العداء السافر للمغرب الذي أبان عنه الحزب الشعبي بعد أحداث الشغب والتخريب التي شهدتها مدينة العيون ، وتسخير هذا الحزب لعدد من وسائل الإعلام والجمعيات لتصعيد الحملة ضد بلادنا ، ومحاولة زرع الكراهية للمغرب وسط الرأي العام الإسباني ، يعتبر امتدادا لسياسة الحزب ومواقفه التي تؤطرها خلفيته التاريخية والإيديولوجية . فالحزب الشعبي هو امتداد للفرانكاوية ويعبر في مختلف تحركاته عن أسوأ أوجه تطرف اليمين، ولعل مواقفه العدائية ضد المهاجرين المغاربة القاطنين بإسبانيا خير دليل على عنصرية هذا الحزب . فخلال رئاسة الحزب للحكومة الإسبانية شهدت العلاقات الإسبانية المغربية أزمات عديدة ، حيث كان أثنار يستغل أي حدث للهجوم على المغرب ، في قضايا مثل الهجرة والصيد البحري ...إلخ ، وهو ما سيدفع بالمغرب سنة 2001 إلى سحب سفيره بمدريد. وفي يوليوز 2002 اندلعت أزمة جزيرة ليلى المغربية ، عندما أمر أثنار بمداهمة الجزيرة الصغيرة بعد أن أقام المغرب هناك مركزا للمراقبة ، وقد أدى ذلك التصرف الأرعن إلى مواجهة دبلوماسية وسياسية حادة بين الطرفين وقام الطيران الاسباني بخرق الأجواء المغربية عدة مرات في محاولة لاستفزاز المغرب وجره إلى الرد ، غير أن التدخلات الدولية ، وعلى رأسها الأمريكية ، أدت إلى نزع فتيل الأزمة . وبعد خسارة الحزب لانتخابات 2004 بعد مسارعة أثنار إلى اتهام حركة إيتا بالوقوف وراء تفجيرات مدريد، حيث لا يتم الربط بين هذه التفجيرات ومشاركة إسبانيا في الحرب على العراق ، صعد الحزب حملته ضد المغرب ، موحيا بأن الرباط ساهمت في إسقاطه في هذه الانتخابات . السنة الجارية ، أصبح استعمال الحزب لورقة المغرب في السباق الانتخابي تدريبا يوميا لزعمائه ، تحركه في ذلك قناعة بأن العداء للمغرب ورقة رابحة للعودة إلى قصر لامونكلوا وبالعودة إلى بعض الأحداث التي شهدتها السنة الجارية ، نجد أن الحزب الشعبي بصدد تنفيذ مخطط عدائي غير مسبوق ضد المغرب. ففي الصيف الماضي ، عندما اندلعت أزمة بين البلدين بعد الاعتداءات المتكررة على المواطنين المغاربة بنقطة الحدود الوهمية بمليلية المحتلة ، استغل الحزب الشعبي هذه الأزمة لتصعيد التوثر بين البلدين ، في الوقت الذي اختارت الرباطومدريد أسلوب الحوار لتجاوز التوثر . وهكذا وفي الوقت الذي كانت الاتصالات مستمرة بين حكومتي البلدين ، وفي خطوة استفزازية قام خوسي ماريا أثنار بزيارة مليلية المحتلة حيث توجه إلى نقطة الحدود الوهمية ، مدفوعا بالحنين إلى أيام المواجهة مع المغرب بسبب جزيرة ليلى، وصرح بأن مليلية المحتلة تعيش في ظل أجواء من «التحرش والإهمال» ، وهو ما اعتبر هجوما مزدوجا على المغرب وحكومة ثاباطيرو ، معلنا « تضامنه» مع شرطة الحدود الوهمية التي زعمت أنها تعرضت إلى استفزاز نشطاء مغاربة. وقد اعتبرت حكومة ثاباطيروأن هذه الزيارة « خيانة للحكومة ولإسبانيا» مضيفة أنها لا تساعد على إيجاد حل للمشكل القائم ، وأنه ، أي أثنار ، يعلم أن زيارته لا تدفع باتجاه هذا الحل. من جانبه طالب المسؤول عن التواصل بالحزب ، إستيبان غونزايز ، باحتلال الممر الفاصل بين بني انصار ونقطة الحدود الوهمية مع مليلية المحتلة ، مطلقا شعارات استفزازية تهدف إلى فتح مواجهة بين البلدين . وبعد انفراج الأزمة ، سيقوم ، في شتنبر الماضي ، رئيس الحزب ماريانو راخوي ، في خطوة استفزازية أخرى بزيارة لمليلية المحتلة بمناسبة مرور 513 سنة على احتلالها وذلك للتأكيد على « إسبانية المدينة» ول«دعم ومساندة سكانها» كما قال. ومؤخرا أعلنت مصادر بسبتة المحتلة أن راخوي ، وإمعانا في التحرش ببلادنا سيقوم بزيارة للثغر المحتل في أواسط شهر دجنبر الجاري.