تدفقت التصفيقات من كل أرجاء قاعة الوزراء لحظة استقبال الفنان الأمريكي جيمس كين مساء الأحد الماضي في حفل التكريم الذي خصه به مهرجان مراكش في دورته العاشرة . جيمس كين الذي يذكر له الجمهور المغربي أداءه الرائع في شريط «لوبران» من خلال دور سوني كوريولي، بدا متأثرا بقيمة هذه الالتفاتة، وهو يتلقى تذكار التكريم من يد عملاق آخر ارتبط اسم مساره السينمائي به هو فرنسيس فورد كوبولا الذي قال عنه «جيمس كين في بداية مساري وفي نضجه وفي لحظاته التراجيدية .. و عند تقاطعها كان دائما جيمس مصدر فرحي طيلة 45 سنة ..» أما جيمس فتدفقت من فمه عبارات الحب والتقدير للمغرب والمغاربة. اسم «جيمس كين» يغطي مسارا متشعبا ومعقدا، فالرجل الذي ولد في 1940 بحي برونكس وأمضى شبابه بحي كوينز بنيويورك، رفض أن يرث عن والده مهنته كجزار، فالتحق بجامعة ميشكان لدراسة الاقتصاد وسنه لا يتجاوز 16 سنة، وانضم إلى فريقها لكرة القدم، ثم اختار التخصص في العلوم القانونية بجامعة هوفسترا للحقوق. وخلال عطلة دراسية قصيرة لا تتجاوز أسبوعا واحدا اجتاز بنجاح مباراة للالتحاق بمدرسة المسرح نابيرهود تحت إشراف سانفورد ميسنر. واختير لأربعة أدوار يؤديها على المسرح، فكان أول ظهور له سنة 1961 في عرض «لاورند» لأرتير شنيتزلر. وشارك بعدها في عدد من السلسلات التلفزيونية. وحصل على أول دور له في السينما سنة 1965 في فيلم «الخط الأحمر» لهوارد هاوكس . وفي سنة 1971 ترشح لجائزة إيمي إثر التميز في الدراما التلفزيونية «أغنية براين» لبوز كوليك. ترشح بعدها في 1973 لنيل جائز الأوسكار لأحسن ثاني دور عن تجسيده لشخصية سوني كورليوني في فيلم «العراب» لفرانسيس فورد كوبولا. وفي سنة 1974 منحته الجمعية الوطنية لأرباب القاعات السينمائية جائزة عن دوره في فيلم «المقامر» لكاريل ريز. وفي سنة 1980 سجل جيمس كين حضوره القوي في المسرح من خلال مسرحية «الشاهد المستحيل». وواصل أداؤه السينمائي من خلال متوالية من الروائع من بينها«الساحات» لجيمس كراي و «طريق العنف» لكريستوفر كراي و«دوكفيل» لراس فون تريي .. اليوم الثالث من المهرجان تميز بتواصل عرض الأفلام المشاركة في المسابقة بتقديم شريط «ما وراء السهوب» للمخرجة البلجيكية فانيا دالكانترا، وشريط روزا مورينا للمخرج البرازيلي كارلوس أوكيستودي أوليفيرا الذي يدور حول حلم رجل بميولات مثلية بتبني طفل يمنح معنى لمجهوده في الحياة، فيضطر لإشباع هذا الحلم إلى الرحيل من الدنمارك إلى البرازيل لاقتناء طفل من إحدى الأمهات الفقيرات التي تضطر تحت ضغط البؤس إلى بيع طفلتها، ليدخل في سلسلة من المغامرات تجعله ينفق كل مدخراته من أجل الحصول على الطفلة . واعتبر جمهور المهرجان أن مستوى الأفلام المعروضة في اليوم الثالث قد تحسن بالمقارنة مع تلك التي عرضت في إطار المسابقة يوم السبت الماضي، ويعود ذلك إلى تميزها بانسيابية في السرد، الشيء الذي مكن الجمهور من تملك فكرة الفيلم عبر تطور درامي واضح حكم أطوار الشريطين، ناهيك عن اختيار جدي لقضايا مؤثرة جعلا منها موضوع اشتغالهما. برنامج صباح يوم الاثنين تضمن عرض 14 فيلما قصيرا مشاركا في مسابقة المدارس السينمائية. وفي المساء تم استئناف تقديم الأفلام المشاركة في منافسة الفيلم الطويل بعرض شريط مملكة الحيوان للمخرج الاسترالي ديفيد ميشود وتشخيص جيمس فريش فيل وكاي بيرس وبين ميندلسون وجويل إدكرتون ولورك فود وجاكي ويفر، ثم شريط كارما للمخرج السيريلانكي براسانا جاياكودي المزداد سنة 1968 وتشخيص ميشيل هرفيت وجاكات ماني وارنا وناديكا كوروجي. هيمنة الأفلام الأمريكية بساحة جامع الفنا امتدادا لتقليد رسخه المهرجان عبر دوراته السابقة تجمع الآلاف من المتفرجين بساحة جامع الفنا لتتبع الأفلام المقترحة في هذه الدورة والالتقاء بنجوم عالم السينما، الدورة العاشرة برمجت