يقود المنتدى المغربي للنساء بآسفي تجربة متميزة على مستوى إحداث و تتبع مراكز الإنصات داخل المؤسسات التعليمية ، و ذلك في إطار شراكة مؤسساتية تجمع المنتدى و نيابة وزارة التربية الوطنية بآسفي و التي أصبحت من ثمارها إحداث خمس مراكز للإنصات بالثانويات التأهيلية الحسن الثاني ، بن خلدون، الفقيه الكانوني، الخوارزمي و الهداية الإسلامية . المنتدى و في سياق تأهيل المشرفين و المشرفات على مراكز الإنصات نظم لقاءات تكوينية أشرف عليها مختصون انصبت أساسا حول تدقيق مفهوم الإنصات و أهدافه و شروطه و أدواته ، كما شملت عدة التكوين الذي استفاد منه المشرفون التعريف بالخصائص البيولوجية و النفسية و الاجتماعية للمراهقين و آليات التواصل معهم ، و كذا تأثير العنف على نفسية المعنف أو المعنفة بما في ذلك العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي . كما أطر المركز المغربي للنساء لقاءات تواصلية صحبة مختصين مع تلاميذ و تلميذات المؤسسات المستهدفة تناولت مجموعة من القضايا التربوية و المشكلات الاجتماعية و النفسية التي يعيشها المراهقون ، و ذلك بغاية تحفيزهم على الاندماج في الأنشطة التربوية و تحقيق التواصل المرغوب فيه من خلال تشجيعهم على البوح و تكسير جدار الصمت ...، اللقاءات التواصلية مع التلاميذ قاربت كذلك الإشكالات المرتبطة بالتحولات الفيزيولوجية لمرحلة المراهقة و الإكراهات المتعلقة بالتنشئة الاجتماعية و ما يتولد عنها من سلوكات تكون لها أحيانا مضاعفات سلبية في غياب الوعي بشروط فهمها و توجيهها الوجهة الإيجابية . اللقاء التواصلي خلصت إلى ضرورة تظافر مجهودات كل معني بالأمر من تلاميذ و أطر تربوية و أسر لإرساء دعائم التواصل و الحوار بعيدا عن منطق الطابوهات و مناقشة ما يعانيه التلميذ المراهق من مشاكل نفسية كالخجل و الاكتئاب و القلق و اليأس و الخوف من المستقبل ... و في إطار الأنشطة التحسيسية نظم المنتدى المغربي للنساء حملة تحسيسية بالمؤسسات المستهدفة تحت شعار جميعا من أجل مناهضة العنف المدرسي ، قدمت خلالها تمثلات التلاميذ للعنف المدرسي و أشكاله و انعكاساته التربوية و النفسية و الاجتماعية ، كما أنجز التلاميذ بالمناسبة جداريات تعبيرا منهم على رفض كل إشكاليات العنف داخل المؤسسات التعليمية . المركز المغربي للنساء بآسفي اختار ترسيخ ثقافة البوح لدى التلاميذ و التلميذات و تشجيع التفاعل الإيجابي للآباء و الأمهات مع مراكز الإنصات ، و هي تجربة متميزة تؤكد حيوية المجتمع المدني المنخرط في توفير المناخ التربوي السليم المحفز على المواظبة و المثابرة في صفوف التلاميذ.