أجمع مثقفون فلسطينيون ضمّهم لقاء تأبيني نظمه ملتقى الفيلم الفلسطيني في غزة الاثنين الاخير، على أن الراحل الكبير عبد الله حوراني الذي توفي في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، كان علامة بارزة في مسيرة الشعب الفلسطيني المعاصرة ثقافياً وفكرياً وسياسياً، وأنه نجح في إضفاء بعد قومي عروبي على القضية الفلسطينية من خلال جهوده العظيمة التي بذلها في الدول العربية التي حل بها طوال غربته القسرية عن وطنه، وأن فقدانه يعتبر خسارة فادحة للشعب الفلسطيني والأمة العربية. وشارك في اللقاء الكاتب والروائي غريب عسقلاني رئيس اتحاد الكتاب في غزة والكاتب والروائي توفيق أبو شومر والفنان التشكيلي فايز السرساوي والناقد ناهض زقوت مدير المركز القومي للدراسات والتوثيق الذي أسسسه ورأسه حوراني حتى وفاته والإعلامي السينمائي محمود روقة بالإضافة إلى المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس ملتقى الفيلم وحشد من المثقفين والفنانين والإعلاميين. وافتتح اللقاء المخرج مهنا بكلمة موجزة عن حوراني، وقرأ الجميع الفاتحة على روح الفقيد، ثم تحدث زقوت عن حياته خاصة وأنه لازمه من خلال عمله في المركز القومي منذ تأسيسه عام 1997 وحتى وفاته. وأشار زقوت إلى أن حوراني بقي مسكوناً بقريته المسمية التي هجر وعائلته منها عام 1948 حتى آخر يوم في حياته، وهو من مواليد عام 1937 واستقر وأسرته بعد الهجرة القسرية في مدينة خانيونس واشتغل في التدريس قبل أن يبعد إلى خارج الوطن ليستكمل مشواره الوطني والحياتي بالعمل في العديد من الدول العربية، وتم انتخابه عضواً في المجلس الوطني وعضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ليصبح فيما بعد عضواً في لجنتها التنفيذية إلى أن استقال احتجاجاً على اتفاق أوسلو، وكان رئيساٍ وراعياً لدائرة الثقافة والإعلام في المنظمة. واستذكر غريب عسقلاني في الراحل حوراني أنه شخصية فاعلة ويعتبر ذاكرة فلسطينية ذهبية، وهو واحد من جيل المثقفين الفلسطينيين الواعين المؤدلجين أمثال غسان كنفاني وماجد أبو شرار وناجي علوش وناجي العلي وآخرين. وتحدث السرساوي عن المناقب الأخلاقية لدى حوراني وفي مقدمتها أدب الاختلاف واحترام الآخرين، بينما تحدث روقة عن جهوده في مساعدة الطلبة الفلسطينيين على الالتحاق بالجامعات، ودوره في دعم الثقافة والفن، فيما تناول أبو شومر شخصية المدرس في حوراني معتبراً أنه بقي مدرساً حتى وفاته. وأشاد هؤلاء المثقفون بجهود حوراني في حمل لواء قضية اللاجئين والنضال من أجل حق العودة ودعمه اللامحدود للتجمعات التي تنادي بهذا الحق.