اعلن مفاوض فلسطيني أمس ان الولاياتالمتحدة اقترحت مجددا على الفلسطينيين الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل. وقال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية ان «الولاياتالمتحدة اقترحت علينا مجددا مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل, وهذا معناه انه ليس لديهمشيء يقدموه». واستبعد اشتية ان تنجح هذه المفاوضات لان «المفاوضات بشكلها الثنائي يجب اعادة النظر بشأنها فعلى مدار19 عاما من المفاوضات كانت العثرات اكثر من الانجازات، والمسار التفاوضي في تراجع مستمر ولا يتقدم». واضاف «لا يعقل ان تبقى الولاياتالمتحدة بلا موقف وتترك الاطراف تتفاوض الى ما لا نهاية، بل مطلوب من واشنطن دور واضح ونريد ان نعرف هل هي وسيط ام حكم ام ميسر للمفاوضات». وتابع «مطلوب من الادارة الأمريكية ايضا ان تستخدم وزنها الاقتصادي والسياسي وعلاقاتها مع اسرائيل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وان تجبر اسرائيل على ان تعلن ان نهاية المفاوضات انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام1967 ». وطالب اشتية بان تقدم الادارة الامريكية «ضمانات» للجانب الفلسطيني. وقال «مطلوب من واشنطن ضمانات للشعب الفلسطيني وقيادته, وان تعلن استراتيجية واضحة منها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام1967، او ان تعلن ان نهاية المفاوضات اقامة دولة على حدود1967 وعاصمتها القدسالشرقية». وشكك المفاوض الفلسطييني بقدرة الولاياتالمتحدة على انجاح مفاوضات غير مباشرة. وقال «اذا كانت الولاياتالمتحدة غير قادرة على وقف الاستيطان، فهل بامكانها اعادة القدسالشرقية الى الشعب الفلسطيني؟.» وعلى الجانب الإسرائيلي حذر وزير اسرائيلي من حزب الليكود من ان حكومته غير مستعدة لبحث مواضيع جوهرية في النزاع مع الفلسطينيين تحت ضغوط المهل الزمنية وذلك ردا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وقال وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اردان الذي يعتبر مقربا من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو «ليس من المنطقي ولا هو في مصلحة اسرائيل التفاوض مع ساعة توقيت في اليد». واضاف ان رئيس الوزراء «سيواصل العمل من اجل السلام على الا ينطوي ثمنه بالطبع علىتهديد لوجود ومستقبل اسرائيل». واستبعد انسحابا شاملا من الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةالمحتلة باعتبار ان هذه الاراضي يمكن ان تصبح قواعد لاسلاميين متحالفين مع ايران من اجل شن هجمات ضد اسرائيل. وانتقد في الوقت نفسه موقف وزير الدفاع ايهود باراك الذي تحدث في واشنطن عن فكرة تقسيم في اطار تسوية سلمية، وهي وجهة نظر متعارضة مع وجهة نظر بنيامين نتانياهو. وقال باراك «القدس ستناقش في النهاية (...) القدسالغربية واليهود (الاحياء اليهودية) لنا والاحياء العربية التي يسكنها لاجئون لهم وحل تفاوضي للاماكن المقدسة». وحول هذه المسألة رد اردان ان ايهود باراك «لا يمثل لا الحكومة ولا رئيس الوزراء » في المقابل هدد وزير التجارة والصناعة العمالي بنيامين بن اليعازر بانسحاب حزبه من الحكومة في حال «جمود مفاوضات السلام» بسبب تصلب اسرائيل. وقال للاذاعة «لن يكون لنا مكان في اي حكومة ان لم يكن هناك عملية سلام»، معتبرا اناسرائيل «لا تملك سوى القليل جدا من الوقت»«لتقدم مقترحاتها لتسوية كما طالبت كلينتون. وكانت كلينتون اقترحت الجمعة استئناف المفاوضات غير المباشرة لاخراج عملية السلام الفلسطينية-الاسرائيلية من الطريق المسدود، ودعت الى بداية جديدة لعملية السلام، مطالبة الجانبين بمعالجة القضايا الاساسية «بدون تأخير». ودعت الوزيرة الامريكية الاسرائيليين والفلسطينيين الى معالجة القضايا الاساسية التي تشكل موضوع النزاع بينهم حتى اذا لم يوافقوا على عقد لقاءات وجها لوجه لان الفلسطينيين يطالبون بوقف الاستيطان اولا. وتسعى الولاياتالمتحدة لحمل الطرفين، كل على حدة مع الولاياتالمتحدة، على التركيز على المسائل الاساسية للتوصل الى اتفاق سلام: مسالة الحدود ووضع القدس واللاجئين ومصير المستوطنات النهائي. وبعد اكثر من سبعة عشر عاما على اطلاق عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية في اوسلو لا تزال مواقف الاسرائيليين والفلسطينيين متباعدة جدا حول هذه المسائل. وقالت كلينتون ان «الولاياتالمتحدة لن تكون شريكا متفرجا». واضافت «سندفع الطرفين الى عرض مواقفهم من القضايا الاساسية بلا تأخير وبالتفصيل.» وتابعت «سنعمل على الحد من الخلافات عبر طرح اسئلة صعبة وانتظار اجوبة حقيقية. وكذلك وفي حواراتنا الخاصة مع الاطراف سنقدم افكارنا ومقترحات لردم الهوة اذا احتاج الامر». واوفدت واشنطن لهذه الغاية المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل في جولة جديدة حيث يلتقي الاثنين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.