيل العمومية.
ونحن اليوم نرى نتيجة هذا المجهود المتواصل والعمل الدؤوب والنضال الجمعوي الذي دام أزيد من عشر سنوات.
فخلال سنة 2012 بدأت أشغال بناء وتشييد الحديقة العمومية التواغيل وتلك كانت الخطوة الأولى والبداية الفعلية نحو تحقيق الحلم ... حلم خلق هذا المتنفس الأخضر البيئي والتربوي بمدينة كلميم. ومع فتح أبوابها في وجه العموم ، حديقة التواغيل العمومية استقطبت فئات عريضة ومختلفة من المجتمع الكلميمي نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا، كبارا وصغارا...وارتفعت معه سومة البقع الارضية المحيطة بالحديقة وأصبحت حديقة التواغيل مزارا لكل من جاء الى كلميم وأصبح الحلم حقيقة.»
المجتمع المدني يطالب المتحركين باسمه باحترام ميثاق العمل المدني
وفور وصولنا الى كلميم توصلنا ببيان أصدرته التنسيقية المستقلة للمجتمع المدني التي تتكون من 150 جمعية فاعلة من مختلف مشاربها عبرت فيه عن تمتينها للإنجازات التنموية التي تحققت في عهد المجلس البلدي الحالي ونوهت فيه بالمجهودات التي قام بها التدبير الاتحادي الاشتراكي في المنطقة ، ناعتة الحرب الإعلامية التي تشنها منابر اعلامية مخدومة بالعدمية وانعدام الموضوعية مؤكدة دعمها المتواصل لمجهودات الشرفاء في المنطقة وفي هذا الصدد قال عمر ابكير الرئيس الجهوي للهيأة الوطنية لحقوق الانسان بجهة كلميم سمارة جوابا عن سؤالنا حول تحركات المجتمع المدني المخدوم صحبة الإعلام المأجور في موضوع حسمته المؤسسات المعنية في عزل الوالي السابق : أنه عندما نتحدث عن مجتمع مدني يطالب بعودة الوالي السابق الى مقعده ويتبعه في ذلك الإعلام المخدوم، فهذا ليس مجتمعا مدنيا فاعلا ووازنا وسط مجتمع كلميم، يحركه حراك سياسي تقوده بعض النخب المعروفة والمنتمية لبعض الهيئات السياسية التي تم رفضها من طرف الساكنة، ومن بين هذه الجمعيات من تأسست في فترة وجود الوالي السابق وأعطت لنفسها الحق أن تحمل اسم جمعية فاعلة في المجال الحقوقي ، وهؤلاء يعدون على رؤوس الأصابع ولا يمثلون المجتمع المدني في المنطقة والدليل على ذلك أننا في زمن أزمة 2014، أصدرنا نحن في تنسيقية المجتمع المدني بيانا أكدنا فيه على ضرورة تنسيق السلطات فيما بينها من أجل استكمال المشروع التنموي وغابت الجمعيات المخدومة عن ذلك. وهي الجمعيات التي كان يحركها ويؤطرها الوالي السابق لغرس الفتنة. هم الآن من يستكمل المهزلة في عمل لا يشرف المجتمع المدني ولا يمت بصلة اليه، علما ان وزن هؤلاء يمكن قراءته في الوقفة الاخيرة التي نظمت أخيرا بالقرب من بلدية كلميم، وكان حضورها جد باهت يعكس وجودها في كلميم كما يعكس حجمها المفتعل لاداء مهمة في الزمن والمكان وهي المهمة المملاة عليهم. وأضاف عمر أبكير: انه باعتبارنا فاعلين في المجال الحقوقي والجمعوي نقول انه قبل مجيء الوالي السابق كانت هناك توافقات بين مختلف الفرقاء في المنطقة وكان هناك تنسيق في مختلف الواجهات علما انه كانت هناك تنمية تقودها المؤسسات المنتخبة مع كافة الشركاء حيث أصبح يشهد للمدينة أنها قطب في المغرب، حتى أضحت تنظم ملتقيات وطنية فعلا. لقد وقعت مجموعة من الاحداث كان أبرزها تراخي السلطات المعنية فيما يخص تفعيل لجنة اليقظة جراء أحوال الطقس التي كانت تنذر بكارثة والتي نبهت لها الأرصاد الجوية وتراخت السلطة في تفعيل لجنة اليقظة وهذا كان من أهم المحطات البارزة التي أصدرنا فيها بيانا حملنا فيه المسؤولية للسلطات المحلية بالخصوص والجهات المعنية فيما يتعلق بالأرواح والممتلكات. وسجلنا التفاعل السلبي للسلطات، بل هناك تملص..
