أكد خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أن الرصانة والحكمة التي تعامل بهما المغرب مع الأحداث التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا ، مكنته من تسديد ضربة قاضية إلى أعداء الوحدة الترابية للمملكة، سواء على الصعيد الإعلامي أو الدبلوماسي. وأوضح الوزير الذي حل مساء الثلاثاء ضيفا على برنامج «حوار» الذي تبثه القناة التلفزية الأولى أن الدبلوماسية الجزائرية المسخرة لدعم انفصاليي البوليساريو، حاولت كعادتها تحريف حقائق ما جرى في مدينة العيون إلا أنها لقيت فشلا مهينا، سواء في مجلس الأمن أو لدى البرلمان الأوربي، وحتى لدى منظمة «هيومان رايت ووتش « التي تعد من أبرز المنظمات الفاعلة في المجال الحقوقي على الصعيد العالمي. وأضاف أن جزءا كبيرا من وسائل الإعلام الأسبانية التي دأبت بشكل ممنهج على الترويج للأكاذيب وتحريف الحقائق المتعلقة بقضية الوحدة الترابية « منيت بدورها بهزيمة نكراء « بعدما اكتشف الرأي العام الأسباني زيف الدعاية التي تروج لها هذه المنابر الإعلامية، وهذا ما أدى إلى حدوث «انتفاضة ضمير « لدى النخبة الأسبانية. ونفي الوزير بشكل مطلق أن يكون تعامل الإعلام العمومي المغربي مع أحداث مدينة العيون قد عرف أي نوع من الارتباك، موضحا أن الأمر كان يتعلق ب «مواجهة عدو عنيد، صار اليوم يفجر حربه المفتوحة في الساحة الإعلامية «، ومن ثم كان من الضروري التريث لانتقاء أفضل السيناريوهات الكفيلة بالتعامل مع هذه الأحداث التي شكلت «منعطفا» في مسار قضية الوحدة الترابية. وأبرز الناصري اليقظة التي تحلى بها كل المغاربة، شعبا ومؤسسات، في التعامل مع هذه الأحداث التي كانت في بدايتها ذات صبغة اجتماعية محضة، وتم التعامل معها في إطار من الحوار المسؤول وذلك بما يلزم من الجدية ، ولكن دون استبعاد أن يتسرب إليها في أية لحظة من يخدمون أجندة سياسية معروفة بولائها للانفصاليين ومن يدعمهم ويساير طروحاتهم. وفي هذا السياق، قال الوزير إن المغرب تعامل بمرونة مع العادات المميزة للمجتمع الصحراوي، ولكن عندما اتضحت ملامح المؤامرة التي تحاك ضد الوحدة الترابية للمغرب كان من الضروري التدخل لإفشالها وذلك بشكل حضاري، حيث لم يتم استعمال السلاح من طرف القوات العمومية بالرغم من الشراسة غير المتوقعة التي أبان عنها المخربون أثناء المواجهات التي استشهد خلالها العديد من أفراد القوات العمومية. وبهذا الخصوص سجل الوزير أن أحداث مخيم أكديم إزيك كانت «حجة للمغرب، لا عليه» بالرغم من كون الآلة الدعائية الجزائرية،إلى جانب وسائل الإعلام الأسبانية، حاولت بكل الوسائل اختلاق أكاذيب فجة حول سقوط ضحايا من القتلى لتغليط الرأي العام. وحين لم يتأت لها ذلك، لجأت إلى استغلال صور ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة ضاربة بعرض الحائط أبسط أخلاقيات الممارسة الصحافية، ليتضح حينئذ للرأي العام الاسباني والدولي أن الانزلاقات التي تطبع تعامل الإعلام الإسباني مع المغرب، ليست أخطاء عرضية غير مقصودة، وإنما هي خطة ممنهجة ومبيتة. وشدد خالد الناصري على أن المغرب في الوقت الذي يخوض فيه معركة الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وعن الهوية المغربية، فهو في الوقت ذاته يخوض معركة البناء الديمقراطي، داعيا إلى التصدي لكل من سولت له نفسه استغلال حرية التعبير والديمقراطية التي ينعم بها المغرب،للنيل من المقدسات الوطنية وفي مقدمتها الوحدة الترابية للمملكة.