لم تشكل مدينة الصويرة الاستثناء على مستوى الاضطرابات الجوية التي عرفتها مختلف مدن وجهات المملكة، وكانت بالتالي عرضة لرياح عاصفية وأمطار غزيرة منذ صباح يوم السبت 27 نونبر 2010 . أولى ضحايا هذه الاضطرابات الجوية امرأة في سن الرابعة والخمسين من عمرها سقطت من أعلى سطح منزلها المتواجد بدرب العلوج بالمدينة العتيقة بسبب قوة الرياح التي كانت تهب صباح يوم الثلاثاء 30 نونبر 2010 . الضحية لفظت أنفاسها لدى وصولها إلى المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة . مساء نفس اليوم، لقي شاب في الخامسة والعشرين من عمره حتفه غرقا اثر محاولته عبور وادي اكزي بمنطقة ايت داوود بإقليم الصويرة حوالي الساعة الحادية عشر ليلا. الأمطار الغزيرة أغرقت، كالعادة، اغلب الأحياء السكنية والممرات والطرقات والشوارع بمدينة الصويرة بما فيها نقط جديدة لم تكن عرضة لهذا النوع من الاحتباس في السابق. الشيء الذي اضر بحركة التنقل داخل الوسط الحضري في ظل رفض فئة من سائقي سيارات الأجرة إركاب المواطنين الذين ظل الكثير منهم تحت المطر بسبب هذا الموقف اللاقانوني. شهادة احد المواطنين الذي اتصل بالجريدة في حالة غضب شديد تحكي عن معاناة مواطن خرج رفقة ابنه الصغير من الحمام العمومي لحي الرونق حيث ظلا تحت الأمطار الغزير لزوال يوم الاثنين لمدة تتجاوز النصف ساعة في انتظار سيارة أجرة تقبل بإركابهما بثيابهما المبللة. المواطن من شدة خوفه على ابنه تملكته حالة غضب شديدة وبدأ في الصراخ ليتجمهر حوله المواطنون الذين عبروا عن عميق استنكارهم لسلوك فئة من سائقي سيارات الأجرة والغريب تماما عن أخلاق ساكنة مدينة الصويرة. من جديد إذن، تعاني مدينة الصويرة من رداءة شبكة التطهير السائل رغم كل ما صرف من ملايير لتأهيلها بالموازاة مع تهالك شبكة الطرق التي غطتها البرك العملاقة وأصبحت تشبه أفخاخ الفيلة بالنسبة لسائقي السيارات الذين يسيرون على غير هدى بطرق المدينة وأزقتها الكارثية. خلال نهاية الأسبوع كذلك، وتزامنا مع بداية حملة تساقط الأمطار، تواردت على الجريدة شهادات المواطنين يحكون عن مشهد كارثي يعرفه مسجد بن يوسف المتواجد بالمدينة العتيقة، هذا المسجد التاريخي ذي الوضع الاعتباري الخاص بالمدينة والذي خضع لعملية ترميم بقيمة عدة ملايين من الدراهم، فضحت التساقطات المطرية الأخيرة عيوب سقفه الذي بدأت تقاطر منه الأمطار على رؤوس المصلين الذين لجأوا إلى استعمال الأواني المخصصة للوضوء لتجميع المياه المتقاطرة. في المقابل عرفت حركة التمدرس اضطرابا ملحوظا بالإقليم بسبب فيضان مجموعة من الأودية بكل من حاحا والشياظمة وهو الأمر الذي أدى إلى قطع مجموعة من الطرق الجهوية بالإقليم قبل أن تستعيد حركة السير وضعها العادي صباح يوم الأربعاء 01 دجنبر 2010 في اغلب المحاور الطرقية.