وأضاف أبكير :نحن كجمعية حقوقية ولو ان الدولة قامت بعزل ممثلها المحلي لا يمكننا ان نترك الأمر دون محاسبة وان دورنا يكمن في المطالبة بمزيد من تقصي الحقائق، لأن الامر يتعلق بأرواح بشرية وحق الحياة من أهم الحقوق الكونية» .
وقال رشيد الذهبي رئيس الاتحاد الجهوي لفدرالية الموسيقيين المغاربة : إن سنة 2014 كانت بيضاء، الشيء الذي ضيع علينا مخطط التنمية الثقافية والفنية التي سطرنا ملامحها الكبرى مع المجلس البلدي و الاقليمي مشكورين على كل ما حققناه من خلال دعمهم لنا سواء في تأسيس فرقة نحاسية في الإقليم أو في التكوين أو في تنفيذ برامج فنية كبرى في المنطقة ، ونحن اليوم نأمل أن تكون سنة 2015 مختلفة ومنقذة لمسارنا في المنطقة.
وعلق عمر قرزيز رئيس جمعية أبطال الصحراء على ما يحدث في كلميم - من تدعيات ذهاب الوالي في تحركات المحسوبين على المجتمع المدني- بالعبث مؤكدا أن الحقيقة واضحة للعيان وأن 2014 كانت سنة جامدة أثرت على السير التنموي للمنطقة ، داعيا كل هؤلاء الى العودة الى الصواب في عدم إخفاء الحقيقة المرة على المواطن الذي تجرع مرارتها بصبر ولكن بكثير من الخسارة، وهي الحقيقة التي تكشف أن الوالي السابق ضيع الكثير في سنة بأكملها وأكيد أنها ستلقي بظلالها على الزمن الموالي ولكن الأمل أن ينجلي ظلامها بالثقة التي وضعناها في السلطات المنتخبة وأملنا كبير في السلطات الإدارية المحلية الجديدة ..
وقالت رئيسة جمعية برج المختار الزهرة أحيكون، إن كافة عضوات جمعيتها تضررن خلال 2014 ، مؤكدة أن سير العمل الجعوي الذي يمس مواطنات بسيطات وباحثات عن لقمة العيش من عرق جبينهن في الحرف الصغيرة التي يتقننها كفيل، بتنسيق مع كل المعنيين من أجل النهوض بأوضاع هؤلاء، لكن السنة المشار إليها جعلها الوالي السابق سنة دمار وانتظار للمجهول، لكن اليوم الحمد لله تنفسنا الصعداء برحيل هذا الرجل عن منطقتنا ونتمنى من خلفه أن يتيح اشتغالا لكافة الأيادي البيضاء في المنطقة..
واستكمالا لوقوفنا عند العديد من الحقائق التي عتم عليها الإعلام المخدوم، لمسنا في كل الذين استطلعنا رأيهم رغبة في تجاوز سنة الظلم بامتياز نحو سنة العدل الاجتماعي وإسماع صوت الحق.
شهادات نساء في قلب المجتمع باقليم كلميم
وبخصوص تساؤلنا عن مشاركة المرأة في العمل السياسي والحزبي، استطلعنا آراء العديد من النساء في منظمات حقوقية واجتماعية وتنموية حيت عبرن عن وعي بالمطالب النسائية وبالدور المنوط بهن في الاقليم، في هذا الصدد
قالت المستشارة الجماعية عن الاتحاد الاشتراكي بجماعة أسرير للا فاطمة المريني :» لقد سجلت المرأة في إقليم كلميم حضورا في كافة الواجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، علما بأن مختلف النساء بالحساسيات السياسية الموجودة ،مارسن العمل الجمعوي قبل السياسي، ونسجل في هذا الصدد أن قيادة النساء في عمل القرب الممثل في العمل الجمعوي أثبتت وجودها ورسخت كفاءتها، لكن فيما يخص العمل السياسي والحزبي تحديدا سجلنا نقصا واضحا نسعى من خلاله الى استدراك الأمور سيرا على المطالب السياسية والدستورية من أجل انخراط المرأة في كافة الاستحقاقات المقبلة، وللوصول الى ذلك ينبغي ان تقوم الأحزاب بدورها في التكوين والتحسيس بدور النساء تحقيقا لدستور المناصفة والمساواة.