عشرة أفلام تم إنتاجها مابين 1975 و2008، وتتنوع مدارسها وجودته وجاذبيتها، لكن الجميل في عروض الساحة هو الفضاء الذي تتأموج فيه أفواج من رواد الساحة ممن تستهويهم خصوصية الساحة وأسطوريتها والمستقطبين من أبناء المدينة الذين لا تسمح ظروفهم في ولوج المركز الرسمي للمهرجان بقصر المؤتمرات.. كثيرون لا تهمهم هذه الأفلام بقدر ما ينتطرون أن يسوق لهم حظهم نجما سينمائيا دون أن تهم جنسيته المهم أن يكون لهم شرف التقاط صورة تذكارية مع هذا النجم.. وهناك من لهم مآرب أخرى (....) . الوقوف بالساحة والحرص على المتابعة، وفي نفس الوقت اليقظة التامة مع أي طارئ أو من نشال محتمل.. خاصة أن الساحة تعج بممتهني هذه الحرفة، وبالتالي فأخذ مكان بين الواقفين أمام الشاشة الكبرى بساحة الفناء تعد بحق مغامرة جميلة.. طبعا حكايات الساحة مع روادها طويلة وممتعة حتى وإن كانت فيها بعض المأساة فإنها تترك لدى الزائر ذكرى جميلة.. إذن الجمهور المراكشي بساحة جامع الفناء يلتقي بأفلام لها أهميتها من ضمنها الفيلم البريطاني«كريستوك، أسطورة طرزان سيد القردة 3 الذي تم إنتاجه سنة 1984 وأخرجه هيك هيدسون وكتب سيناريوه: روبير تاون ومايكل أوستن ومن أبرز ممثليه كل من كريستوف لومبير، و إندي ماك دويل، وجيمس فوكس ، وأيان هولم.. والفيلم الفرنسي، «ميتروالأنفاق» الذي أنجز سنة 1985 وهو من8إخراج «لوك بيسون» والسيناريو جماعي من لوك بيسون، بيير جوليفي، ألان لو هنري، مارك بيريي وصوفي شميت، وقام بالتشخيص : كريستوف لومبير، إيزابيل أدجاني، ريشارد بورينكر، جون بيير باكري.. هناك أيضا الفيلم الإنجليزي الأمريكي «الرجل الذي أراد أن يكون ملكا » الذي أنجز سنة 1975 وهو من إخراج جون هيوستن وكتب سيناريوه كل من جون هيوستن و كلاديس هيل من رواية لروديارد كيبلينك، وشارك في التشخيص فيه كل من شين كونري، مايكل كين، كريستوفر بلومر، العربي الدغمي .. الفيلم الأمريكي أماديوس المنجز سنة 1984 برمج أيضا ضمن عروض ساحة جامع الفناء، وهو من إخراج ميلوس فورمان وكتب السيناريو بيتر شيفر وقام بالتشخيص كل من توم هولس، ف. موراي أبراهام، إليزابيت بيريدج، سيمون كالو.. الولاياتالمتحدة حاضرة بقوة بالساحة من خلال فيلم «سرعة» المنجز سنة 1994 وهو من إخراج يان دي بونت والسيناريو ل كراهام يوست . التشخيص قام به كل من: كيانو ريفز، دونيس هوبير، سوندرا بيلوك، جيف دانيلس .. السينما الأمريكية مهيمنة بالساحة، فهناك أيضا الفيلم الأمريكي «العميل» الذي تم إنجازه سنة 1994 وهو من إخراج «جويل شوماخر» وكتب سيناريوه كل من أكيفا كولدسمان و روبير كيتشيل وشخص أهم أدواره سوزان ساراندون، تومي لي جونز، ماري- لويز باركر، أونتوني لاباكليا .. ثم فيلم«كوبلاند» الذي أخرجه جيمس مانكولد أما السيناريو فكان ل جيمس مانكولد وقام بالتشخيص سيلفستر ستالون، روبير دي نيرو، هارفي كيتل، راي ليوتا.. وفيلم أجنحة الجحيم الذي أنجز سنة 1997 وهو من إخراج سيمون ويست والسيناريولسكوت روزنبركو تشخيص كل من نيكولاس كيج، جون مالكوفيتش، جون كوزاك، فينك راميس.. المراكشيون لهم عشق خاص للسينما الهندية إلى درجة أن بعض أهل الحلقة يحكون عن أفلام هندية، بل ويقلدون أغانيها، ومن هنا تأتي أهمية برمجة الفيلم الهندي« ديفداس» المنجز سنة 2003 وهو من إخراج سانجاي ليلا بهنسالي وكتب سيناريوه كل من براكاش كاباديا و سانجاي ليلا وبهنسالي» وقام بأهم أدواره الممثلون شاروخ خان، إشواريا راي، مادوري ديكسيت، جاكي شروف.. أما فرنسا التي تكرمها الدورة العاشرة للمهرجان فإنها حاضرة بفيلم ثان في ساحة جامع الفناء ويتعلق الأمر بفيلم «مرحبا بكم عند الشتي» الذي تم إنتاجه سنة 2008 أخرجه داني بون وأنجزسيناريوه كل من فرانك مانيي، ألكسندر شارلو و داني بون وقام بالتشخيص: داني بون، كاد ميراد، زوي فيليكس، لين رينو.