احتشد مئات الأشخاص من أقاليم الناظور ودريوش والحسيمة، أمس السبت، أمام قنصلية إسبانيابالناظور للتنديد بالحملة العدائية والمغرضة التي يشنها الحزب الشعبي الإسباني وبعض وسائل الإعلام الإسبانية ضد الوحدة الترابية للمغرب ومصالحه العليا. وتعبأ نحو 1200 شخص، من بينهم منتخبون بالأقاليم الثلاثة وممثلو جمعيات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والنقابات، ضد الدعم الممنهج والأعمى الذي يقدمه الحزب الشعبي الإسباني ووسائل الإعلام الإسبانية لأطروحات ملشيات (البوليساريو) والمنظمات الإسبانية غير الحكومية المحسوبة عليها. وأدان المتظاهرون الذي حملوا صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس والأعلام المغربية، بشدة التدخل "المغرض والخطير" للحزب الشعبي الاسباني في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية، وممارساته "غير المسؤولة" المستهدفة للوحدة الترابية للمملكة. واعتبر المتظاهرون أن حملة التضليل والتلاعب الاعلامي لبعض وسائل الاعلام وبعض الأوساط الإسبانية بشأن أحداث العيون كشفت عن "حقد دفين" للمغرب ولشعبه، مؤكدين أن هذا التحامل "الوقح" بعيد كل البعد عن زعزعة تشبث الشعب المغربي الوثيق بوحدته الترابية وتعبئته الدائمة لمواجهة كل محاولات المس بمصالحه. وأعرب المشاركون في هذا التجمع عن استيائهم من بث بعض وسائل الإعلام الإسبانية بطريقة "متعمدة وخبيثة" صورا لمشاهد عنف لا صلة لها بالتدخل السلمي لقوات الأمن المغربية خلال تفكيك مخيم "إكديم إيزيك"، ومن بينها صور لأطفال أصيبوا خلال القصف الإسرائيلي لغزة سنة 2006، وصور لعائلة كانت ضحية جريمة ارتكبت بسيدي مومن بالدار البيضاء. وردد المتظاهرون، الذين حملوا صورا بثتها وسائل الإعلام الإسبانية حول أحداث العيون، شعارات من بينها "إدانة شعبية لوسائل الإعلام الإسبانية المنحرفة" و"الصحراء مغربية وستبقى مغربية" و"الوحدة الوطنية من طنجة إلى لكويرة" و"لا للتضليل الذي تقوم به وسائل الإعلام الإسبانية "وليسقط التوظيف المغرض الذي ينهجه الحزب الشعبي الإسباني". وأبرز منتخبو أقاليم الناظور ودريوش والحسيمة، في بلاغ نشر عقب هذا التجمع، أن "حملة التضليل التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام الإسبانية تكشف عن مؤامرة تروم المس بسمعة وسيادة المغرب". واستنكروا بقوة " التغطيات الإعلامية غير المهنية لوسائل الإعلام الاسبانية التي تخدم أجندة أعداء المغرب الذين يحاولون عبثا المس باستقراره وبمكتسباته الديمقراطية عبر تضليل الرأي العام الإسباني والدولي. وجددوا التأكيد على تشبثهم بالوحدة الترابية للمملكة ودعمهم لمقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، داعين وسائل الإعلام الإسبانية الجادة إلى العمل على "مواجهة تحريف الحقائق والانتصار لأخلاقيات المهنة". ودعوا أيضا "الشعب الإسباني الصديق إلى توخي الحذر بخصوص المعلومات المسمومة التي تتناقلها بعض وسائل الاعلام وإلى الوعي بالكراهية التي تكنها بعض الأوساط "للمغرب ضاربين عرض الحائط بالتاريخ المشترك الذي يجمع الشعبين المغربي والإسباني. وفي ختام هذا التجمع، قرأ المتظاهرون سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء الواجب الوطني الذين سقطوا غدرا في أحداث الشغب بالعيون.