حينما ينتقل العنف المدرسي إلى داخل الفصل الدراسي من التلميذ إلى أستاذه، فتلك طامة كبرى وعلامة لا تدعو إلى التفاؤل! فما حدث يوم الجمعة الماضي 24 دجنبر 2010 بالثانوية التأهيلية ابن زيدون بعين الشق، يعتبر مؤشرا واضحا على واقع مُر أصبحت تعرفه أقسام الدراسة بالعديد من المؤسسات التعليمية العمومية، كيف لا وقد وقف تلميذ وسط القسم بعدما نادى عليه الحارس العام، وانهال على أستاذه بوابل من السب والقذف بالكلام النابي، مهددا ومتوعدا إياه خارج أسوار المؤسسة (والله تنحيد ليك ... أو نمشي عليك 6 أشهر للحبس)! بدأت فصول هذه الحادثة، وفق مصدر مطلع، يوم الجمعة ما قبل الأخير، حين تبين لأستاذ مادة الإنجليزية عبد العزيز شرفي أن تلميذا بالثانية باكلوريا أدبي 2 لا يتوفر على أي كتاب أو دفتر، وبعد استفساره عن أدواته ومدى استعداه لهذا الدرس، رد عليه التلميذ «ما عندي والو، وما غديش نخرج، وقلب علي أوستاذ»! لم يزد تنبيه الأستاذ للتلميذ لضرورة إحضار أدواته الدراسية وعلى الأقل «دفتره» الذي سيتابع فيه درسه الجديد وتمرينه الذي سينجزه فيه، إلا «تنطعا» ! بعد نهاية الحصة أخبر الأستاذ مدير المؤسسة، هذا الأخير عمل على إخماد هذا التسيب وسعى لإعادة الأمور إلى مجاريها معتمدا فقط على اعتذار يقدمه التلميذ لأستاذه ، لكن هذا الأخير أصيب بانهيار عصبي لم تفلح معه الزيارات المتكررة للطبيب خلال الأيام الموالية ولا حتى الأدوية، مما اضطر أحد الأطباء إلى إدخاله إلى إحدى المصحات بالدار البيضاء للخضوع لعلاج مكثف . وبعد مغادرته المصحة، التحق الأستاذ يوم الجمعة الأخير بعمله، لكن عودته صادفتنفس القسم ونفس التلميذ ونفس الحالة! استدعى الأستاذ الحارس العام الذي طلب من التلميذ مصاحبته إلى الحراسة العامة، في تلك اللحظة قام التلميذ من مقعده وشرع في التلفظ بكل مفردات السب والقذف والكلام النابي تجاه أستاذه أمام مرأى ومسمع تلميذات وتلاميذ القسم وأمام الحارس العام، كل هذا داخل حجرة الدراسة. بل واستمر التلميذ في «قاموسه» هذا في ساحة المؤسسة وأمام مدير الثانوية! طلب الأستاذ، من المدير وهو في حالة نفسية جد مهزوزة حسب المصادر ذاتها ، إحضار الشرطة، المدير حاول مرة أخرى تهدئة الوضع وحل المشكل وديا رغم تعربيدة التلميذ، لكن الأستاذ بعد نهاية الحصة توجه إلى مقر الدائرة الأمنية 18 بعين الشق وتقدم بشكاية ضد التلميذ. الأستاذ الذي تعرض لوابل من السب والقذف والإهانة والتهديد خارج المؤسسة ، هو نائب الكاتب الإقليمي لنقابة التعليم (ف. د .ش) وهو أمين مال جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وقد رفعت هذه الأخيرة رسالة استنكار إلى كل من مدير المؤسسة ونائب وزارة التربية الوطنية بعين الشق تدين ما تعرض له الأستاذ عبد العزيز شرفي وتطلب من السلطات المعنية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة «لوضع حد لمثل هذه الأعمال والتصرفات الشائنة التي لا تمت للأخلاق بأي صلة» طالبة «حماية كل أستاذ داخل حجرته الدراسية وفي فضاء المؤسسة ومحيطها الخارجي». وقد ساندت الأطر التربوية لهذه الثانوية زميلها، معبرة عن استعدادها للقيام بكل أنواع التضامن معه، فيما المكتب النقابي بعين الشق التابع ل (ف د ش) قرر اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة التي يستدعيها الموقف ...