وبخصوص المرأة الاتحادية فإننا نعمل جميعا في هذا الاتجاه انطلاقا من كون حزبنا يدعو الى تفعيل الدستور والنهوض بحقوق المرأة وتبوئها المكانة اللائقة بها في كافة مراكز القرار المحلي أولا، وفي هذا الصدد فإننا نعمل على دعم النساء بصفة عامة وخاصة القرويات لتحسيسهن بحقوقهن المدنية والسياسية ، وموازاة مع ذلك نبحث جميعا في النهوض بأوضاعن المعيشية من خلال العمل الجمعوي والتعاوني والتنسيقي مع الشركاء في الجماعات المحلية والاقليمية والجهوية.
وبخصوص عملنا الحزبي من بوابة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، فإننا نواكب كافة القوانين التي تخص الاستحقاقات المقبلة كما نواكب المعركة السياسية التي يخوضها حزبنا مع كافة الشركاء في المعارضة ضد اي منزلق يعمل على التراجع عن المكتسبات التي أحرزناها وخاصة في جانبها النسائي الذي نرفع فيه شعار تفعيل الفصل 19 من الدستور.
وبخصوص تحالفات حزبنا ، فإننا نعمل على مواكبة الاشتغال على المستوى المحلي تطبيقا للمذكرات التي نتوصل بها من المكتب السياسي لحزبنا .
وبخصوص مشاركة النساء في العمل الجماعي المحلي فإننا نسجل نقصا وحضورا باهتا للنساء ونتمنى أن تكون الاستحقاقات المقبلة مختلفة بانخراط النساء بكثافة في الترشيح والانتخاب...»
وعن سؤالنا حول المرأة والعمل الجمعوي في كلميم قالت ممثلة جمعية منتدى بدائل بكلميم عزيزة أجواليل : كانت المرأة تعيش معضلة احتكار الرجل لكافة الواجهات السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية ، وذلك ناتج عن عقلية المجتمع الكلميمي التي تنظر للمرأة الجمعوية نظرة دونية .ناهيك عن عدم وجود موارد مادية وغياب التفاعل والتشارك والمؤازرة والمساندة من بعض المسؤولين مما حال دون تحقيق التطلعات والأهداف المنشودة.
ومع التوجهات الملكية السامية وفي ظل التدبير المحلي في الاقليم والجهة والجماعات القروية منذ 2003 تم التركيز على الشباب والنساء باعتبارهم قاطرة التنمية و أساس التنمية المستدامة، استطاعت الفاعلة الجمعويه بكلميم ان تبرز كفاءاتها وبرزت الى الوجود العديد من الجمعيات بالمدار الحضري والقروي ساهمت الى حد كبير في خروج المرأة لسوق الشغل، كما فرضت وجودها في مختلف الملتقيات الوطنية والدولية مبرزة مواهبها كفاعلة الى جانب أخيها الرجل من اجل استكمال مسيرة وقاطرة النماء والانماء بأساليب تشاركية.
وفي زيارتنا لبيت المناضلة جميلة الوزاني ببوزكارن وجدنا بيتها يعج بالأطر الجمعوية والشبابية التي تتهيأ لاجتماعات تواصلية من أجل مواصلة الدفاع عن كافة المشاريع التي تنخرط فيها جميلة كمناضلة اتحادية تؤمن بثقافة القرب ،لم يتسن لنا إجراء لقاء مفصل معها ومع اطر جمعيتها المدافعة عن حقوق الانسان في كافة الواجهات التنموية والديمقراطية ، لكن حركيتها التي عجلت بخروجها من بيتها تاركة زوجها وابنتها الصغيرة التي لا تتجاوز ست سنوات، صوب مواعيد مرتبطة بها ،جعلتنا نستشف فاعليتها ونهجها الذي تعزز فيه ثقافتها الاتحادية الاشتراكية الحداثية.