شوهدت سيارات الإسعاف ، عشية يوم أول أمس الثلاثاء، وهي تغدو وتروح قاطعة المسافة بين البراهمة (الحفرة) ودواوير صفيحية أخرى، وبين المستشفى الإقليمي للمحمدية، ناقلة مواطنين، تقول مصادرنا، أنهم أصيبوا بحالات إغماء فقدوا معها وعيهم. البعض من المواطنين رفضوا، تؤكد مصادرنا، كل الحلول التي طرحتها السلطات، واعتبروها حلولا ترقيعية وغير ناجعة ترتفع حدة الاحتقان ويزداد سخط المتضررين من فيضانات المحمدية الأخيرة، خصوصا في صفوف بعض المواطنين الذين وجدوا أنفسهم عرضة للخلاء كمأوى، يقضون فيه ساعات الليل والنهار بلا نوم وبلا راحة. الأمر الذي نتج عنه عياء كبير أصاب المسنين والأطفال، وأدى بالكثير منهم إلى السقوط مغمى عنهم! شوهدت سيارات الإسعاف ، عشية يوم أول أمس الثلاثاء، وهي تغدو وتروح قاطعة المسافة بين البراهمة (الحفرة) ودواوير صفيحية أخرى، وبين المستشفى الإقليمي للمحمدية، ناقلة مواطنين، تقول مصادرنا، أنهم أصيبوا بحالات إغماء فقدوا معها وعيهم. البعض من المواطنين رفضوا، تؤكد مصادرنا، كل الحلول التي طرحتها السلطات، واعتبروها حلولا ترقيعية وغير ناجعة، وفضلوا، في مقابل ذلك، عدم مغادرة محيط سكنهم الذي تغمره الأوحال والمياه، ويستحيل معه توفير شروط الإيواء والنوم، آخدين قرارا بمواصلة المكوث في الحي بدون نوم أو راحة، فيما استقبل آخرون تلك الحلول بالقبول مجبرين ومعهم أطفالهم، حيث اختاروا التنقل للمؤسسات التعليمية والاجتماعية التي وضعت رهن إشارتهم. ففي جماعة الشلالات مثلا ،كما في دواوير وأحياء صفيحية أخرى تضررت بحجم كبير، دفع الوضع السيء الذي يواجهه السكان المتضررون، إلى توسيع دائرة السخط والاحتقان، خاصة أن معاناتهم ازدادت بعد اعتقال ستة شبان وإحالتهم على جنايات محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، وهو الأمر الذي زاد من إشعال فتيل الفتنة وخلف ردود فعل غاضبة، كان من نتائجها سلوكيات عنيفة أصيب خلالها مستشار جماعي بجروح، كما تعرضت مقاطعة إدارية للرجم بالحجارة، إضافة إلى اعتراض سبيل أي مسؤول من السلطتين المحلية أو المنتخبة، ومنعه من ولوج محيط الأحياء المتضررة. بعض المواطنين آخذوا بشدة على المنتخبين تقاعسهم وعدم أخد أية مبادرة لمساعدتهم في محنتهم، وبعضهم أكد على أنه ليلة الفيضانات، وجدوا أنفسهم معزولين ووحيدين في مكافحة خطر المياه المتدفقة بكثرة، ومنهم من حاول الاتصال ببعض المستشارين لكن دون جدوى. نفس الحالة شهدتها أحياء حضرية بمدينة المحمدية، حيث يحكي سكان حي الحسنية 1، الذين فاجأتهم أمطار الفيضان واقتحمت منازلهم، أنهم استغربوا غياب دعم كل الجهات وتقاعسها عن مساعدتهم، بل إن مجموعة من شبان الحي، وأمام استحالة وصول رجال الوقاية المدنية لحيهم، بادروا إلى طرق باب منزل أحد المستشارين الجماعيين يسكن في نفس الحي، ويحمل مسؤولية في مكتب المجلس، طالبين منه الاتصال بمصالح البلدية من أجل استغلال بعض آلياتها في شفط المياه، لكنه رد عليهم بالقول وهو يطل من نافذة منزله بالطابق الثاني: «اتصلوا بشركة ليدك.. ماشي شغل البلدية هاد الشي.. »! صدم الرد شبان الحي، وهمسوا فيما بينهم «أخلاقيا على الأقل، ألم يكن من الواجب على ممثلنا في المجلس الانخراط معنا في عملية التكافل والتضامن التي شكلها جيران الحي لمساعدة بعضهم البعض، بدل الاكتفاء بالوقوف متفرجا من نافذته ثم الرجوع لفراش نومه وكأن شيئا لم يحدث؟». شاب من نفس الحي حكى أنه اتصل على الرقم 15، ليجيبه مستقبل مكالمته: «احنا خاصنا من يعتقنا من الفيضان.. راه مقر الوقاية المدنية غارق بدوره في المياه.. عولوا على راسكم آصاحبي..». في جانب آخر، وأمام صعوبة عملية شفط المياه في البراهمة (الحفرة)، تقرر، تؤكد مصادرنا، منح الأولوية لسكان هذا الحي في الاستفادة من برنامج إعادة إيواء قاطني دور الصفيح، بشراكة مع مؤسسة العمران. وينتظر، في هذا الباب، البدء في عملية نقل السكان لشقق تابعة للعمران، ابتداء من الأسبوع القادم.