أكدت وزيرة الصحة ياسمينة بادو خلال تدخل لها في مجلس المستشارين يوم الثلاثاء 21 دجنبر على أنه بفضل الجهود المبذولة من طرف بلادنا، والإنجازات التي حققت في مجال الوقاية والرصد والتكفل المجاني بالمصابين بالسيدا، فقد استطاع المغرب أن يرتقي إلى الرتبة الأولى في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، معتبرة أن ما تجديد الدعم من طرف الصندوق العالمي لمكافحة السيدا للفترة بين 2007 و2011، إلا اعترافا بهذه الجهود. ياسمينة بادو التي كانت تقدم جوابها بشأن سؤال حول ارتفاع عدد المصابين بداء السيدا، أشارت إلى أن مجموع الحالات المصرح بها من طرف المراكز الاستشفائية منذ أوائل سنة 1986 إلى أواخر أكتوبر 2010، بلغ 3652 حالة، أي بنسبة تقل عن % 0,1، الأمر الذي وجدت فيه الوزيرة مؤشرا دالا على أن معدل انتشار هذا الداء مازال منخفضا في المغرب، وذلك نتيجة لما اعتبرته تبني مخطط استراتيجي وطني 2007-2011، والذي يساير التوصيات الدولية في هذا الشأن، والذي انخرطت فيه عدة قطاعات حكومية (وزارة الصحة، التربية الوطنية، الشبيبة والرياضة، المندوبية العامة للسجون، الشغل والتكوين المهني، الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة الفلاحة) من جهة، والمجتمع المدني من جهة أخرى. ووقفت الوزيرة عند هذا المخطط الاستراتيجي الوطني، الذي اعتبرت أن المغرب استطاع عبره تحقيق عدة منجزات من بينها : تعميم العلاج الثلاثي مجانا على نطاق واسع لجميع الأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا(بعقاقير مضادة للفيروسات القهقرية) وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، بحيث أن ما يقارب 3.000 مصاب بالسيدا، يتلقون العلاج بهذه العقاقير، بالموازاة مع برنامج للدعم النفسي والاجتماعي لكل المصابين منذ سنة 2009. العمل بالعلاج الاستبدالي بالميتادون METHADONE لمتعاطي المخدرات بالحقن. كما أكدت الوزيرة أنه تفعيلا لسياسة القرب، فقد تم تعميم الفحص بواسطة الكشف السريع في المراكز الصحية للعلاجات الأساسية، بالإضافة إلى مراكز المنظمات غير الحكومية، وقد بلغ عدد هذه المراكز 70 مركزا موزعة على مختلف مناطق المملكة. إضافة إلى اعتماد منظومة العلاج على مركزين مرجعيين جامعيين بالرباط والدارالبيضاء، و 6 مراكز مرجعية جهوية متواجدة في كل من مراكش، أكادير، فاس، مكناس، طنجة، ووجدة، حيث يتم التكفل مجانا بحاملي الفيروس فيما يخص الجانب السريري، وتوفير الأدوية والتتبع البيولوجي للعلاج. أشارت ياسمينة بادو إلى أهمية تعزيز البرامج الوقائية لتشمل 400 ألف شاب وامرأة و50 ألف شخص من الفئات أكثر عرضة لهذا المرض، مع إنجاز 45 ألف اختبار لفيروس السيدا ومجانا وباسم مجهول. والزيادة في الميزانية السنوية المخصصة حاليا في مكافحة السيدا لتبلغ 18 مليون درهم بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية. مع تعزيز الشراكة مع المجتمع المدني عبر الانفتاح على المنظمات غير الحكومية مع إدماج الوقاية من السيدا في برامج التنمية والجمعيات المحلية.