تعيش العديد من الأحياء البيضاوية خلال أيام عاشوراء، على إيقاع المفرقعات و«الشهب النارية» بمختلف أنواعها وأشكالها، والتي تُتداول في مجموعة من الأسواق، أو المحلات، رغم حملات السلطات السالفة التي استهدفت وضع حد لترويج هذه «المواد»، التي تشكل خطرا على «مقتنيها» وكذا المارة، إضافة إلى إزعاج الساكنة إلى ساعات متأخرة من الليل! للإقتراب أكثر من هذه «الظاهرة المقلقة»، قمنا بجولة بمجموعة من شوارع وأزقة الحي المحمدي، فكان لنا حديث مع أحد الفتيان من ضحايا هذه المفرقعات. يقول رضوان: «أذكر ذلك اليوم جيدا، وبالضبط السنة الماضية ، حين كنا نلعب نحن أطفال الحي بهذه المفرقعات عبررميها على بعضنا البعض، ولسوء حظي رمى بإحداها أحد الأطفال على عيني اليسرى مباشرة لأفقد بعدها البصر على مستوى هذه العين، مما أحدث لي صدمة قوية نفسيا وجسديا، حيث ندمت على اللعب بهذه المواد الخطيرة» . تركنا رضوان ، وتوجهنا الى إحدى أزقة الحي المحمدي، التي تعد محطة للأطفال الراغبين في اقتناء هذه المفرقعات ، فكان لنا حديث مع أحد الباعة بالتقسيط والجملة الذي قال... «منذ مدة طويلة وأنا أبيع هذه المفرقعات، خاصة خلال مناسبة عاشوراء، التي تكثر فيها عملية البيع. فأغلب أبناء الحي يشترون من عندي، سواء بالجملة أو التقسيط، حيث أعمل على جلب هذه المواد من أحد المحلات بدرب عمر الذي أتعامل معه منذ سنوات. خلال الفترة الأخيرة بدأت عملية البيع بيننا تتم بطريقة سرية نظرا للحملات التي تُشن ضد هذه المواد، ولأخذ المزيد من الاحتياط يكون التعامل بيننا بكلمات سرية، فمثلا إذا أراد أي شخص اقتناء هذه المواد لا يتم البيع إلا بقول الكلمة المتداولة بيننا» مضيفا «وبالنسبة للشهب النارية، فإن اقتناءها يتم طيلة السنة، ويكون الطلب عليها متزايدا، خاصة في لقاءات الديربي بين الوداد والرجاء، حيث يتم إشعالها داخل المدرجات بغية التعبير عن الفرح..»! هكذا، يتضح، أنه رغم الحملات التي تنظم للقضاء على ترويج «المفرقعات» التي كثيرا ما تحولت لحظات لعب طفولية بها، إلى «مآسٍ»، يذهب ضحيتها الكبار والصغار، نتيجة حدوث إصابات خطيرة ، تتلوها عاهات مستديمة، يتمكن البعض، بطرق عدة، من الإبقاء على أسباب الخطر قائمة، من خلال إمداد صغار السن ب«لُعب» نارية لا يدركون حقيقتها، وفي غياب شبه تام لمراقبة الآباء، وكذا الحملات التحسيسية من قبل المؤسسات التربوية والجمعيات المعنية بشؤون الطفولة!