احتفل العالم يوم أمس الأحد 22 مارس 2015 باليوم العالمي للماء الذي يشكل مناسبة سنوية للحديث عن أهمية توفير الماء الصالح للشرب واستهلاكه بترشيد بالنظر إلى أهميته القصوى لاستمرار الحياة والحفاظ على صحة الإنسان، وارتباطا بهذا الجانب أكد فاعلون في مجال الصحة ل «الاتحاد الاشتراكي» على أن انعدام الماء الصالح للشرب في مناطق بعينها في المغرب أو ندرته، واستعمال الماء الملوث بالمقابل، ينطوي على مخاطر صحية متعددة، ويعتبر مؤشرا غير صحي، يتطلب من كافة المتدخلين الحكوميين العمل على حلّ هاته المعضلة، مشيرين إلى أن استمرار حضور الأمراض المتسخة ومن بينها مرض الديدان المعوية، والإسهال الحاد، الذي قد يؤدي إلى حدّ الوفاة، هو نتيجة للمياه المتسخة، فضلا عن الالتهاب الرئوي وانتشار فيروسات مسببة لأمراض الجهاز التنفسي. وشدد المتحدثون على أن هناك مناطق في المغرب بدون ماء، وأخرى يتزود فيها المواطنون بخمس ليترات من الماء للفرد الواحد على مدى أسبوع، مشيرين إلى أن هذا الوضع يعتبر تربة خصبة لانتشار الأمراض، مؤكدين على أن غسل اليدين بالماء والصابون هو من أكثر الأساليب فعالية والأقل كلفة مقارنة بما تتطلبه التدخلات الطبية ومستلزماتها لتجنب انتشار أنواع كثيرة من العدوى المسببة لأمراض كالإسهال والالتهاب الرئوي المسؤولة عن كثير من حالات الوفاة عند الأطفال، كما تمكّن هاته الخطوة من تفادي الإصابة بالتهابات الجلد، والتهابات العيون، والديدان الطفيلية، والالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد، وكذا التقليص من نسب انتشار الأنفلونزا الموسمية، مشيرين إلى أن الدراسات تبرز على أن غسل اليدين يقلل نسبة الوفيات الناتجة عن الإسهال بمعدل النصف ومن الالتهابات التنفسية بمعدل الربع تقريبا، هذا في الوقت الذي تؤكد فيه منظمة الصحة العالمية على أن توفير الماء الصالح للشرب سيمكن من تقليص وفيات الأطفال بنسبة 50 في المئة. بالمقابل نجد على أن أهمية الماء هي غير مستحضرة عند بعض المسؤولين الحكوميين في المغرب، خاصة وأن هناك مراكز صحية المفروض أنها عنوان للخدمات الصحية العلاجية، والحال أنها تفتقر للمياه وللصرف الصحي، كما هو الشأن بالنسبة للمركز الصحي اكدانة بإقليم سطات، وغيره من المراكز «الصحية»، هذا في الوقت الذي أكد تقرير لمنظمة «الفاو» على أن أعداد من يعانون من نقص في الغذاء في 19 دولة بإقليم الشرق وشمال إفريقيا يناهز حوالي 44 مليون شخص أي ما يمثل 10 بالمئة من مجموع السكان، مشيرا إلى أن المغرب معني بندرة المياه، وتراجع منسوبها في السنوات القادمة، وبكونه مهدد بفقدان 50 في المئة من المياه العذبة، في حين أكد تقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، على أنه لا يمكن تلبية الحاجة المتزايدة للماء إلا عن طريق تحلية مياه البحر، وعن طريق استعمال الطاقة الريحية والشمسية.